رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
12٬808   مشاهدة  

تأملات في آيات الخوف من الله سبحانه وتعالى “عندما يكون العلم سبيلاً إلى ذلك”

الخوف من الله


إن الخوف من الله تعالى واجب على كل مسلم، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه ، قال الله عز وجل في القرآن الكريم : ” فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” [ آل عمران:175] ، وقال عز وجل : ” فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن ” [ المائدة:44]
كما يقول الله سبحانه في القرآن الكريم : ” إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ” [ الملك:12].

تأملات في آيات الخوف من الله

آية الخوف من الله
آية الخوف من الله

إن المتأمل في هذه الآية يجد أن الله جل وعلا قد بين أن من يخشاه سبحانه فقد وعده الله بالمغفرة والأجر العظيم الكبير ، ومن الأجر الكبير دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك لأن خشية الله سبحانه يترتب عليها أداء فرائضه وترك ما حرمه سبحانه والوقوف عند حدوده ، لأن من يخشى الله ويخافه يبتعد عن معاصيه ويسارع إلى ما يرضي ربه ، و الخشية الحقيقية لله تثمر أداء الفرائض وترك ما حرم الله والمسارعة إلى الخير والوقوف عند الحدود التي حدها سبحانه .

أي أن خشية الله سبحانه والخوف منه يترتب عليهما كل خير ولهذا يقول سبحانه وتعالى في الآية الأخرى : ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ” [ الرحمن:46]؛ فمن يخاف مقام ربه عز وجل فإنه ينهى النفس عن هواها ويعصيها في هواها المخالف لشرع الله ، ويقوم بإلزامها بطاعة الله ويجاهدها في ذلك حتى تستقيم على الخير و تنقاد للطاعة التي أوجبها الله عليها، وحتى تبتعد عن معاصي الله سبحانه ، والنفس على ما عودها الإنسان عليه ، فإن جاهدها لله وحاسبها وأوقفها عند حدها استقامت على الطريق السوي المستقيم ، وإن أهملها ساقته إلى المهالك لأنها مدخل الشيطان.

وقال عز وجل في الآية الأخرى: ” إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ” [يوسف:53] ، وإذا كان الخوف مصدره المعرفة بالله تعالى، فإنه صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشية له سبحانه وتعالى.

السنة ونظرتها إلى الخوف من الله

حديث ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه
حديث ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ” ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ” .
وقد حثَّ النبي الأمين صلى الله عليه وسلم المسلمين على الخوف من الله واستحضار جلاله وعظمته، فورد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار.

وجاء في صحيح البخاري عن أَبي هريرة رضى الله عنه عنِ النبِى صلى الله عليه وسلم قَال :” كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِى، ثُمَّ اطْحَنُونِى، ثُمَّ ذَرُّونِى فِى الرِّيحِ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّى لَيُعَذِّبَنِّى عَذَاباً مَا عَذَّبَهُ أَحَداً.”، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقَالَ: اجْمَعِى مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: “يَا رَبِّ! خَشْيَتُكَ.” . فَغَفَرَ لَهُ .

وقد جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا بها، كأنهم تقالّوها ، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟، فكأنهم رأوا أن النبي لا يحتاج إلى كثرة العبادة لمغفرة الله تعالى له، ورأوا أن عليهم أن يكونوا أكثر عبادة منه؛ فلما أخبر صلى الله عليه وسلم بأمرهم قال:” أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ” .

وقد جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: ” هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ” .

إقرأ أيضا
مسلسل بدون سابق إنذار
كفى بخشية الله علماً
كفى بخشية الله علماً

كما أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سأل حذيفة بن اليمان الذي هو أمين سر رسول صلى الله عليه وسلم والذي أطلعه رسول الله على أسماء المنافقين، فقال له: ”أنشدك بالله! ألم يسمني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ ”، وخلاصة الأمر ما جاء عن ابن القيم رحمه الله قال : “كلما كان العبد بالله أعلم، كان له أخوف.

اقرأ أيضًا 
العلاج العلمي والعملي لمعصية الرياء “عندما يكون إخفاء الصالح أفضل من عرضه”

وكما قال ابن مسعود: “كفى بخشية الله علماً” ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد بربه ، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً له سبحانه وتعالى” .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
14
أحزنني
2
أعجبني
5
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان