تحريم التصوير 1) مسارين من التحريم

أهلا بيكم في موسم جديد من سلسلة الثوابت الوهمية، في الموسم ده هندور ورا “تحريم التصوير”، ونشوف هل هو ثابت حقيقي؟ ولا زي باقي الثوابت اللي مرت علينا في المواسم السابقة.. وهيطلع مختلف عليه؟

هنشوف إزاي مر بمراحل مختلفة من التشدد والتخفيف، بس مبدئيًا لازم ناخد بالنا إن التصوير له معنيين دارجين، وهنتكلم عن الأتنين في الموسم ده، فلازم نفرق ما بينهم قبل ما نبدء ندور في تحريم التصوير وتاريخه.

أولًا: تحريم التصوير بشكل عام، وهو ده اللي مر بمراحل تشدد وتخفيف.

ثانيًا: تحريم تصوير (تجسيد) الشخصيات الدينية، وده الموقف منه منقسم بين السنة والشيعة.

تعريف التصوير

مبدئيًا مهم وضروري نتفق على المصطلح قبل ما تقناقش حواليه، واستضاح المعنى اللغوي المصطلح الفقهي، فعلى مستوى اللغة كلمة تصوير تعني: (صِناعَةُ الصُّورَةِ. والصُّورَةُ تأْتي بِمعنى حَقِيقَةِ الشَّيْءِ وهَيْئَتِهِ التي يَتَميَّز بِها عن غَيرِهِ، وتَأْتي أيضاً بِمعنى صِفَةِ الشَّيْءِ، يُقال: صُورَة الأمرِ كَذا وكَذا، أيْ: صِفَتُهُ. ويأْتي التَّصْويرُ بِمعنى رَسْمِ الشَّكْلِ، فيُقال: صَوَّرَ الشَّخْصَ: إذا رَسَمَ لَهُ شَكْلاً. ومِن معانِيِهِ أيضاً: التَّخْيِيلُ والتَّمْثيلُ، تقُول: تَصَوَّرْتُ الشَّيْءَ، أي: مَثَّلْتُ صُورَتَهُ وشَكْلَهُ في الذِّهْنِ).

أما فقهيا فالتعريف موضح بالصورة التالية.

أحاديث

عن ابن مسعود إن النبي قال: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. (إسناده صحيح).

عن ابن عمر إن النبي قال: إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم (صحيح).

روى البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة أن النبي نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور. (صحيح).

وعن ابن عباس إنه قال: سمعت النبي يقول: من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ. (صحيح).

عَنْ أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعْتُ النبي يَقُولُ: قَالَ اللَّه تَعَالى: ومَنْ أظْلَمُ مِمَّنْ ذهَب يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً. (صحيح).

وفيه أحاديث تاني كتير، لكن مافيش أي نص قرآني بنفس الوضوح، فقط آية واحدة، 57 الأحزاب، واللي بتقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا). وزي ما هو واضح مافيهاش أي تخصيص من أي نوع، إنما فيه بعض الآراء بتقول إن المؤذيين المقصودين هنا همه المصورين.

إقرأ أيضا

“السبب والحل” خطأ مجلة الأزهر باختيار كتاب الموجز في تاريخ القدس هديةً لعددها

المسار الأول

عشان مايحصلش لخبطة، هنتفق على إننا هنمشي في مسارين على التوالي مش التوازي، في المسار الأولاني هنتابع فكرة تحريم التصوير في المطلق، وهل هو فعلا حرام ولا الموضوع فيه كلام.

وهل الرحلة من التحريم للتخفيف تمت في انتجاه واحد ولا حصلت في الاتجاهين، بالتالي هناخد رحلة من السؤال حوالين صورة البطاقة حلال ولا حرام مرورًا لتحول الشعراوي لأيقونة منافسة لأيقونات المسيحيين ووصولًا إلى سيلفي الحرم.

المسار التاني

أما في المسار التاني هندور ورا فكرة تحريم تصوير (تجسيد) الشخصيات المقدسة. وهنشوف الفروق بين تحريم أهل السنة لتجسيد عدد من الصحابة وبين تجسيد الشيعة للنبي نفسه، ونحاول نوصل الفرق ده مصدره إيه؟ كمان في الرحلة دي هندور على إجابة سؤال مهم شويتين: هل تجسيد النبي كان محرم طول الوقت عند السنة؟ ولا تم تدريجيًا وبعد وفاة النبي؟.

وارد طبعًا يحصل تقاطع بين المساريين في موضع أو موضعين، ووارد لأ، بس الأكيد إن المسارين منفصلين وهنحاول نستعرض كل منهم على حدا منعًا للخبطة.