الوجه الآخر للخال .. الأبنودي والشراسة في مواجهة خصومه!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“شهرين يا بخيل .. ستين شمس وستين ليل .. والنبي يا خراجي ما اطول قلبك لاقطع بسناني الحتة القاسية فيه” .. كان الأبنودي، ولا زال أحد أهم الذين تربعوا على عرش شعر العامية في مصر والوطن العربي، وكلمة الأبنودي كلمة شديدة العذوبة، كالنهر في ساعة روقان، وتحديدًا فيما كتبه من جوابات حراجي القط ورد زوجته “فاطنة” .. وكذا كان الخال يكتب (هو سايب إيده) .. لكن وجهًا شرسًا لا يعرفه محبيه عنه كان يواجه به خصومه في الوسط الثاقي، وتكثّف هذا الوجه في مقال بعنوان “ريم البحر”، كتب فيه الأبنودي مقارنه بين محبيه وكارهيه .. ونشرت جريدة “الأسبوع” هذا المقال في عام 1998 في غضون توترات عاشها الخال مع دوائر في الوسط الثقافي، وريما تخلى فيه عن العذوبة التي كتب بها الشطرة الشعرية المكتوبة في بداية السطور.
يتحركون في دوائر صغيرة قد تتبدّى للعين في الحركة الجامحة الدائبة للموج المتلاطم وتيّارات الحياة التي تتجه إلى مقاصد أبعد وأنبلـ لكن هذه الدوائر الصغيرة تتقابل، تتجاور، تمسك كل منها بالأخرى لتشكّل دائرة أكبر تحافظ على تماسكها .. تلفت النظر للحظة، وسرعان ما تروغ بفعل القوة الحقيقية لحركة البحر الذي يحاور موجه في حرارة وعنفوان ولا يلتفت لمثل هذه الفقّاعات الدائرية التي تظل على السطح تتفتّت وتتجمّع في عبثية هزلية!، وأنا لا أعرف عدد أحبائي لكثرتهم. دعوني لا أبالغ فأقول أنهم بالملايين إلا أني أعترف أنهم آلاف مؤلفة يخرجون نحوي في القيظ والبرد، في الأمطار الموحلة والعواصف التي تعمي العيون لنتلاقى في النهاية ونجدد الرؤية ونحقّق الرؤيا.
أما أعدائي فهم قليلون وأعرفهم بالاسم، هم في الواقع شعراء محبطون، دخلوا إلى ساحة الشعر من أبواب المنافع التافهة فأغلق أبوابه على رقابهم وسبّب لهم العاهات المفضوحة، وظلوا في دوائرهم الواهية يجتمعون على الشر والنيل من سمعتي، ويبتدعون أساليب في التلطيخ والتشويه كلما علا نجمك واشتد بحر المحبة وهاج وماج، والتصق بعضهم بالصحافة، وبعضهم تمركز في “الإدارات الثقافية” .. يتاجرون ويتسببون ويكسبون ويخرجون ليتهموك بالغنى الفاحش وادعاء حب الفقراء .. تافهون .. لا يعرف أحد لهم أسماء أو أعمالًا أدبية أو غير أدبية سوى فاحش القول وكاذب الحديث .. يلتقون على المكاتب أو المقاهي يدبرون ويخططون لمؤامراتهم التافهة .. من مدرس الجامعة إلى بائع القول في الصحف والمجلات التي لا يقرأها غيرهم ويحسون بعد كل طعنة تافهة لا تلامس الجلد، بزهوة الانتصار، وبعضهم يعمل في العلن وآخرون يعملون في الخفاء يحيكون التحريض.
على طول مسيرتنا قابلنا أخلاطًا وأصنافا من هذه المخلوقات الجوفاء كنستها رياح السنين وداستها خطوات الحقيقة، في كل جيل يظهر “عواجيز الفرح” هؤلاء يقتاتون على النميمة ويحيون على الغل، نماذج تافهة ساقطة متسللة إلى أماكن تبحث عن مبرر لوجودها في هذه الدنيا تكتسب العون من بعضها البعض في مهمة تشويه الرموز وتلطيخ الوجوه النيّرة .. وإذا رأوك كتبت رواية، كتبوا عنها مسخًا ماسخًا، حتى يجدوا المبرر لتشويه عملك زذر التراب عليه، وإذا ما التفتت العيون نحو قصيدتك حاولوا أن يقفوا في وجه البحر ويطالبون بإيقافه وهم يغرقون .. رباية أمهاتهم ونفاية الأيام!
يكتبون عنك ليل نهار بالباطل عل الذاكرة التي التقطت اسمك تلتقط اسماءهم ولو مجللة بالعار والكره والاحتقار .. أظنهم كانوا دائمًا موجودين. إذا من جاء قبلنا .. وسيحاولون عرقلة مسيرة من سيأتي بعدنا من الصادقين فإنه عمل على كل حال، وعي وظيفة في هذه الدنيا مثل بيع المخدرات والمتاجرة في الأجساد. لكن متى دام “ريم البحر” تخلقه العواصف وتخنقه لحظات الصفاء والهدوء والتأمل العميق!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال