بصمة رجل وراء ظهور واعظات الأزهر والأوقاف “بدأت الفكرة في العباسية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأ في الفترة الأخيرة الظهور الجلي والملموس لـ واعظات الأزهر والأوقاف وبروز دورهن على جميع الأصعدة وانخراطهن بين جميع الفئات على أرض الواقع وعبر منصات السوشيال ميديا.
الرجل الذي بسببه ظهرت واعظات الأزهر والأوقاف
يرجع وجود العنصر النسائي في ميدان مجال الوعظ على يد الشيخ “محمد أبو المكارم” مفتش أول الوعظ في القاهرة و ورئيس جمعية هيئة علماء الوعظ الاجتماعية، بعد أن كان ذلك المجال مقتصر على الرجال فقط، وكان ذلك وفق رؤية الشيخ أبو المكارم التي تتبنى أن المرأة ركيزة أساسية في المجتمع، بل وهي مسؤولة عنه أيضًا، فيجب أن تتلقى جميع المفاهيم الدينية وتؤهل لمعرفة قواعد الدين لتوجيه بطريقة سليمة.
ورأى الشيخ محمد أبو المكارم إن المرأة لديها جميع القدرات على نشر رسالة الدين مما تميزت من سعة صدرها صوتها الرزين وطباعها الهادئة، وقدرات حباها الله بها، كل ذلك يمكنها نشر تعاليم الدين وخاصة بين فلاحات القرية وفلاحيه البسطاء، وهم أكثر من نصف سكان الجمهورية.
لم يعمل الشيخ أبو المكارم على تنفيذ الفكرة بمفرده، بل ساعده “زكي رضوان محسن” سكرتير جمعية الوعظ مع “عبدالله السيد أبو سقاية” مأذون منطقة العباسية.
اقرأ أيضًا
تاريخ وزراء أوقاف مصر .. 67 وزيرًا بين الصوفية والقتل والتورط في فضيحة لوسي أرتين
أول دفعة من واعظات الأزهر والأوقاف
تلقت 20 سيدة وفتاة دراسة العلوم الشرعية وأصول الدين وقواعده، ودراسة علم الحديث الشريف وتفسير القرآن الكريم، والتوحيد والأخلاقيات والعادات والسيرة النبوية والفقه، لمدة 3 سنوات، حيث تستطيع بعدها تلك المدة الطالبة أن تعين في وزارة الأوقاف، وكان مقر الدراسة آنذاك “مبنى دار التقوى في العباسية”، ولقيت تلك الفكرة نجاحًا كبيرًا.
تحكي الطالبة “برلنتي علي السيد” للصحفية آمال عبدالحميد في جريدة الأهرام يوم 27 أكتوبر 1964م، عن التحاقها بالمعهد فقالت أنها انضمت إلى المعهد لرغبة أكيدة منها في خدمة المجتمع والتزود من الثقافة الدينية وهي خير ضمان يحمي الفرد، ثم تقول أنها في خلال دراستها استطاعت أن تؤمن إيمانًا كبيرًا، بأن المرأة المصرية تملك كل وسائل النجاح والفهم وأنه رغم أن الانضمام إلى المعهد لا يشترط أكثر من معرفة القراءة والكتابة إلا أن كل السيدات في المعهد أصبحن يجدن اللغة العربية السليمة ولا يتكلمن بغيرها.
من جهتها استطردت جمالات زكي الشيخ التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 24 عامًا، كلامها عن معهد إعداد الواعظات، “أنها حصلت على الثانوية العامة، وقد جذبتها الفكرة الجديدة وهي قيام المرأة بالوعظ والإرشاد فانضمت إلى المعهد لتستطيع أن تشارك في تعليم الجيل الجديد ولأن الدين يعطينا حقنا في الحياة” .
وأيدت تلك الفكرة زميلتها حكمت عبدالحميد العسكري أقدم طالبة في المعهد.
أما الطالبة عواطف أبو الخير، وهي كفيفة فقالت “أنها انضمت إلى المعهد حتى لا تكون عالة على المجتمع، والذي يحترم كل عامل وأملها أن تعمل واعظة تنشر رسالة الدعوة الإسلامية، التي تحث على العمل من أجل الأسرة والمجتمع”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال