تبغ المضغة .. المزاج المفضل للرجال والنساء في الصعيد منذ القدم
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
كانت أول معرفتي بما يخص تبغ المضغة أثناء أدائي للخدمة العسكرية من الفترة من عام 2015 لـ 2018 حيث كنت ضابطًا احتياطيًا وكانت خدمتي في الصعيد بالتحديد في مدينة أبو سمبل وهي تقع على بعد 290 كم جنوب غرب أسوان، فكان معظم الجنود الذين كانوا معي من الصعيد وكان أغلبهم من قنا والأقصر وأسوان، كثير منهم كانوا مدخنين وكان الكثير منهم أيضا يستخدمون ما يسمى بالمضغة بديلاً عن السجائر.
تبغ المضغة في الثقافة الروسية
ذكر الأديب الروسي دوستويفسكي في كتاب مذكرات من البيت الميت والذي كان يحكي قصة وجوده في السجن والحياة التي عاشها بداخله والذي كنت أقرأه بالصدفة وأنا في الكمين الذي كنتُ فيه أن السجناء كانوا يتناولون المضغة وهو عبارة عن نبات يشبه أوراق الشجر وكان السجناء يتناولونه بشراهة وبكثرة، وخرجت لأخبر الجنود الذين يتناولون المضغة بهذا فاندهشوا حيث كانوا يظنون أن الصعيد وحده هو الذي يعرف المضغة !
قصة ظهور تبغ المضغة في مصر
المضغة عادة قديمة في صعيد مصر وهو نوع من التبغ الشعبي ويتناوله الرجال والنساء والصغير والكبير وليست هي من الأمور المستحدثة في الصعيد بسبب غلاء السجائر كما يظن أو يقول البعض.
اقرأ أيضًا
سيجارة سوبر .. سيرة ذاتية للدخان
المضغة تباع في محلات البقالة كالسجائر وتتميز بأن سعرها زهيد فقد يصل سعر الكيس الى جنيه واحد فقط، وتنتشر المضغة في مدن ومراكز الصعيد خاصة محافظة قنا وتنتشر أكثر في نجوع وقرى المحافظة ، ويعتقد كثير من أهل الصعيد أن المضغة تعالج لثة الأسنان وتسكن الصداع.
يقول الدكتور سيد العربي، مؤرخ وباحث في التراث القديم، أن المضغة أقدم أنواع المكيفات التي ظهرت في مصر منذ القرن الثامن عشر، حيث أن شركات الدخان قديما كانت تستورد المضغة والسجائر والمعسل.
وذكر العربي أن كتاب الحياة والتبغ للمؤلف السوري ياسر الأحمدي، الذي صدر في العاصمة اللبنانية بيروت، كتب فيه أن المضغة كانت تأتي من دول أفريقيا وخاصةً دولة السودان، وذاع صيتها خلال حكم محمد علي باشا، خاصةً أنه كان تاجر سجائر، وبدأ ظهورها حينما قرر محمد علي زراعة التبغ المصري، الذي كان أسوأ أنواع التبغ في العالم كله.
ظهرت المضغة في مصر بأوائل القرنين الثاني والتاسع عشر، حينما قررت مصر زراعة التبغ، لكون المضغة هي النبات الرئيسي والأساسي الذي يتحول إلى سجائر ومعسلات.
أضرار المضغة
قالت الدكتورة سحر لطيف، مدير إدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN» أن «المضغة عبارة عن ورق تبغ يتم وضعه بين الشفة واللثة، وتبقى لمدة نصف ساعة في الفم حتى يتم امتصاص التبغ، وبعدها يتم إلقائها، ومركزة في منطقة الصعيد، وتواجدت منذ قديم الزمن».
وعن أضرارها قالت أن المضغة لها أضرار كبيرة جدًا على الإنسان، وهي من عوامل انتشار سرطان الفم، لأن تواجدها في الفم يساهم في التأثير على الغطاء المبطن له.
وأوضحت سحر وقالت أن المضغة موجودة في دول أخرى ولكن تتغير التوليفة من مكان لأخر، ويجب التفرقة بينها وبين المخدرات».
وزادت أنه طبقا للمسح الذي تم عام 2010 أوضح أن نسبة انتشار المضغة 0.3% من المصريين وهى تعتبر صغيرة جدا، وتواكب وجودها الرواج لها فى الصعيد حيث البساطة، موضحة ان كل بدائل السجائر تحتوى على أضرار مسرطنة للانسان ومنها السجائر الالكترونية
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد