تترات مسلسلات رمضان الجزء الأخير .. أفضل التترات الموسيقية في موسم رمضان
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تترات مسلسلات رمضان
في الغالب يميل الجمهور إلى التترات المغناة أكثر من تترات الموسيقى الخالصة، تترات موسيقية قليلة فقط هي من استطاعت كسر هذا الحاجز و
انتزعت مكانة مهمة في ذاكرة الجمهور، بعضها لأسباب خاصة بالمسلسل نفسه وبعضها يرجع لأهمية وقيمة المؤلف الموسيقي.
من الظواهر المعتادة هي غلبة كثرة التترات المغناة قياسا بتترات الموسيقى الخالصة، مع احتفاظ بعض صانعي الموسيقي بوجود معتاد في دراما رمضان وعدم دخول أسماء جديدة على مستوى التأليف الموسيقي، وأن يبقى الحدث الأهم هو عودة الموسيقار ياسر عبد الرحمن إلي الساحة مرة أخرى في مسلسل “ملوك الجدعنة”.
في التترات الموسيقية برزت هذا العام خمس تترات يمكن اعتبارها هي الأهم والأفضل.
اقرأ أيضًا
تترات مسلسلات رمضان … ملوك الجدعنة “ياسر عبد الرحمن” كل حاجة سليمة بس لوحدها
“لعبة نيوتن” تامر كروان.
تألق المؤلف تامر كروان في موسيقى لعبة نيوتن بشكل لافت جدًا، منذ البداية قرر أن يصدر لنا حالة التوتر التي تسير عليها أحداث المسلسل، قسم كروان الموسيقى إلي حركتين بداية من تيمة مميزة جدًا من ال French Horn، يصاحبها البيركشن وضربات متتالية من التمباني لتسلم الوتريات التي تلعب على تنويعات تتابعية من على نفس سلم الماينور.
يحسب لكروان أنه قرأ العمل واستطاع أن يصنع موسيقى متماهية مع أحداثه.
“نجيب زاهي زركش” خالد حماد.
من أول حرف موسيقي نلحظ بصمة خالد حماد الموسيقية، بناء موسيقي محكم ومتنوع بداية من اللعب على تنويعات من موسيقى التانجو في المقدمة وتوظيف الاّلات في حوار ممتع ساخر جدًا بين الساكس فون والأكورديون، تتجلى بصمته في قفلات الجمل الموسيقية، انتقال سلس بين الإيقاعات يعقبه انتقال أخر في الفاصل الرئيسي وحوار ممتع بين “العود”و”القانون” مع بناء هارموني قوي جدًا من الوتريات والاّلات النحاسية، خالد حماد من أكثر الموسيقيين القادرين على توظيف الاّلات الشرقية داخل أوركسترا غربية.
“حرب أهلية” عادل حقي.
يبرز اسم عادل حقي كموزع موسيقى أكثر منه مؤلف موسيقي، في حرب أهلية تبرز قدرته كموزع يستطيع بناء جمل هارمونية قوية جدًا حتى في عدم وجود جمل لحنية قوية.
صنع حقي جملتين موسيقيتين على سلم الماينور، البداية من الوتريات التي سلمت الاّلات النحاسية التي لعبت جملة موسيقية مشتقة من الأولى، لتسلم الوتريات لتلعب نفس الجمل المشتقة مرة أخرى، ثم نعود مرة أخرى إلى جملة الوتريات الأولى التي جاءت قفلتها بشكل قوي جدًا.
جزء النهاية جاءت على نفس التنويعة تقريبًا مستخدمًا فيها الترومبيت مع إيقاع قوي جدًا ونفس البناء الهارموني القوي.
“عمرو اسماعيل” هجمة مرتدة.
لم يتفلسف عمرو اسماعيل كثيرًا في تتر مسلسل هجمة مرتدة، حيث يظهر شكله الموسيقي المبني على تقطيعات من جمل قصيرة جدًا، بنفس النقلات المعتادة منه، وهو ما يجعل اكتشاف أنه صانع الموسيقى مسألة سهلة جدًا حتى لغير المتخصص.
قسم عمرو إسماعيل الموسيقي إلي ثلاث أجزاء دمجها بشكل جيد، الجزء الأول على مقام الكرد ثم الأنتقال إلي مقام الحجاز في الجزء الثاني، ثم الجزء قبل الأخير على مقام النهاوند قبل أن يقفل الموسيقى بنفس جملة الفاصل الأول.إجادة تامة في اختيار الجملة الإيقاعية والتمهيد جيدًا للنقلات، مع احتفاظه ببصمته في وجود “العود” و”الناي” كعامل مساعد داخل الهارموني وهي البصمة التي تميز موسيقاه.
“القاهرة – كابول” خالد داغر.
لا يمتلك خالد داغر شهرة واسعة كمؤلف موسيقي توازي قدراته الكبيرة جدًا، في القاهرة كابول نقل لنا داغر شكل الموسيقى الأذرية خصوصًا في الانتقال بين المقامات الموسيقية.
قسم داغر الموسيقى إلي ثلاثة فواصل بسرعات مختلفة، بدأ بجملة شجية جدًا على مقام النهاوند، تبعها بفاصل قد يبدو غريب من النحاسيات لكنه مهد جيدًا للنقلة الموسيقية التالية على مقام الكرد، ثم تسارع الإيقاع في الجزء الأخير على نفس مقام الكرد، بناء هارموني قوي جدًا عابه فقط تغيير السرعة بشكل صادم فتشعر أنك امام ثلاثة تراكات صوت وليس واحد.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال