همتك نعدل الكفة
162   مشاهدة  

بعد اكتساحها التاكسي.. تطبيقات سيارات الأجرة تتحول لكابوس

تطبيقات سيارات الأجرة
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



منذ عدة سنوات دخلت تطبيقات سيارات الأجرة شوارعنا، لتستقطب زبائن التاكسي من فئة الشباب. ومع الوقت أصبحت وسيلة مواصلات أساسية لمختلف الطبقات؛ بمستوى عالٍ من الرفاهية مقابل سعر مقبول. لكن المميزات التي جعلتها الاختيار الأول أمام زبون التاكسي تراجعت مؤخرًا؛ بل أصبحت على النقيض، وانتشرت العديد من الشكاوى حول رداءة الخدمة وأحيانًا عمليات النصب.

من المفترض أن مستخدمي تطبيقات سيارات الأجرة يبحثون عن الراحة والسرعة، مقابل سعر مقبول ينافس التاكسي؛ وهو ما كان يعتبر أهم مميزات تلك التطبيقات، وما جعلها العدو اللدود لسائقي التاكسي. حتى أن تلك العداوة لم تكن خفية على الجميع، بمجرد ركوبك تاكسي في بداية دخول التطبيقات، لا تجد سيرة للسائق سوى عن الشركات الجديدة التي أوقفت حالهم.

في بداية الأمر كانت حلًا سحريًا لتجبر التاكسي ورفضه فتح العداد أو الذهاب في مشاوير بعيدة؛ إلا أن المشاكل نفسها التي جعلت العميل يهرب من صراع العداد نحو تطبيقات سيارات الأجرة عادت بتوحش أكبر. شكاوى كثيرة تحدث عنها الجميع تدور في السياق نفسه، أصبح الكابتن يرفض الذهاب في الرحلات البعيدة، بل ويجبر العميل على تحمل غرامة إلغاء الرحلة بطرق عديدة ترفع عنه الخطأ وترفع للعميل الضغط.

 الحجة الأشهر “العربية عطلانة!”

بغض النظر عن ظروف الإنسان الذي قرر دفع مبلغ أكبر لراحته، أو لاستعجاله، وربما لظروف مرضية؛ يتحكم الكباتن في العميل وفقًا لمصلحته، متناسيًا سياسة الشركة التي وافق على العمل تحت شروطها، والتي لا تقبل رفض أي رحلة إلا لظروف قهرية مثل تعطل السيارة. وفي حالة وصول شكاوى متكررة من العملاء أو ملاحظة خدمة العملاء تكرر الأعذار؛ يتعرض الكابتن لغرامة وينخفض تقييمه الظاهر على التطبيق أمام العملاء.

 

تطبيقات سيارات الأجرة
شكاوى من سوء خدمة تطبيقات سيارات الأجرة

غالبًا ما يتصل بالعميل قبل الوصول ليتأكد من عدة شروط، أهمها أن تكون الرحلة طويلة ولمكان مأهول يمكنه من الحصول على رحلة أخرى؛ بدلًا من أن يتحمل مشوار العودة للعمار بدون رحلة. وأحيانًا يرفض دخول الأماكن غير المرصوفة أو ركوب عميل معه أطفال. لذلك يلجأ الكباتن لعدة حيل واضحة للأعمى، لكنها في الوقت نفسه صعبة الإثبات؛ أشهرها “العربية عطلت”، أو “البطارية فصلت شحن”، أو “خلصت بنزين”. 

والسؤال الذي يقف أمامه العملاء عاجزين هنا، لو العربية عطلت “لماذا قبلت طلب الرحلة من الأول؟”. ويبقى العميل أمام خيارين؛ إلغاء رحلته وتحمل الغرامة بدلًا من الكابتن الواضح تمامًا كذبه، أو التوجه لخدمة العملاء والدخول في موال ممل لا يناسب واحد مستعجل قرر يطلب عربية توصله بسرعة.

تطبيقات سيارات الأجرة
شكاوى عملاء

الموقف السابق يحدث لو وقع حظك مع كابتن إلى حد ما عنده ذوق؛ أمََّا لو لا قدر الله صادفت النوع الآخر فإنك تدخل في دائرة مفرغة، لن تنتهي إلا برضوخك لرغبته. وفي تلك الحالة يقبل الكابتن الرحلة ويتصل ويعرف وجهتك ويرى أن المشوار لا يناسبه؛ فيقرر بكل بساطة غلق هاتفه والقيادة بلا هدف بعيدًا عن العميل، حتى ييأس ويلغي الرحلة بالذوق. إلا أن الأفضل في تلك الحالة التواصل مع خدمة عملاء التطبيق وتقديم شكوى قبل إلغاء الرحلة، لكن للأسف هذا الخيار غير عملي مع شخص واقف في الشارع.

