تاريخ البقشيش .. أعلى قيمة تيبس وصلت لـ 40 ألف جنيه استرليني من ملك عربي
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اختلف كثير من المؤرخين حول تاريخ البقشيش في حياة البشر لدرجة أن بعضهم وضع كتبًا في هذا الشيء أبرزهم كيري سيرجيف في كتاب البقشيش: تاريخ أمريكي للإكراميات الاجتماعية.
أصول حول تاريخ البقشيش
أقْدَم ذِكر حول تاريخ البقشيش إلى يعود إلى عصر الرومان ثم تطور نظام البقشيش عندما عرفت أوروبا نظام الاقطاع الإقتصادي، حيث كان كل من ينتمي لطبقة الإقطاعيين يقومون برمي الأموال للمتسولين لتوفير طريق آمن للذهاب والإياب.
اقرأ أيضًا
من نوادر العصور الوسطى .. حكاية عن الأمل البعيد
مع نهاية عهد العصور الوسطى لجأ نبلاء أوروبا لتقديم مبالغ نقدية للخدم والعمال في القصور زيادةً على مرتبهم، ليكون هذا هو أول بذرة لتاريخ البقشيش، حتى تحول إلى عُرْف اجتماعي في القرن الـ 16 الميلادي.
وقال كتاب البقشيش: تاريخ أمريكي للإكراميات الاجتماعية أن جميع من يعمل في خدمة البيوت صاروا مهتمين بالبقشيش ويتوقعونه سواءًا كانوا قدموا أعمالاً إضافية أو غير إضافية، كذلك باتوا يطلبون البقشيش حتى من ضيوف أصحاب البيت مما جعل كثيرون يرفضون القيام بزيارة منزل أي صديق لهم بسبب تكلفة الضيافة، وتطور الأمر حتى وصل إلى قيام بعض الخدم بإيذاء أحصنة الضيوف أو سب الضيوف أنفسهم إن لم يدفعوا لهم إكرامية.
وكثير من النبلاء والوجهاء في أوروبا رفضوا فكرة البقشيش بسبب ما يفعله الخدم، فاتفقوا جميعًا على إلغاء فكرة الإكرامية فوقعت مظاهرات ضخمة سنة 1764 اعتراضًا على هذه القرارات، فاستقر نظام البقشيش في البيوت ثم وصل إلى المطاعم والحانات وشيئًا فشيئًا صار إلزاميًا.
أعلى قيمة بقشيش في التاريخ
يعتبر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود هو أحد أشهر الذين كانون يشترون الابتسامات والانحناءات في أوروبا بعد مغادرته للمملكة عقب عزله.
اقرأ أيضًا
كيف خدعت المخابرات السعودية وزارة الدفاع الأمريكية في معركة الصواريخ أرض – أرض؟
وقد نشرت مجلة ديلي إكسبريس موضوعًا بارزًا في مايو سنة 1966 م عن الملك سعود، أجلسته فيه على عرش البقشيش في العالم، حيث وصل مجموع البقشيش الذي دفعه أثناء قضاء إحدى الأجازات إلى 40 ألف جنيه استرليني وكان يوزع ساعات اليد حيث يحل أو ويوجد وكأنها علامات الطريق ليعرف من لا يعرف أن من هنا مر الملك سعود، ومرة في مدينة كان بالريفيرا الفرنسية وزع الملك سعود مستقبليه في المطار ساعات ذهبية مرصعة بالماس.
وعقبت الصحفية الراحلة مها عبدالفتاح في جريدة أخبار اليوم عدد 6 إبريل سنة 1966 على هذه التصرفات بقولها “إن كانت هذه هي مبالغ البقشيش الملكية ترى كم يبلغ إذًا ما يدفعه زكاة لوجه الله، أم أن صاحب الجلالة يعتبر البقشيش من قبيل الزكاة”
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال