بعد تعيين الشيخ علي جمعة في مجلس النواب .. أقدار جمعت بينه وبين الإمام محمد بخيت المطيعي
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عُيِّن مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ علي جمعة في مجلس النواب بقرار رئاسي طبقًا لأحكام المادتين 243 و244 من الدستور المصري، ليكون الشيخ علي جمعة هو ثاني مفتي للديار المصرية في مجلس النواب بعد الشيخ محمد بخيت المطيعي.
ما بين الشيخ علي جمعة في مجلس النواب والإمام بخيت المطيعي
عُرِف عن الشيخ جمعة احترامه الكبير للمشايخ غير أن تركيزه على الشيخ محمد بخيت المطيعي خلال لقاءاته التلفزيونية أو شروحه العلمية كان الأبرز، فقد استحوذ الشيخ محمد بخيت المطيعي على 10 % من النماذج العلمية الأزهرية التي كان يستعرضها دائمًا خلال أحاديثه.
اقرأ أيضًا
“يونيو شيعة حسن شحاتة” لماذا الشيخ علي جمعة يكسب
صدف كثيرة جمعت بين الإمام محمد بخيت المطيعي والشيخ علي جمعة، فكلاهما توليا منصب مفتي الديار المصرية، والاثنين من الصعيد، فالشيخ بخيت من محافظة أسيوط والشيخ علي جمعة من محافظة بني سويف، كما أنهما من حيثية التخصص العلمي من علماء أصول الفقه، كما أن الاثنين من أشد علماء الأزهر تمسكًا بالصوفية وآل البيت والمنهج الأشعري.
دخل الشيخ علي جمعة في مجلس النواب المصري بشهر يناير من عام 2021 في فترة تشهد زخمًا فكريًا ودينيًا بمصر، وهو نفس الشيء الذي اتسم به الشيخ محمد بخيت المطيعي حين أخُتْيِر في اللجنة البرلمانية التي ستشرف على وضع دستور 23 بمصر، وقد اتخذا مواقفًا فكرية شهيرة.
مسألة مواجهة فوضى الأفكار الدينية الفاسدة جمعت الشيخ علي جمعة في مجلس النواب والشيخ محمد بخيت المطيعي، فالأخير اهتم جدًا بتوضيح المادة 12 من دستور 23 المتعلقة بأن حرية الاعتقاد مطلقة حين كان نصها يفتح المجال أمام فتاوى مذهبية عقائدية شاذة تُنْتَسَب للإسلام مثل البهائية والقاديانية، فاقترح الشيخ محمد بخيت المطيعي أن تضاف مادة متعلقة بالإشراف على حرية الاعتقاد فكان نص المادة 13 «تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقاً للعادات المرعية فى الديار المصرية».
الأمر نفسه يواجهه الشيخ علي جمعة في مجلس النواب المصري حيث أعلن يوم أن تسلم كارنيه العضوية في 10 يناير سنة 2021 أن أهم الملفات الأخرى التي سيهتم بها هي فوضى الفتاوى الشاذة والتي تكلم عنها قائلاً «لن تنضبط فوضى الفتاوى بقانون فنحن في عصر السماوات المفتوحة والفضائيات، إنما ستنضبط بالثقافة العامة ومناهج التعليم وبأشياء كثيرة جداً من الأخلاقيات، كما أن الجرائم الإلكترونية هي أكثر الملفات التي سنواجهها».
اقرأ أيضًا
رومانسية الشيخ علي جمعة بين سخرية الإعلام و حقيقة الدين
مفارقة أخرى بين الشيخ علي جمعة والشيخ محمد بخيت المطيعي وهو مفارقة شهر مارس في حياة الرجلين، ففي شهر مارس سنة 1919 قام الشيخ محمد بخيت المطيعي بصفته مفتيًا للديار بدور مجتمعي كبير في الشارع المصري إبان ثورة 1919 م، وهو نفس الشهر الذي ترك فيه الشيخ علي جمعة منصبه كمفتي للديار المصرية سنة 2013 ليقوم بدور مجتمعي وسياسي كبير بعد ثورة 30 يونيو.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال