رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
260   مشاهدة  

الوصفة السرية لـ” السعادة “

السعادة


 

عزيزتي جيجي..علك اندهشتي من العنوان، فإن كنت أمتلك الوصفة السحرية لـ السعادة لماذا أبدو أحيانًا بائسة، وأحيانًا أخري حزينة، سأقول لك يا جيجي .. الحزن يوفر لنا مساحة للإلتقاط الانفاس، فترة استراحة لاستعادة القوى.

حين نقول سبحانه يُغير ولا يتغير، لا ندرك الحكمة من التغيير، فقط نحزن إذا تغير حال نرغبه، إلي حال لا يستهوينا، ولم نقف لنفكر فى فلسفة التغيير، وحكمة الخالق.

دوام حالة واحدة يُبهت الحالة، إذا كيف سنعرف أننا سعداء، ونحن لا نعرف مشاعر أخرى، أو كيف سنعرف السعادة إن دام الحزن، التغيير هو الذي يكشف لنا معنى الأشياء.

الحزن يُعرفنا بالفرح، والأشرار يكشفوا الأخيار، وهكذا هي الحياة، بالأضاد تُعرف الأشياء.
دعينا نعود مرة أخرى للكلام عن السعادة.

يا جيجي

سر السعادة فى الرضا والاستغناء، نعم إنه الرضا بما نملك، رضا غير مشفوع بخمول أو كسل، رضا لا يميل إلي التراخي، فالبعض يستند إلي الرضا كي لا يسعي، ولا يجتهد، يرضي ويدفن نفسه فى حاله، الناس الذين يخلطون بين الرضا والاستسلام يا جيجي ليسوا سعداء، إنهم مساكين لا يعرفون سعادة ولا يصلون نجاحًا، يدعون أنهم راضون وهم خائفون من المواجهة والتحدي، لكن الرضا الذي يُسبب السعادة هو ذلك الذي يُثمر من الإيمان، نرضي بما كتبه الله لنا ونجتهد أن نتحسن ونتطور، نرضي لنري ونفهم، لنتعلم.

 

إقرأ أيضًا….صديقي نادر ..نحن جميعا أموات!

 

الرضا يا جيجي بذرة السلام النفسي، فإن هدئنا وعينا، وإن رأينا إزداد إيماننا، بأن لكل عمل ثمر ولو بعد حين.

هل تعرفين يا جيجي لماذا لا نشعر بالسعادة؟ لأننا دومًا ننظر ونرغب فيما لا نملك، الإنسان عبد رغباته، وأحيانًا احتياجاته، أغلب البشر كسالي، لا يرغبون فى التفكير، ولا يميلون للبحث عن البدائل، يحتاجون طريق واحد محدد يسيرون فيه، فإن ساء الطريق بكوا، وحزنوا وادعوا التعاسة، ذلك أنهم معلقين بشيء واحد، فماذا إن استغنوا عنه؟.

نحن نعيش فى الدنيا نردد اسم الله، ونتحدث كثيرًا دون ان نفكر فى حكم الخالق، لا نُفكر فى ان الله علمنا بالواقع أن كل شيء له بديل، فالبروتين يوجد فى اللحم والبيض والفول والمشروم، فلماذا إن فشل رب أسرة فى شراء لحم لأسرته بكي حاله ووصف نفسه فقير وحزين؟.

الحياة لا تُمنح للراغبين بها، بل هي لمن يستغني، فهل استغنينا عما يُضعفنا ويُنكل بنا؟ ثم رضينا بما نملك؟.

عزيزتي جيجي

هل أبدو مثل الجالسين فى مقعد وثير ويلقون الكلمات غير شاعرين بالناس ومعاناتهم؟ ربما يجد البعض كلامي بعيدًا عن الواقع، لكنني يا جيجي خضت التجربة، تألمت كثيرًا، نزفت وأنا أتعلم التخلي بإرادتي، أترك قبل أن يتخلي عني الآخرون، ونعم قسوت، لكنها القسوة التي تجعلنا مرنين لمواجهة الحياة.

لم يكن التخلي سهلًا، وليس الاستغناء يسيرًا، لكنه الرضا الذي تعلمته أيضًا، أيقنت أننا لا نمتلك كل شيء، وتأملت شروق الشمس، أيام طويلة أرقب الظلام الحالك، أرغب فى معرفة كيف يغافلني النور ويملأ عيوني، لكنني لم أعرف قط، مهما تربصت بالليل، كانت النهار يأتي فجأة، النهار الذي يمتد لساعات، فحتي النهار ليس له صيغة واحدة، فلماذا أتعلق بما يُضعفني؟
ليست هناك سعادة دائمة، فإن دامت فقدت معناها، أصبحت فاترة، لا معني لها، ولأن الوصول إلي السعادة يتطلب أن نرضي ونجتهد، نستغني فنملك ثم تصير السعادة سهلة المنال؟ فهل تأملنا؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان