بين التعليم الكلاسيكي وتوجه الدولة.. ما الذي حققه التعليم العالي خلال 10 سنوات الماضية ( حوار)
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أطلقت الدولة المصرية العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى رفع كفاءة التعليم الجامعي، ووفق ما ذكره وزير التعليم العالي الدكتور “أيمن عاشور” ، فإن الوزارة حققت خلال السنوات العشر الماضية طفرة من إعداد برامج تعليمية على غرار الجامعات العالمية، إلى جانب إنشاء عدد من الجامعات في إطار رؤية مصر 2030.
وحول ما ذكره وزير التعليم العالي فإن ” الميزان ” يحاور الكاتب الصحافي بالأهرام والمختص في شؤون التعليم العالي ” عبد الرحمن عبادي”، للوقوف على هذه البرامج التعليمية، والجامعات التي أنشأتها الدولة، وهل حققت هذه البرامج والجامعات المقصد؟
أنشأت الدولة الجامعات الأهلية خلال السنوات الأخيرة فكيف ترى هذه الخطوة؟
قبل الحديث عن الجامعات الأهلية، هناك مرحلة بدأتها الدولة عام 2018، وهي فكرة إنشاء الجامعة الدولية، وتمثلت في أربع جامعات وهم؛ جامعة الملك سلمان، وجامعة الجلالة، وجامعة العالمين الجديدة، وجامعة المنصورة الجديدة.
أُنشأت هذه الجامعات وفق مفهوم مواكبة ومشابهة منظومة التعليم العالمية الكبرى، لذلك فإن هناك توأمات بين هذه الجامعات وكبرى الجامعات العالمية.
ما هي الأسباب الجوهرية لإنشاء هذه الجامعات وهل هذه الجامعات تناسب الطالب المصري في ظل ارتفاع مصروفاتها؟
يعود تأسيس هذه الجامعات إلى سببين الأول: هو أن نتحول إلى منظومة جاذبة للوافدين فيمَا يسمى بالسياحة التعليمية، أمّا السبب الثاني: هو ترشيد استهلاك للعملات الأجنبية من خلال جذب عدد من الطلاب المصريين الذين يفضلون الدراسة في الخارج، فقد بلغ عددهم 30 ألف طالب سنويًا تقريبًا، فمن خلال هذه الجامعات التي توفر برامج تعليمية عالمية يمكن للطالب المصري الدراسة بها دون السفر إلى الخارج.
للإجابة على الشق الثاني من السؤال لا بد أن نتوقف على خطة هذه الجامعات منذ إنشائها، فالدولة أنشأتها وفق شروط عدة منها؛ أن هذه الجامعات تغطي تكلفتها بنفسها، وأن تضع مصروفات العام الدراسي وفق تقديراتها وطبيعة البرامج التي يدرس بها الطالب، وعليه فإن هذه الجامعات منذ افتتاحها عام 2018 واجهت مشكلة كبيرة، وهي عدم قدرتها على تغطية تكاليفها، ومن ناحية أخرى صعوبة إبرام توأمات مع جامعات كبرى بسبب ارتفاع المصروفات التي لا تتناسب مع الطالب المصري.
ولنجاح هذه التجربة لا بد أن يعمل المسؤولون عن هذه الجامعات على وضع برامج جاذبة للطلاب الوافدين التي تستطيع دفع تكلفة الدراسة بها، كما تعمل على منح المنح لأوائل الثانوية العامة، والغير قادرين من المتميزين علميًا.
بعد إنشاء العديد من الجامعات الأهلية مؤخرًا .. ما الفكرة التي من أجلها أُنشأت هذه الجامعات ؟
فكرة إنشاء الجامعات الأهلية فكرة قديمة، وتعود إلى العام 2007، وقد تبنى هذه الفكرة وزير التعليم العالي حينها الدكتور “هاني هلال”، أمّا عن الفكرة التي أُنشأت من أجلها هذه الجامعات، وهي ارتفاع تكلفة التعليم العالي لا سيما في الكليات الطبية والهندسية، وفي ظل عدم قدرة الدولة على تلبية متطلبات التعليم العالي قررت إنشاء هذه الجامعات.
ما المقصود من فكرة تغطية متطلبات التعليم العالي .. هل تعني أن الجامعات الأهلية تهدف إلى الربح؟!
الدولة تتجه مؤخرًا إلى الرقمنة وكليات علوم الحساب والتكنولوجيا.. فهل هذا يتفق مع ما توجه الشعب وسوق العمل ؟
هذه النقطة مربكة، مثلا نظرة الشعب في المجمل نظرة كلاسيكية بمعنى أنه يحتاج إلى شهادة دون النظر إلى ما يحتاجه سوق العمل، ومن ناحية أخرى هناك من يتجه إلى الكليات المطلوبة في سوق العمل فمثلا نرى تراجع كلية الصيدلة لصالح كلية العلاج الطبيعي، كذلك تراجع الهندسة لصالح علوم الحاسب. وأرى أن برامج الجامعات جزء من هذا إذ أن الجامعات تتوسع في البرامج الطبية أو ما يحتاجه الجمهور وسوق العمل، لكن ما يناسب هذه المرحلة لا يناسب غيرها ، فمن المفترض أن تنظر الجمعات نظرة مستقبلية، وإعداد الطالب لـما يحتاجه سوق العمل بعد 10 و 15 سنة.
هناك مشكلة متكررة يعاني منها حوالي 750 ألف طالب سنويًا وهي مشكلة طالب التعليم الفني الذي يود استكمال دراسته في الجامعة فهل هناك برامج أعدتها الدولة وخطة لحل هذه المشكلة ؟
بعض المدارس الفنية كالدبلوم التجاري والصناعي ليس لها قيمة هي بطالة مقنعة، لأن الطالب يمتلك شهادات لن تفيده مطلقًا، وإذا أراد استكمال دراسة فقديمًا كان يدخل المعاهد العليا كالعلوم الإدارية والإعلام والسياحة والفنادق وهذا لا يتناسب معه كطالب فني، لذلك كان للدولة دور هام في تلك النقطة، إذ أنشأت 10 جامعات تكنولوجيا تستوعب طالب التعليم الفني وتقدم له دراسة جادة وحقيقية تتناسب معه وتأهله لسوق العمل.
وتسعى الدولة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء 17 جامعة تكنولوجية خلال الفترة القادمة ممولة بالكامل من صندوق تحيا مصر، وفي اعتقادي أن هذه الخطوة من بدايتها هي أفضل خطوة اتخذتها الدولة في مسار التعليم العالي، بسبب البرامج المتطورة التي يقوم الطالب بدراستها من ناحية والبرامج التي من شأنها تدريب الطالب وتأهيله للالتحاق بسوق العمل وهذا يقضي على البطالة المقننة التي تلاحق المجتمع ؟
وأخيرًا مهما أنشأت الدولة من جامعات حتى وإن وصلت لأكثر من 100 جامعة سنرى زحام في المدرجات ذلك أن العدد الملتحق بالتعليم العالي سنويًا يتخطى المليون طالب من طلاب الثانوية العامة أو التعليم الفني وما يناظره .
اقرأ أيضًا :بين الدولة والطالب وسوق العمل .. هل نجحت تجربة مدارس التكنولوجيا في مصر
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال