تحت الوصاية .. أصبح للإبهار عنوان
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ما يزال مسلسل تحت الوصاية يعرض على الشاشات وما يزال يبهرنا، فالمسلسل إذا جلست أمامه تشاهده من باب الاستمتاع فإنه سيمتعك ويسليك وتخرج من الحلقة في حالة نفسية جيدة حيث ستجد عمل محترم والقائمون عليه يحترمون عقليتك كمشاهد فاهم وواعي ولديك تراكم ومخزون كبير من أعمال درامية جيدة وممتازة جعلتك ناقد واعي بالفطرة، عينك وروحك ستفند الخبيث من الطيب بلا تعمد او قصدية.
وإذا جلست أمامه بعقلية المتربص الباحث عن السيء ونقاط الضعف في العمل فإنك سيخيب أملك حيث لن تجد نقاط ضعف واضحة ولن تجد عمل سهل اصطياد أخطاءه أو التربص به، فالسيناريو مترابط والحبكة محكمة، وحوار مناسب جدا للشخصيات والبيئة التي يعيشون فيها، والتمثيل ستجد شخصيات من لحم ودم موجودة حولك في كل مكان وأكيد أكيد خبطت فيها وقابلتك وربما خبطت في كتفك في الطريق، فحنان هي المساعدة التي تساعدك في المنزل، وهي البياعة التي تبيع لك في السوق، وهي قريبتك التي ترملت شابة وظلت تعاني بعد وفاة زوجها.
عم ربيع هو الرجل الذي أنهكته الأيام والسنين وأتعبته لقمة العيش، ورغم ما يحمله من جمال قلب ونية سليمة إلا أن الناس استغنت عن خدماته وركنته على الرف، وأحيل على المعاش رغم أن ما يزال لديه الكثير ليعطيه.
والريس سيد الشخصية التي تدافع عن رزقها بشراسة ومستعد لكل أنواع الأذى مهما كان من أجل حماية ماله وقوت يومه.
يقدم المسلسل مجموعة من الممثلين الشباب في أحسن حالتهم، فيقدم الفنان أحمد خالد صالح صاحب البيت المتربص في البداية وسرعان ما يتحول إلى معين ومساعد قوي لجارته الأرملة الحائرة بصغارها، والفنان أحمد عبد الحميد وعلي صبحي وخالد كمال الذين يقدمون دور البحرية أو الصيادين المعاونين لحنان على المركب ويوافقون العمل معها على المركب، وفي البداية تحدث صدامات بينهم ثم يصبحون معاونين جيدين ويساعدونها بقلب من أجل لقمة العيش.
ومها نصار الشقيقة المحبة والمعينة لأختها في أزمتها وسندها في الصعاب، والمستعدة لأي خسائر من أجل القوف لجوار أختها حتى ولو كان الثمن خراب بيتها وخسارة زوجها الخائف المهزوز.
والفنان علي الطيب الذي يقدم زوج شقيقة حنان المحب لزوجته والمستعد لتقديم أي تضحية حتى ولو كانت حنان من أجل حماية زوجته.
وإذا تحدثت عن كادرات التصوير فإنها تُدرس، ولابد وأن نشيد بمدير التصوير الرائع الذي يلعب بالضوء والظل، ويأخذ كادرات خانقة تشعرك بالضيق ويوصل لك كم الضيق الذي يعاني منه الأبطال.
وإذا تحدثت عن منى ذكي، فهذا الدور يقدم لنا ممثلة كبيرة، ممثلة تؤكد أن لديها الكثير والذي لم يختبر بعد، صاحبة قماشة عريضة تستطيع أن تأخذ منها وتفصل منها ما تشاء، فعندما تبكي منى، ويهتز جسدها من ضغط البكاء والضعف المكتوم الذي ترفض ان تخرجه، فإنك حتما ستشعر بالقهر والوجع المكتوم داخلها، وحركة جسمها تشعرك بالحمل الذي تحمله على ظهرها، ورغبتها في ألا تلمس قدمها الأرض، فالأرض ستعطلها وهي تريد أن تجد وسيلة توصلها أسرع فهي تسابق خطوتها.
ولابد من ذكر الموسيقى التصويرية، فالمؤلفة “ليال وطفة” قدمت وجع وضيق حنان وكل أم تعاني بصغارها وتحاول ان تهرب بهم من جحيم الوصاية وأكل حقوهم في موسيقى تصويرية جميلة وبقدر نعومتها بقدر ألمها.
تحية حب وامتنان لكل من شارك في هذا العمل الرائع الذي أنقذ موسم كامل من الدراما من الضياع، وحفظ ماء الوجه للجميع.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال