رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
600   مشاهدة  

رومانسية الشيخ علي جمعة بين سخرية الإعلام و حقيقة الدين

الشيخ علي جمعة
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



«بلاش بخل في المشاعر ، وقول لزوجتك بحبك 5 مرات في اليوم علشان منوصلش للطلاق» تصريحات نُشرت على لسان مفتي الجمهورية الأسبق الشيخ علي جمعة، وجعلتها الصحف المصرية مادة لتندر والسخرية، من خلال صفحاتها على السوشيال ميديا، وتغافلوا تماما أن هذه التصريحات والأحكام  من أصول الدين الإسلامي في تعاملات الرجل مع زوجته 

العلاقة الزوجية في الإسلام تتأسس على المشاعر 

لم يبتدع الشيخ علي جمعة ما قاله لأن العلاقة الزوجية في الإسلام علاقة مقدسة، لما لها من أثر كبير في حياة  الأفراد والمجتمعات، لذلك قال تعالى« وجعلنا بينكم مودة ورحمة» أي أن العلاقة هنا قائمة على المشاعر والعواطف التي تحقق السعادة لهما، من أجل بيت حصين قوي راسخ.

 

لذلك كان أسباب ازدياد نسبة إطلاق في المجتمع المعاصر، برغم تحسن الأحوال المادية والمجتمعية بعض الشيء عن السابق هو «جفاف المشاعر بين الزوجين»،  فالمشاعر أصبحت متناسبة في ظل صخب الحياة، وبالتالي فالعلاقة معرضة للتصدع والانهيار، لأتفه الأسباب .

كما  أن كلا من  الزوجين يطالبون بحقوقهم ويتجاهلون وجباتهم، حيث يعمل كل واحد منهم لنفسه دون النظر إلى الآخر ، فقد يهتم الشخص منهم بكل شيء ويهتم بكل الناس إلا شريكه وقرينه ، وهذا من أهم أسباب تصدع الأسرة أيضا، لذلك وضع الإسلام ركائز للعلاقة مبنية على البوح بالمشاعر مقترنة بالفعل .

كيف اهتم الإسلام بمشاعر الزوجين؟

 

توجد نصوص قرآنية كثيرة، توظف وتوضح حقيقة المشاعر والحب بل العشق بين الزوجين، ومن هذه الآيات قوله تعالى في سورة الروم :« وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ »، ومن خلال هذه الآية لابد أن نوضح معان ثلاث كلمات مهمه نادت بالإحساس والشعور بالطرف الآخر وهما« السكينة والمودة والرحمة».

 

مفهوم السكينة والمودة والرحمة

وعن مفهوم السكينة، فهي نور وراحة في القلب،  تنشأ عن الاتصاف بالحكمة، والاعتدال والاتزان، وترتب على مفهوم السكينة مفهوم الطمأنينة، فهي حالة لذيذة من الاتِّزان ينعدم فيها الخوف والندم، وتتجرد فيها النفس من المطامع والرغبات، فهي أكدت معنى السكينة و بينت نوع الاتزان، وتأتي كلمة المودة، والتي تعني خالص المحبة لتؤكد أن العلاقة قائمة على الاتزان وعدم الخوف والحب الصريح.

 

سلوك النبي مع زوجاته

ضرب النبي محمد أروع الأمثلة الحية للتعامل مع زوجاته، فقد كان يعاملهن بحب ولطف كبير ، يجفف دمعاتهن، يسمع شكواهم بكل ود، ويخفف من أحزانهن،  والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالقصص التي توضح ذلك.

النبي يتعامل بحب مع زوجاته

كان النبي محمد يتعامل مع زوجاته من منطلق الراحة والحب، وكان لا يجد غضاضة أو أنفه في مساعدتهم في أعمال البيت، فعن عائشة رضي الله عنها قالت إذا دخل النبي البيت فكان  «يَخْصِفُ نَعْلَهُ، ويُرَقِّعُ ثَوْبَهُ» ينظفهما.

 

النبي يخرج مع زوجاته للتنزه

ومن عظيم محبَّته للسيدة عائشة على وجه الخصوص، كان إذا حل الليل يخرج مع السيدة عائشة للتنزه لزيادة المحبة، وجاء في البخاري «كَانَ النَّبِيُّ  إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ»

 

إقرأ أيضا
فتح الأندلس

النبي يعبر عن شعوره وحبه بالكلمات

وكان النبي لا يستحي من أن يمتدح زوجاته أو أن يعبر عن شعوره بالقول الطيب فقد كان يمتدح عائشة كثيرا وفي ذلك قال النبي  «إنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ».

 

النبي يتحمل جفاء زوجاته

ومن المواقف العظيمة والطريفة أيضا في فحواها، والتي تدل على أن النبي كان حليما ويتحمل الجفاء من زوجاته بصدر رحب ، ففي ذات مرة جاء سيدنا أبو بكر إلى بيت النبي فسمع صوت ابنته عائشة رضي الله عنها عاليا  فلمَّا دخل رفع كفه ليضربها على وجها، وقال: لا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله » فأسرع النبي ليقف حاجزا بين عائشة وأبيها، والتي تحامت بظهر النبي ، فخرج ابو بكر غضبا ، فقال النبي حين خرج أبو بكر: “كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟!» فمكث أبو بكر أيامًا، ثم استأذن على رسول الله فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي  “قَدْ فَعَلْنَا، قَدْ فَعَلْنَا”

 

الناظر في السيرة النبوية يجد أن سيدنا محمد  كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، إذا كان ما قاله الشيخ علي جمعة واتخذناه على سبيل السخرية والتندر هو من صحيح الدين، ليس بدعة وليست فكاهة.

 

الكاتب

  • الشيخ علي جمعة مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان