“كذب أحمد منصور ولو اعتذر” منشورات تاريخ صوامع بيروت لن تكون الأخيرة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
زعم أحمد منصور مقدم برنامج شاهد على العصر عبر قناة الجزيرة، أنه يمتلك شجاعة الاعتذار عن منشور تاريخ صوامع بيروت التي سببت حرجًا بالغًا له.
اقرأ أيضًا
لماذا حذفت قناة الجزيرة مقال هشام عشماوي الوجه الآخر من الاختيار ؟
كتب أحمد منصور عبر صفحته منشورًا شرح فيه ما وصفه بالخطأ لكنه زعم أنه صحح الخطأ إذ قال «رغم أنى صححت معلومة منشور مرفأ بيروت من أمس بعد دقائق من نشرها إلا أن المتربصين انتقلوا من محاولة النيل منى والتطاول علي إلى محاولة النيل من شبكة الجزيرة».
لماذا أحمد منصور كاذب حتى لو اعتذر ؟
بدايةً فإن منشور أحمد منصور الذي كتبه يقول ـ حسب زعمه ـ «صوامع الحبوب الخرسانية هذه هي الوحيدة التي صمدت أمام قوة الانفجار وعملت كمصدات حمت الأبراج التي خلفها، بناها العثمانيون حينما قاموا بتجديد الميناء قبل 150 عامًا مرفأ لبنان بناه العثمانيون”، متسائلا: “هذا هو الاستعمار التركى؟!».
لا يوجد تعديل للمنشورات في موقع تويتر عكس فيس بوك فقام بتعديل (البوست الفيسبوكي) حيث حذف جملة «بناها العثمانيون»، ثم قام بحذف التغريدة من على تويتر وصار نص المنشور هو «صوامع الحبوب الخرسانية هذه هي الوحيدة التي صمدت أمام قوة الانفجار وعملت كمصدات حمت الأبراج التي خلفها، مرفأ بيروت جدده العثمانيون عام 1880 وكان يضم معظم المبانى العثمانية الرئيسيّة، مثل مبنى البنك العثماني ومبنى البريد، وفي سنة 1888م أنشئت الشركة العُثمانيّة لمرفأ بيروت وأرصفته ومخازنه، برأسمال قدره خمسة ملايين فرنك؟!».
بحسب بيان اعتذار أحمد منصور على منشور تاريخ مرفأ بيروت فهو يقول (أنا صححت لكني حذفت) وفي الحقيقة أن أحمد منصور لم يصحح أصلاً بل أخطأ مرات ومرات.
اقرأ أيضًا
من محمد أنور السادات إلى قاسم سليماني “ما الذي بين قناة الجزيرة وإيران”
تاريخ صوامع بيروت بدأ في يوم 16 مارس عام 1970 خلال عهد الرئيس شارل الحلو حيث حصلت لبنان على قرض عام 1968 من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، بقيمة 803 ألف دينار كويتي، وصوامع بيروت لا علاقة لها بمرفأ بيروت الذي جدده العثمانيون حسب قول منصور أصلاً.
التاريخ الذي لن يجرؤ أحمد منصور على ذكره
تاريخ لبنان مع الدولة العثمانية كان بشعًا إذ سيطر الخراب على كل المدن اللبنانية التي خضعت للسيطرة العثمانية عليها وعلى رأسها بلدة صيدا التي وصفها المؤرخ أحمد عارف الزين في كتاب تاريخ صيدا حيث قال عنها بأنه مدينة الخراب والقرى الحقيرة.
من النواحي الاقتصادية فإن تاريخ لبنان خلال العهد العثماني في مسائل التجارة والأمن كان لا يقل بشاعةً عن التاريخ السياسي إذ قرر العثمانيون ترك السواحل اللبنانية لفرنسا وانجلترا بامتيازات خاصة لهم مع إهمال للطرق وفرض ضريبة على الأهالي ووقعت في منطقة إمارة الشوف واحدة من أبشع جرائم القتل والتصفية الجماعية شملت المسيحيين واليهود والدروز والمسلمين.
شيء آخر لن يذكره أحمد منصور وهو أن الطفرة التي حدثت في لبنان خلال العهد العثماني لم يكن للعثمانيين دخل فيها وإنما تمت على يد أبناء لبنان الذين قتلهم العثمانيين أصلاً، ومنهم الأمير فخر الدين الثاني الذي استقل بلبنان وأحدث فيها تغيرات جذرية اقتصادية وسياسية فوجهت الدولة العثمانية حملتين عليه بقيادة يوسف باشا ومراد القبوجي ففشلا في هزيمته فكانت الحملة الثالثة بقيادة أحمد حافظ باشا الذي عجز عن اقتحام الحصون فاتجه للقرى وقتل أكثر من 60 ألف قروي أعزل، لإجبار فخر الدين الثاني على الاستسلام وهو ما تم، ليبدأ بعد ذلك جذور حكم المتصرفية وهو نظام حكم يقضي بجَعْل لبنان دولة منفصلة عن بلاد الشام تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي غير تركي تابع للدولة العثمانية وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى الست «بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا» وظل هذا النظام السياسي حاكما من عام 1861 وحتى عام 1918 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال