بعد نبوءته عن مصر التي يؤمن بها اليهود.. هل وجود النبي أشعياء حقيقة؟

أنزل الله الأنبياء والرسل لهداية أقوامهم، وتصحيح مساراتهم العقدية والحياتية، ولقد أرسل الله سبحانه وتعالى عدد كبير من الأنبياء والرسل إلى بني إسرائيل، لكثرة انحرافهم عن جادة الصواب.

وفي الإسلام لم يذكر الله في القرآن الكريم كل عدد الأنبياء الذين أُنزلوا في بني إسرائيل طبقًا لقوله تعالى في سورة النساء:” وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا”.

والنبي أشعياء من هؤلاء الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم، بل إنه لم يُذكر في السنة النبوية كذلك، لكنه وُجد في كتب المسرين والمحدثين باسم” أشعياء، وأشعيا،وشعياء، شعيا” وعند ذكر هذا الاسم يقول المفسرون أنه من نبي قتله بني إسرائيل.

ويُعتقد أن وجود اسم ” أشعياء” في كتب المفسرين دون القرآن والسنة إنما يعود إلى أخذ المفسرين من أقوال بني إسرائيل، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن بالتحديث عن بني إسرائيل ، دون تصديق أو تكذيب ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم :”  بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ “.

وجاء في قوله صلى الله عليه وسلم :” إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ “، ولمعرفة قصة النبي “أشعياء” نعود إلى أسفار اليهود لمعرفته دون تصديق أو تكذيب، فقد ورد عنه نبوءات عدة يحملها اليهود ويؤمنون بها.

من هو النبي أشعياء

النبي أشعياء من الأنبياء الذين نزلوا في بني إسرائيل، ويعنى اسمه” الرب يخلص”،وهو كاتب سفر أشعياء أحد أسفار العهد القديم.

ولد عام 766 ق.م بمملكة يهوذا جنوب الشام، عاش أكثر من 80 عام وكان نبيًا في قومه مدة 60 عامًا. في التقليد العبراني فإن أشعياء هو ابن “آموص” أخو “أمصيا” ملك مملكة يهوذا، لذا قالوا عنه أنه من سلالة ملوك وذا ثروة هائلة.

كان “أشعياء” متزوج من امرأة تدعى بالنيية، وكان له ولدين وجاءت أسمائهم “شآر يشوب” و”مهير شلال حاش يز”.

والناظر في التاريخ العبراني يعرف إن إشعياء كان ذا نفوذ وسلطة هائلة، كما كان على مستوى ثقافي كبير، كما كان يعرف هيكل سليمان جيدًا ويعرف الطقوس وما يجري فيه.

بدأت رسالة أشعياء سنة 740 ق.م تقريبًا أي في السنة التي مات فيها” عزيا الملك”، ووفق ما ذكره كتب العهد فإنه رأى في الهيكل رؤية فيها الله، وسمع دعوته ومن ثم بدء العمل النبوي.

وعود أشعياء لليهود 

ـ في سنة 736 ق.م وعد ” أشعياء” الملك آحاز” بأن الله سينقذ يهوذا من هجوم المملكة الشمالية وأرام على يد آشور، ورغم هذا فقد رفض” آحاز” تعاليم أشعياء.

إقرأ أيضا

بعد ترجمة أعمالها .. “سماح ممدوح” للميزان : المكتبة العربية كانت خالية تمامًا من أعمال” ماري روبرتس”

ـ تنبأ “أشعياء” بشفاء ” حزقيا” الملك، وقد لاقت رسالته قبولًا لديه.

ـ حينما أخمدت جيوش” سرجون الثاني” ملك آشور ثورة أشدود ، حينها قاوم أشعياء أي تحالف مع مصر ضد آشور.

ـ وجاءت نبوءة أشعياء عن مصر  التي تحدث عنها بالكتاب المقدس كالتالي: ” وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً. وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ. وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلًى قَاسٍ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ. وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ، وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. سفر إشعياء 19″، وهذه الرؤية هي رؤية دولة الاحتلال عن مصر.

اقرأ أيضًا: العلاقة بين بدء الكون في الموروث الإسلامي والأساطير القديمة وكيف ربطت الإسرائيليات هذا؟