“أنا أصلًا مش سواق”.. حوارات عبثية مع الكباتن

تطبيقات سيارات الأجرة
تعليق من كابتن ردًا على شكاوى عملاء

حتى لا نظلم الناس بدون وجه حق؛ حاولنا فهم مبررات الكباتن خلف تلك التصرفات المستفزة. ليتضح أن الحجج غالبًا ما تدور حول الخسائر التي تعود عليه من المشاوير البعيدة للمناطق النائية، أو مصاريف تصليح السيارة التي يتحملها بعد دخول المناطق غير المرصوفة. للأسف الحجة غير مقبولة؛ لأن مجرد قبوله العمل تحت سياسة تطبيقات سيارات الأجرة تفرض عليه الإلتزام بها، وإلا يقلب سيارته لتاكسي ويشتغل بمزاجه أحسن.

العميل لا يجبر الكابتن لمجرد أنه يستطيع، لكن لاحتياجه بالفعل لتلك الخدمة، وإن لم يكن مضطرًا ما الفائدة من دفعه مبلغ أكبر بأضعاف من سعر المواصلات العادية! وحتى لو لم يكن مضطرًا من حقه الحصول على خدمة مقابل فلوسه، والتي لم تعد مبلغًا مقبولًا بالمناسبة؛ بل تحولت إلى أسعار مُبالغ فيها خاصةً في أوقات الذورة.

تطبيقات سيارات الأجرة
تعليقات حول الخوف من لقب السائق

بعيدًا عن رحلة العذاب للوصول إلى كابتن تفضَّل وقبِل توصيلك لوجهتك، يواجه العميل رحلة شاقة أخرى داخل السيارة. أنت مطالب بسماع الجملة الكليشيه ذاتها في كل مرة تستخدم فيها تطبيقات سيارات الأجرة، وهي “أنا أصلًا مش سواق”.

غير مفهوم تمامًا لماذا يحاول كل سائقي تطبيقات سيارات الأجرة محو لقب السائق من تعريفهم أمام عميل لن يضطروا للتعامل معه مجددًا، والأغرب هو السبب الذي يدفع هؤلاء للعمل في مهنة يحتقرونها و يبادرون بنفيها عنهم بدون داعي. عقدة نقص استفزازية ومتكررة بعدة أشكال مع عشرات بل مئات العملاء، الذين يمكن أن يكون عدد منهم يعمل بالسياقة بالفعل.

إقرأ أيضا
رسوم صلاح جاهين

كما هو غير مبرر غضب الكابتن من استخدام الفيزا، أو أكواد الخصومات التي تستقطب بها تطبيقات سيارات الأجرة عملائها؛ مع أنهم يحصلون على ثمن الرحلة كاملًا من الشركة في نهاية الدورة كل أسبوع.

الاسكرين شوت والفيزا أشهر طرق النصب 

بعد كل الصعاب التي يواجهها العميل مع الرحلات العادية، يبقى أمام تحدي تجنب النصابين. والموضوع سهل جدًا مع الاستعجال وثقة العملاء في اسم الشركة، أحيانًا يضع السائق سكرين شوت بسعر أكبر من ثمن الرحلة ليظهره أمام العميل، الذي يدفع دون مراجعة هاتفه.

أمَّا الخدعة الأكثر ربحًا هي استغلال الفيزا، سواءً بطلب الرقم السري للتطبيق من العميل وتفعيل رحلة وهمية، أو بترك الرحلة شغالة بعد نزوله والاستمرار في مشوار بلا هدف على حساب الزبون. وفي الحالتين الخطأ من نصيب العميل، فمشاركة الرقم السري مع السائق أو عدم التأكد من إنهاء الرحلة غفلة منه، والشركة لن تحمي المغفلين.

بالطبع، كل تلك الحوادث وإن تكررت بكثرة لا تعني أن جميع الكباتن مذنبين؛ بل توجه أنظار تطبيقات سيارات الأجرة إلى عدة مشاكل تنغص حياة العملاء، يجب أن يبحثوا عن آلية ما لتجنبها. في النهاية لا تعرض خدماتك على المستخدمين، دون أن تتابعها وتتأكد من مستواها، وإلا ما الذي يستحق هذا الفرق الشاسع في السعر بينك وبين بقية وسائل المواصلات؟

الكاتب

  • تطبيقات سيارات الأجرة إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان