رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
141   مشاهدة  

العلاقة بين بدء الكون في الموروث الإسلامي والأساطير القديمة وكيف ربطت الإسرائيليات هذا ؟

بدء الخلق
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدء الخلق، أو الكون .. تنوعت القصص الوارده عن بدء الخلق والخليقة في الكتب المقدسة والديانات الوضعية، والأساطير القديمة، ومن الطبيعي أن تتداخل القصص هذه فيما بينها نتيجة اختلاط الشعوب بعضها ببعض، ونتيجة التداخلات الثقافية والشعبية، والتراث الإسلامي ليس بمعزل عن تلك التدخلات حتى إن هناك قصص كثيرة يعتمدها البعض في التشريع أو على أقل التقديرات يعتمدها كحقيقة مسلمة في الدعوة إلى الله.

ومن بين المصادر التي أوردت قصص تعتمد على الإسرائيليات كتاب ” عرائس المجالس للثعالبي”، وكما قلنا في مقالات سابقة أن الإسرائيليات تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الخرافة واللامنطقية، ومنها ما أورده” الثعالبي” في قصة بدء الخلق، وقبل سرد القصة بين الإسرائيليات والأساطير اليونانية لابد أولا أن ننوه عن أن كتاب “عرائس المجالس” به الكثير من الخرافات والقصص الشعبية ولا علاقة لا بصحة الحديث أو صحة القص لكن هناك من يعتمد عليه .

الخلق في التراث الإسلامي
جاءت الأسطورة أن الله قد خلق جوهرة خضراء حجمها أضعاف حجم السموات والأرض، ثم نظر الله إلى الماء فارتفعت كثيرًا من خشية الله وهيبته، ومع تصاعد الماء تكون بخار الماء الذي كون السماء، أما الدخان الناشئ فهو صوت الرعد من بدء الخليقة ويستمر إلى يوم القيامة.

انخفض الماء أرضًا فكون الأرض، وكان أول ما ظهر من اليابسة هي موضع مكة، ومن هنا سميت مكة ” أم القرى”. ثم فتق الله السموات الأرض فصارت سبع سنوات وسبع أراضون مستندا على قوله تعالى “كانتا رتقا ففتقناهما”، ولكي تستقر الأراضي السبع أنزل الله ملكا يحملها على كتفيه، فوضع إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب وأمسك تلك الأراضي لكن الملك لم يكن تحت قدميه شيء، فأنزل الله من الجنة ثورًا عملاقاً له أربعون ألف قائمة وسبعون ألف قرن، ووضع الأراضي بين عنقه وظهره، وصارت قرونه بارزة من سطح الأرض العليا، وصار منخاراه في البحر، فكلما تنفس وقعت ظاهرة المد والجزر.

لم تفلح محاولة الملك في استقرار الأرض، فخلق الله صخرة كبيرة يحملها حوتا عظيما يسمى “نون”
ويفسر ذلك ما جاء في أول آية في سورة “نون”.

حاول إبليس تدمير الكون، فراح يوسوس للحوت بأن ينفض تلك الصخرة وأن يتخفف من أحماله، فأراد الله أن يعذب ذلك الحوت فأرسل حشرة دخلت إلى مخ الحوت عبر منخاره، فعذبته عذابا شديدا، فدعى الحوت ربه أن يرحمه من هذا العذاب، فأخرجها الله من رأسه وجعلها أمام عينيه تهديدا له إن عاد للتفكير في التمرد.

وليزيد الله استقرار الأرض، خلق الجبال وثبت الأرض بها، وجعل سيدها الجبل “قاف” محيطا بالأرض، وقد خرجت منه عروق متصلة بكل الجبال، فإذا أراد الله أن يزلزل موضعا من الأرض أمر “قاف” أن يحرك العرق المتصل به فتحدث الزلازل، وهو “قاف” المذكور في الآية “ق والقرآن المجيد”.

خلق الشمس والقمر

خلق الله شمسين، فرأى الله أن الشمسين ستجعل الناس في حاله من عدم الإدراك والتميز بين المواسم والمواقيت فأمر الله ملك يحجب إحدى الشمسين فصارت واحدة شمس والأخرى قمر واستند على قول الله تعالى” فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة”.

ومن القصص التي ارتبطت بخلق الشمس ودورانها حول الأرض أن هناك أقوام سكنوا مشرق الأرض ومغاربها، فأما المشرق فقد سكنه بقايا نسل قوم عاد ممن آمنوا بالنبي هود، وبأقصى الغرب هناك مدينة يسكنها نسل قوم ثمود الذين آمنوا بنبي الله صال، وهم أعداد ضخمة، حتى إن أبواب المدينة منهما يحرسها كل ليلة عشرة آلاف ثم لا يعودون لنوبة الحراسة أبدا حتى قيام الساعة، ولولا ضجيجهم لسمع أهل الأرض صوت الشمس وهي تشرق ثم وهي تغرب.

سكان الأرض والسماء
الأرض الأولى: هي أرضنا التي نعيش على سطحها.

