بروكلين يحذرنا..علينا مراقبة مشاعرنا جيدًا

بروكلين فيلم من إنتاج عام 2015،  وإن كنت من هؤلاء الذين يحبون مشاهدة الأفلام الخفيفة ذات القصة البسيطة فسيعجبك الفيلم.

وإن كنت أيضًا من هؤلاء هواة مشاهدة الأفلام التي تدور قصصها قبل دخول التكنولوجيا حياتنا والتي يتم تصوير معظمها بقلب الطبيعة، فبالتأكيد ستحب الفيلم.

وقصة  بروكلين على قدر بساطتها وعدم تعقيدها إلا أنها تناقش مشاعرنا المختلطة التي توهمنا أحيانًا بأشياء نعتقد بوجودها وصدقها داخلنا، في حين أن بعض المواقف تصدمنا بعكس ما نتصوره.

فبطلة الفيلم تقرر العمل بأمريكا ومغادرة إيرلندا موطنها الأصلي، لتجد بأمريكا حياة مختلفة تدفعها دفعًا لتصبح أقوى وأكثر عنادًا مع الحياة.

ورغم صغر سنها تقابل فتى أحلامها بأمريكا وتقرر الزواج منه سرًا بعد حدوث صدمة بحياتها تغير من أحداث ومجريات الفيلم.

يوميات القلق..كيف حارب مختار الاسكندراني القلق

تقرر ايليش البطلة العودة لجذورها بعد هذه الصدمة من أجل زيارة والدتها وزيارة وطنها فتبدأ بالنصف الثاني من أحداث الفيلم بمغامرة جديدة.

ووسط استقبال الجيران لها والأصدقاء تتعرف على شاب جديد، وتبدأ قصة حب وتعلق جديدة.

تتطور العلاقة بين ايليش والشاب تطورًا سريعًا، تمامًا كأحداث حياتها التي تجري بلا توقف دون مراعاة لسنها الصغير أو خبرتها القليلة بالحياة.

تجد الفتاة أن أمها قد تعلقت بالشاب الجديد، وتعلقت أيضا بحلم أن تمكث ابنتها معها بأواخر أيامها بالدنيا، فيما لا تعرف ايليش من أين تبدأ حكاية وقوعها في حب شاب إيطالي يعيش بأمريكا حتى زواجها منه.

تتعلق أيليش بالشاب إلى الحد الذي يجعلها لا تفتح خطابات زوجها، وتظن بالوقت أنها وقعت في حب جديد.

ولكن يصدمها موقف ويضعها أمام حقيقة تحاول الهروب منها بعدم قراءة خطابات زوجها أو البوح بها ولو بينها وبين نفسها؛ وهي حقيقة أنها متزوجة.

بلحظة واحدة تقف كما الجبل الراسخ وتواجه الموقف وتواجه زحمة أفكارها وتقرر العودة لزوجها وحبها الوحيد ومصارحة أمها بزواجها بأمريكا.

والقصة تدعونا للتأمل والتفكير في مراقبة دائمًا مشاعرنا وأفكارنا، والفصل بين نظرتنا لأنفسنا وهذه المشاعر والأفكار.

فالإنسان عبارة عن سلوك وتصرفات وليس مشاعر وأفكار فقط، ولكن مشاعرنا وأفكارنا تتحكم بنا بشكل كبير إن لم نفهمها.

والحالة التي وقعت بها أيليش لم تكن حالة حب للمرة الثانية، ولكن حالة الشعور بالحنين إلى الوطن هي ما جعلتها تعتقد بوقوعها في الحب، وهي ما جعلتها تتعلق بالشاب الجديد.

إقرأ أيضا

إلى ريما…هل الدين هو المشكلة؟

أحيانًا نتعلق بالأشخاص ليس لأنهم الذي أرسلهم كيوبيد، ولكن لأنهم يذكروننا بمكان ما نتمنى لو لم نفارقه، أو بشخص ما كنا نشعر معه بالأمان.

كثير من حالات التعلق التي تحدث بهذا العصر تتعلق بمثل هذه الحالات، وتنتهي سريعًا كما بدأت سريعًا، أو تنتهي وكأنها لم تكن.

لذلك من الضروري مراقبة مشاعرنا وفصلها عما كنا نشعر به بالماضي، وإذا تعلقت الأمور بالتعرف على شخص جديد علينا التركيز حول مشاعرنا تجاهه مجردة من كل شائبة تتعلق بشيء أخر يذكرنا به.

تتيقن أيليش بنهاية فيلم بروكلين أن المحبوب ذاته يعد وطنًا بأكمله وبيتًا جديدًا يحمل ذكريات جديدة، أو كمل قال مريد البرغوثي عن زوجته رضوى عاشور “ضحكتها صارت بيتي” 

بروكلين تدور أحداثه بخسمينات القرن العشرين وهو من بطولة سرشا رونان وإخراج جون كرولي.