انخفاض منسوب الرضا لدي المصريين .. هل رفعت السوشيال ميديا سقف توقعاتنا في كل شئ؟

كان الكاتب الراحل نبيل فاروق في لقاء إذاعي ليس ببعيد يحذر من شعور المصريين بالخنقة نتاج رفع جودة الصورة التي أصبحت تدخل إلى الدماغ بعد أن أصبحت السوشيال ميديا هي الإعلام الحقيقي للشعب المصري .. وكان الكاتب الكبير قد حصر كلامه في المسألة الاقتصادية، حيث لا يتقبل الشاب من دول حاله مهما ارتفع لأن ما يراه يوميًا يفقده لذة تقدمه بعض الخطوات ذلك لأن مهما عدّل من حاله فينهار منسوب الرضا داخل نفسه، لأنه يظل ما هو هناك ما أكثر منه ترفًا وأكثر منه بريقًا ولمعانًا .

لكن ما حدث ، وما نريد أن نلقي عليه الضوء أن ما حذر منه الكاتب الكبير أقل من النتيجة التي وصلنا إليه حتى الآن ، لم يعد سقف التوقعات مرتفعًا عند الحالة الاقتصادية فحسب .. بل ارتفع السقف من المنظور الاجتماعي بكل أشكاله وألوانه ، بداية من العلاقات الإنسانية والعاطفية ، نهاية بالشكل العام للحياة التي يريدها الواحد منّا لنفسه ، نهاية باحتقار النفس نظرًا لأنها لم ولن يسعفها الزمن في صنع تلك الحياة التي يراها في السوشيال ميديا أو أقل قليلًا .

هل تستحق أكثر من ذلك؟

ليس دربًا من دروب جلد الذات ، وأعترف معك تمامًا أن هناك من لا يستحقون وقد (مشت معهم) ، لكن هناك سؤال يجب أن يسأله الواحد لنفسه قبل أن يطلب المزيد .. هل أنا أصلًا أستحق المزيد ؟ .. هل ما أبذله من مجهود يستحق المزيد من النتائج ؟ .. أعتقد أن هذا هو الفخ الكبير الذي يقع فيه أغلبنا .. أنت لا تطور من مهاراتك التجارية لكنك تريد أن تمتلك ثروة ساويرس ، ذلك فقط لأن ساويرس صديق عند على فيس بوك ، فأضفى هذا شعورًا نفسيًا لديك بأنك تستحق ما يستحقه … أنت تريد أن تكون كاتبًا مميزًا لكنك لم تبذل المجهود الذي بذله نجيب محفوظ أو يوسف إدريس ، أنت فقط تريد النتيجة .. هكذا توحي إليك السوشيال ميديا ، تخبرك بأن كلنا واحد ، ما دمنا كلنا أصدقاء عند بعضنا على نفس الحساب .. لكن المجد الحقيقي يصنع خارج السوشسيال ميديا .. الفيس بوك فقط  مرآة لعرض النتائج وليس مطبخ العمليات … الشارع هو مطبخ العمليات .

في مقال شديد الأهمية بعنوان : كيف أحصل على الرضا خلال سبعة أيام؟ .. نشره موقع الموقع الإنجليزي success.com ، كانت أهم النقاط التي تحدث عنها الكاتب “رييت باور” : لا تري الحياة من منظور غيرك  .. حيث فسر ذلك بأن نظرتك للحياة من منظور شخص آخر أيًا كان من هو هذا الشخص يضعك دائمًا تحت ضغط وتوتر تنفيذ أهداف هذا الشخص وليس تنفيذًا لأهدافك أنت ، أنت دائمًا تكون محاطًا بظله ، تتنفس هواءه ،تسكن دائرته ، طوق وقد وضعته حول رقبتك .

واتساقًا لما نشره الموقع الإنجليزي فإننا نعاني من الشعور بالتفاوت أكثر من أي وقت مضى ذلك لأننا أصبحنا نرى خصوصيات بعضنا بشكل مبالغ فيه ، تفاصيل حياتية يومية تُنقل عن بشكل فج فتصنع حقدًا اجتماعيًا صامتًا حتى لو لم يصرح به أصحابه .. وأكاد أجزم أن المصريين هم أكثر شعب يشارك تفاصيل حياته على مواقع التواصل الاجتماعي .. لذلك على الواحد أن يعرف جيدًا لماذا ستدخل إلى عالم السوشيال ميديا .. وماذا تحتاج من هنا قبل أن تخرج .. لا تترك نفسك كالذي دخل إلى هايبر ماركت بدون ما يحدد احتياجاته ، فخرج حاملًا لكل ما لا يريد ، وأيضًا لم تنال الرضا  !

إقرأ أيضا

أحمد الجندي “ابن الشمس”.. أهلا بك في عالم رجل المستحيل