بين حرب أوكرانيا وغزة.. ماذا فعل الغرب؟

يحتم علينا الضمير الإنساني أن لا نصفق لمقتل إنسان برئ، جراء حرب هنا أو انتهاك هناك، فالحروب دائما تجر ورائها أذيال الخيبة والدمار والخراب، لذا فإننا تعاطفنا مع الشعب الأوكراني جراء القصف الذي تعرض له من روسيا، تضامنا مع المدنين وقدمنا لهم المعونات اللازمة من منطلق إنساني بحت.

وكما تعاطفنا مع الأحداث الجارية في أوكرانيا تعاطفنا كذلك مع إبادة مسلمين في كلا من الهند و الصين وأعمال العنصرية في فرنسا لأنها ببساطة واجب إنساني، وبطبيعة الحال فإن الدمار الحاصل في غزة منذ السابع من أكتوبر وقتل نحو 800 طفل ومئات النساء وتدمير مئات المنازل واستخدام القنابل الفسفورية والصواريخ في دك غزة فإنه من المفترض أن تلقى تعاطفا ومساعدات إنسانية من جميع شعوب العالم وفقا لما يوجبه الضمير الإنساني.

الواقع عكس ذلك لا سيما على صعيد القادة والمؤثريين السياسين في دول العالم الغربي،  فقد سقطوا وأصبحوا كاذبون منافقون تحركهم المصالح حتى لو كانت على حساب قتل الأبرياء المدنيين، إذ رأينا قادة الغرب يتضامنون مع أوكرانيا ويقدمون المساعدات الإنسانية العاجلة لهم منذ للوهلة الأولى، أما في غزة فتضامنوا مع الكيان المحتل الذي يقتل الأطفال والنساء ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.

لقد انتفضت إنسانية المجتمع الغربي ضد ما حدث في أوكرانيا وأطلقوا عليه الاحتلال الروسي، ولم يتوانوا عن تقديم المساعدات المالية المباشرة إذ بلغت قيمة المساعدات 100 مليار دولار، بين أمريكا ودول الاتحاد الأوربي خلاف المساعدات الإنسانية والعسكرية الأخرى.

دول أوروبا جميعها اصطفت خلف أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة روسيا الأمر الذي سبب كارثة المواطنون في أوربا من حيث ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع نسب البطالة إلى جانب موجة جديدة من اللاجئين ناجمة عن تلك الدعم الأوربي والأمريكي.

على صعيد غزة، المباحثات مستمرة منذ ما يقرب من أسبوعين دون تقديم أي دعم مالي أو إنساني أو اتخاذ موقف من الجرائم التي تحصل في قطاع غزة ولعل أبرزها:

1- قتل الأطفال والنساء، وهم محميون بموجب قوانين اليونسيف والعديد من المنظمات الحقوقية في العالم

2- قتل الصحافيين والتي بلغ عددهم إلى الآن 10، وهم محميون بموجب قانون الصحافة العالمي.

3- استخدام الفسفور، والأسلحة المحرمة دوليا

4-عدم وصول المساعدات الإنسانية بل ورفض دخولها من الأساس من خلال معبر رفح.

5- انقطاع الماء والكهرباء منذ بداية القصف وحتى الآن.

عشرات المخالفات الدولية تقوم بها اسرائيل بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، بل يقومون بدعم الكيان المحتل لاستمرار جرائمه ضد سكان غزة.

الولايات المتحدة الأمريكية التي ساعدت الأوكران أرسلت حاملات طائرات إلى سواحل البحر المتوسط في النطاق الجغرافي لغزة لمن أجل مساعدة الكيان في تدمير غزة .

الولايات المتحدة التي أرسلت وزير خارجيتها إلى إسرائيل لتقديم الدعم المطلقا، وهي نفسها التي أرسلت  وزير دفاعها” لويد أوستن” إلى إسرائيل صباح الجمعة في زيارة تهدف إلى إظهار تضامن الولايات المتحدة الكامل مع حليفتها الأولى في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا

من عبد الناصر إلى الآن.. المواعيد الشتوية لإغلاق المحال ورأي الشارع

الأمر لم يختلف كثيرا في العديد من دول أوروبا فقد صرح”أنطونيو تاياني” وزير خارجية إيطاليا أن حماس وحدها المسؤولة عن ما يحدث في غزة في إشارة إلي تبرير ما يرتكبه الكيان المحتل في الميدانيين العزل.

وفي بريطانيا وجه” ريشي سوناك” ووزير الخارجية جيمس كليفرلي بتوفير دعمًا لإسرائيل بدون مطالبتها بالالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني.

أما فرنسا فقد أكد “إيمانويل ماكرون” أن قصف إسرائيل قطاع غزة قصف قوي وعادل، وأن الفلسطينيون يريدون القضاء على شعب إسرائيل.

إن إنسانية المجتمع الغربي لا تظهر إلا وفق أهوائهم، فتلك الأحداث الجارية في غزة تكشف الصورة التي طالما نراها عن المتشدقون بالحريات وحقوق الإنسان، وإن إنسانية المجتمع الغربي هي شعار فارغ من كل المعاني التي يوجبها الضمير، فلا فرق بين أوكراني وفلسطين أمام القانون..لكن أين القانون في الأصل! هي ازدواجية معاير فجة لا شيء آخر.

اقرأ أيضًا:قتل الصحافيين وشيطنة المقاومة.. سياسات الاحتلال لطمس جرائمه في قطاع غزة