تترات مسلسلات رمضان (3) : الحشاشين .. محاولة خلط الزيت بالماء

يمكن اعتبار مسلسل الحشاشين أحد أكثر المسلسلات التي ينتظرها الجمهور في دراما رمضان 2024، منذ الحلقة الأولى وأثار المسلسل جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي، لن أخوض في هذا الجدال أو المرور على قصة المسلسل وأحداثه التاريخية واللغة المستخدمة في الحوار ونذهب إلى التتر الذي يغني فيه المطرب “وائل الفشنى” مقطعًا من رباعيات الخيام أحد شخصيات هذا المسلسل الجدلي.

اختار صناع المسلسل الرباعية الأولى التي تفتتح بها رباعيات الخيام “سمعتُ صوتاً هاتفاً  في السحرْ .. نادى من الغيب غُفاةَ البشرْ .. هبوّا املأوا كأسَ المُنى .. قبل أن تملأ كأسَ العمرِ كفُ الَقَدرْ “، الغريب أنه لم يتم الإشارة على تتر المسلسل أن الرباعية تم ترجمتها من قبل الشاعر الكبير أحمد رامي وسبق أن غنتها السيدة أم كلثوم في الستينات من ألحان الموسيقار الكبير رياض السنباطي، وكأنه شئ بديهي معلوم بالضرورة لكافة المشاهدين والأغرب هو كتابة اسم وائل الفشنى بالخطأ على تتر النهاية.

اختيار وائل الفشنى كان جيدًا حيث مساحات صوته العميقة وتمكنه القوي من ضبط مخارج ألفاظه في الغناء بالفصحى، لحن الرباعية على مقام النهاوند “المانيير” وهو مختلف تمامًا عن لحن السنباطي الذي غنته أم كلثوم على مقام الراست، لم يتم ذكر من قام بصياغة هذا اللحن على التترات هل هو أمين بو حافة الذي وضع الموسيقى التصويرية للمسلسل أم كان أرتجالًا من المطرب وائل الفشنى.

خلف صوت وائل الفشنى تأتي موسيقى أمين بوحافة المكتظة بالمؤثرات الصوتية التي أعطت روحًا ملحمية للموسيقى التي كانت عبارة عن حركات متتالية متسارعة بلا أي جملة واحدة ترتكز عليها الموسيقى معتمدًا على بهرجة الهارموني والمؤثرات الصوتية ولا يوجد أي رابط بينها وبين غناء وائل الفشنى وكأننا نسمع تتران منفصلان في تتر واحد.

تترات مسلسلات رمضان (2) : إمبراطورية ميم .. مدحت صالح صوت الدراما العائلية

أداء وائل الفشنى متمكن جدًا خصوصًا في العُرب والحليات التي وضعها خصوصًا أن الرباعية قصيرة جدًا لكن تظل المشكلة الكبرى في انفصال هذا الأداء عن موسيقى بو حافة الملحمة التي انسابت بلا أي هدف واضح أو جملة واحدة تعود إليها الموسيقى وكأنها محاولة خلط الزيت بالماء عنوة.

إقرأ أيضا

هل سامح سعد ضاع فعلًا؟