الأرض الثانية: جعلها مصدر الرياح المختلفة.

الأرض الثالثة: يعيش بها قوم وجوههم وأيديهم كوجوه وأيدي البشر، وأفواههم كأفواه الكلاب، وأرجلهم كأرجل البقر، وآذانهم كآذان الماعز، وعلى أجسادهم صوف كما للغنم.
الأرض الرابعة: وديانًا من الكبريت الملتهب، أعدها ليشعل بها نار جهنم.

الأرض الخامسة: عقارب ضخمة في أحجام البغال لتعذيب أهل النار.

الأرض السادسة: فجعل بها دواوين أعمال أهل النار، وسجنا لأرواحهم، وسماها “سجين”، وهي المذكورة في القرآن إن كتاب الفُجّار لفي سجين”.

والأرض السابعة: هي مسكن إبليس وجنوده والجن والشياطين.

أما السماوات السبع، فالأولى منها هي السماء الدنيا بما فيها من كواكب ونجوم ورياح ورعد وأمطار الخ
السماء الثانية: بها ملائكة من ألوان مختلفة منضبطين يرددون سبحان الله وبحمده سبحانه ذي العزة والجبروت.

السماء الثالثة: ملائكة ذوو أجنحة وهيئات متنوعة، مصطفون بنفس انضباط ملائكة السماء الثانية، ويرددون سبحانه الحي الذي لا يموت.

السماء الرابعة: بها ملائكة أضعاف أعداد ملائكة السماء الثالثة، يزيد عددهم كل يوم وهم يرددون سبوح قدوس ربنا الرحمن الذي لا إله إلا هو.

السماء الخامسة: بها أضعاف أعداد ملائكة السماء الرابعة ويزيدون، وهم كملائكتها في الطاعة والخشوع.
السماء السادسة: ففيها ملائكة اسمهم “الكروبيون” أي المقربون عددهم سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألفا من جنود الملائكة وهم الذين يبعثهم الله إلى أهل الدنيا في مهام محددة.

السماء السابعة: قادة جند الله من الملائكة، ولا يعلوهم سوى جبريل وحملة العرش لكل ملك منهم عدة وجوه وأجنحة كثيرة، لو انطبقت ريشة جناح أحدهم على الدنيا لسحقتها، وهم سبعمئة ألف عدد الرمال وقطرات الماء من الأتباع.

الرد على ما جاء في هذه القصة 
قصة جبل ” قاف” أن أول من تكلم عن جبل ” قاف” المحيط بالأرض هو الكتاب الديني اليهودي”حكيكاه” عندما فسر كلمة”توهو بوهو” المذكورة في سفر التكوين الذي هو أول أسفار العهد القديم أن معناها الفضاء والفراغ، وأن المراد بها الخط الأخضر المحيط بجميع العالم، ولما أراد العرب تعريب كلمة “توهو” العبرية سموها” قاف” وبعد ذكر هذه الخرافة نسبها إلى القرآن الكريم.

يقول المفسر ابن كثير عن هذه القصة : وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا:
قاف: جبل محيط بجميع الأرض يقال له ” جبل قاف ”

ثم يعلق هذا من خرافات بني إسرائيل الي أخذها عنهم بعض الناس لما رأوا من جواز الرواية عنهم مما لا يصدق ولا يكذب

إقرأ أيضا
أتوبيس

النقطة الثانية حول وجود قوم عاد وثمود قبل نشأة الأرض؟ فهل من المعقول أن هناك أقوام ءامنوا بأنبياء قبل وجود الأنبياء أنفسهم!! قبل وجود الكون حتى!!

يقول أحمد فكري في كتابه أن قصة دوران الشمس ورحلتها اليومية نقرأ عنها في” رحلة رع”حاملا قرص الشمس في رحلته من الشروق إلى الغروب كما هي أيضا موجودة في الأدب اليوناني في رحلة ” أبوللو” في رحلة ابولو الذي يقود عربة الشمس كل يوم.

كما يقول ” أحمد فكري” أن قصة حمل الكون نفسها هي قصة شبيها إلى حد التطابق مع قصة “أطلس”.ولنتوقف على قصة ” أطلس” فأطلس هو إله معبود في الأساطير الإغريقية، يشتهر بحمله قبة السماء على كتفيه، وهو أحد الجبابرة الأقوياء، وهذا يجعلها تتوافق مع فكرة حمل الملك السماء .

بدء الخلق
أطلس يحمل الكون

القصص الدينية المسلم بحقيقتها لا بد من البحث وراءها فالكثير منها يتسق مع الاسرائيليات والأساطير القديمة، ومن هذه القصص يأجوج ومأجوج قصة خلق الإنسان ومصائره وغيرها من القصص التي نتناولها عبر ” الميزان”.

مصادر أساسية

(1). تفسير ابن كثير

(2) عرائس المجالس للثعالبي

(3). أساطير مقدسة لأحمد فكري

(4). الأساطير اليونانية موسوعة مدونة

الكاتب

  • بدء الخلق مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان