تبادل للسفراء ولقاء مرتقب بين السيسي وأردوغان.. تفاصيل عودة العلاقات المصرية التركية
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بدأ الأمر كله بمصافحة ودية على أرض الدوحة خلال كأس العالم 2022، كانت مؤشرًا على عودة قريبة للعلاقات المصرية التركية. المقابلة العابرة بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان على هامش مونديال قطر؛ فتحت الباب لحقبة جديدة من التعاون الموجود بالفعل بين البلدين، بعد قطيعة دبلوماسية دامت 10 أعوام.
رسميًا أعلنت الخارجية رفع العلاقات المصرية التركية إلى مستوى السفراء، بتعيين عمرو الحمامي سفيرًا لمصر في أنقرة، وتعيين صالح موطلو شن سفيرًا لتركيا في القاهرة. وقد اهتمت الصحف التركية بالتعرف على السفير المصري الجديد، والذي يفتح صفحة جديدة من العلاقات، مهد لها أردوغان قبل حتى أن يضمن فوزة بالولاية الثالثة في انتخابات هي الأصعب في تاريخ البلاد.
اقرأ أيضًا
عوامل حسمت الانتخابات الأصعب في تاريخ تركيا لأردوغان.. عصر جديد للإسلام السياسي
السفير المصري ونظيره التركي دبلوماسيان معروفان في البلدين
أعربت الصحف المحلية في تركيا عن تطلع الشارع للخطوات التعاونية التي تخطوها البلدين؛ خاصةً وأن السفير عمرو الحمامي معروفًا بقدرة عالية على التفاوض وحل القضايا العالقة. كما أنه ليس غريبًا على الشأن التركي؛ حيث شغل منصب القائم بأعمال السفارة في أنقرة منذ 2019، ومعروف في المجال التجاري بين البلدين.
أمَّا السفير التركي صالح موطلو شن فله خبرة كبيرة في بلدان الشرق الأوسط، من خلال شغله لمنصب قنصل جدة على مدار أربعة أعوام، ناهيك عن كونه نائب المدير العام للشرق الأوسط في الخارجية، مباشرة قبل أن يصبح المندوب الدائم لبلاده لدى منظمة التعاون الإسلامي.
وفي أولى تصريحاته لوكالة الأناضول أعلن موطلو شن عن رغبة بلاده في عودة التعاون والعلاقات، التي أشار إلى كونها لم تنقطع تمامًا خلال الأعوام العشرة الماضية. مؤكدًا على رغبة المستثمرين الأتراك في التوجه نحو مصر، خاصةً بعد رفع التأشيرة؛ متوقعًا أن ينمو حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا من 9.7 مليار دولار إلى 20 مليار دولار خلال العقد القادم.
اقرأ أيضًا
مع اقتراب الانتخابات التركية سلسلة تحركات دبلوماسية تمر بـ”مصر”
عامان من المفاوضات ولقاء مرتقب بين السيسي وأردوغان
في الواقع لم تعد العلاقات المصرية التركية في يوم وليلة، فعلى الرغم من عدم وجود سفراء بين البلدين طوال العشرة أعوام الماضية، إلا أن السفارات استمرت بمزاولة أعمالها من خلال القائم. كما تمت خطوات إيجابية خلال العامين المنصرمين، وفقًا لتصريحات رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي.
العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا كانت أحد أهم المؤشرات التي تؤكد أن الدبلوماسية قادمة لا محالة، ولا يخفى على الجميع حجم الاستثمار التركي في مصر، لا سيما في مجال الملابس والمنسوجات. العام الحالي بدأ بكارثة الزلازل في تركيا، والتي تبعتها زيارة تضامنية من وزير الخارجية المصري سامح شكري. خطوة كبيرة مدعومة بتعاون اقتصادي بلغ حوالي 4 مليار دولار خلال الخمسة أشهر الأولى من 2023، وهو معدل تجاوز إجمالي بعض الأعوام السابقة.
تأتي التطورات الأخيرة مصاحبة لرفع التأشيرة أمام المواطنين الأتراك عند زيارة مصر، واحتمالية إعادة الرحلات البحرية بين مدينة مرسين الساحلية جنوب غرب تركيا والإسكندرية. الأمر الذي يشي برواج قد يشهده قطاع السياحة بشكل ما. ومن المتوقع أن تشهد إحدى العاصمتين القاهرة أو أنقرة، لقاءً قريبًا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي، في إطار إعادة العلاقات المصرية التركية إلى نصابها.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال