جحيم النوستالجيا
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
دائما ما يشار للماضي بأنه الزمن الجميل، فلكل جيله زمانه الجميل، ويظل أبناء كل جيل يلوك جمال ماضيه كأنه لا يوجد فيه أي قبح، ودائما ما يثار التساؤل من أين يأتي القبح الذي نحيا فيه؟.
اقرأ أيضًا
خداع النوستالجيا..كيف كشف “الترام” عن وجه القاهرة القبيح؟
يأتي القبح مما نعتقد أنه زمنا جميلا.. أسوأ ما تعرض له جيل الثمانينات ما حدث له في التسعينيات وساهم في تشويهه ليظهر على أرض الواقع ما نحن فيه من مساوئ، مما ساهم في هذا التشوه هو الدراما والتي ركزت طوال الوقت على أبوية المجتمع، وأن الإنسان إذا خرج عن حكمة الأب سوف تنهار حياته ولن تستقيم هذه الحياة إلا بالعودة للطريق القويم وهو طريق الأب.
من أشهر هذه الأعمال مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، والمأخوذ عن عمل أدبي لإحسان عبد القدوس بنفس الاسم، وهنا لن أناقش العمل الأدبي بل العمل الدرامي والذي تابعه الملايين من المشاهدين والذي جعل شخصية مشوهة كشخصية عبد الغفور البرعي نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه الأب ورجل الأعمال.
عبد الغفور البرعي رجل جاهل صارع في الحياة حتى وجد ضالته في المعلم إبراهيم سردينة الذي احتضنه وأحبه وعلمه أصول الشغل بلغة السوق حتى تفوق على معلمه وأصبح هو الآخر معلم كبير.. تلك النقطة الوحيدة الإيجابية في شخصيته بخلاف ذلك فكل طرقه في التربية سيئة تؤدي إلى ظهور نماذج مشوهة، فهو يعامل ابنه الأكبر الطفل بقسوة غير مبررة ويبخل عليه وهو الثري بحجة أنه يريد أن يربي رجلا، ويبخل على أسرته فيؤجر الفيلا لسفارة ويجعلهم يسكنون في شقة لأن الحسابات المال أهم من راحة ورفاهية أسرته، يرى أنه وأبناءه مطمعا من الكل، ويتعامل باعتباره صاحب الحكمة المطلقة والكلمة العليا التي لا ترد فهو الأب والذي يعرف أكثر.
بعد صراعات مريرة بين الأب وابنه وفشل دائم من الابن لأنه يريد التمردعلى أسلوب والده ويفشل دائما_في تمييز واضح بين الولد والبنت والتي ليس من حقها الاختيار والتجربة_ يعود الابن إلى حظيرة الأب نادما ويحالفه النجاح لأنه اتبع طريق الأب البخيل الذي لم يتعلم الاستمتاع بالحياة إلا من خلال حيزه الضيق، في إشارة واضحة أن أي مخالفة لطريق الأب لابد أن يعقبها فشل للأبناء.
هذه الأعمال الدرامية وما شابهها والتي للأسف مصنوعة بشكل جيد وتحمل في طياتها كل عوامل الجاذبية، تؤصل للسلطة الأبوية والذكورية، فالمرأة هنا شخصية مفعول بها دائما وشخصية رد فعل فقط، فلا توجد لها حرية في الاختيار إلا في حدود ما تسمح به السلطة الأبوية.
أيضا لعبت قصة الحب بين عبد الغفور البرعي وفاطمة كشري في تعلق الملايين بهذا المسلسل، فقد أضفت تلك العلاقة سحابة من الفكاهة، واللطف الإنساني الذي يجعل الجميع يتابعوا المسلسل بسببها، دون النظر لسلبياته.
تظهر الأزمة أن هذه الأعمال مرتبطة في وجدان جيل كامل بكريات طيبة، وتثير في داخله نوستالوجيا وحنين للذي كانوا عليه، دون التفكير ولو للحظات في أثرها السيء على المجتمع، ولكن من وقت لآخرتظهر أصوات لتوضح ماويء وعيوب هذه الأعمال، في اعتقادي أن أفضل ما فعلته ثورة يناير هو كسر تابوه السلطة الأبوية وأنه ممكن الاعتراض على تصرفات الأب وتفكيره لو كانوا خطأ،فلا يوجدما يمنع من الاعتراض وهو لا ينفي الاحترام الواجب أن يكون، فلم يعد هناك تابوهات فكل شيء قابل للانتقاد وإعادة القراءة.
الكاتب
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
اختلف معك تماما
1- لو انه قاس كما تقول لما ظهرت ابوته ىالحانية مع جميع اولاده المطلقات وحتي عبدالوهاب
2- لو كان بخيلا لما سمح له بالسفر الي انجلترا وانت تعلم تكلفة السفر اليها
3- هل كان بخيلا عندما جهز بناته بافخم الاثاث