تخاف من الاستحمام؟.. لماذا نُصاب برهاب الخوف من النظافة والاغتسال؟

مريم مرتضى

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

في الأجواء الحارة والرطوبة العالية، قد يكون كل ما يرغب الإنسان بفعله هو الدخول للاستحمام والبقاء تحت الماء طوال اليوم، فلا شيء يُنعش الجسد أكثر من حمام بارد، ولكن هل تعلم أن نسبة 30٪ من الأشخاص البالغين لا يتمكنون من فعل ذلك بسبب اصابتهم برهاب الاستحمام؟، كذلك تُعاني نسبة كثيرة من الأمهات مع أولادهن بسبب رفض الصغار للاستحمام، فما هو السبب وراء الإصابة برهاب الاستحمام؟.

الاستحمام

ما هو الرهاب؟

الرهاب هو اضطراب نفسي يُصيب الإنسان، يجعله في حالة خوف شديد يصل لدرجة الرعب والهلع من شيء معين، والتهديد الوهمي الذي يراه الشخص من ذلك الشيء، أكبر بكثير من التهديد الفعلي الذي يتعرض له الانسان العادي في أي موقف، ويقض الشخص المصاب بالرهاب كل حياته في محاولات لتجنب ذلك الشيء الذي يخيفه، ومن الممكن أن يتعرض لنوبة هلع إذا ما تواجه مع ذلك الشيء، وقد تبدأ أعراض الاصابة بالرهاب عادة من سن المراهقة وحتى أوائل العشرينات، وعادة يكون الرهاب هو ذلك الشيء الذي يستمر الطفل الخوف منه دون حل للأمر، فتكبر المشكلة ويتحول لرهاب، ولا يمكن معرفة الأسباب وراء الرهاب سوى بالعلاج النفسي المتخصص، حيث يقوم الطبيب بإعادة بناء للعوامل التي شكلت الخوف الغير منطقي والرهاب.

رهاب الاستحمام

هو أحد أنواع الرهاب الغريبة التي تصيب الانسان، وهنا يعاني الشخص من حالة خوف شديد من الاستحمام أو النظافة أو الاغتسال، وهو نوع من أنوع الرهاب المحدد، والذي هو عبارة عن مخاوف لا منطقية تدور حول أمر معين مثل الاستحمام، ويقف ذلك الأمر عقبة في حياة الشخص، ويُؤثر على علاقاته الاجتماعية، وأكثر فئة معرضة للإصابة بهذا الرهاب، هم النساء والأطفال، وهناك عدة أسباب للإصابة رهاب الاستحمام، مثلًا، السقوط في الحمام، التعرض للتحرش من أحد البالغين أثناء الاستحمام، خوض تجربة غرق تجعلك خائف من أن تغطي المياه جسدك، أحيانًا يكون الرهاب وراثيًا، كأن يحمل أحد الأبوين ذلك الخوف وينقله لأطفاله بدوره، والتغييرات الفجائية التي تطرأ على الدماغ مثل السقوط على الرأس، أو التقدم في العمر، كلها أشياء من شأنها إصابة الإنسان بالرهاب.

الاستحمام

علاج رهاب الاستحمام

من حُسن الحظ أن رهاب الاستحمام سهل علاجه والتخلص منه ولكن عن طريق مختصين، فلابد من اللجوء للطبيب النفسي الذي سيطبق تقنيات العلاج النفسي السلوكي على المريض، فمثلًا سيطلب منه الجلوس في الحمام لمدة معينة مع تشغيل صنبور البانيو، وستزيد المدة بالتدريج، مع لمس الماء، وكذلك مساعدته على استبدال الأفكار السلبية التي يخلقها الرهاب، بأمور أكثر إيجابية، وسيعلمه الحديث مع الذات الذي سيهدئ المخاوف أثناء مواجهة المياه، وفي حالات الرهاب الشديدة، سيقوم الطبيب بالاستعانة بالأدوية الكيميائية، أو في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لحالات التنويم المغناطيسي والتي أثبتت فعاليتها الشديدة في علاج مثل هذه الحالات من الرهاب، وفي النهاية، يجب أن يعلم المحيطون بالشخص المريض بالرهاب، أن ذلك الخوف هو شيء خارج عن إرادته ولا يمكنه السيطرة عليه، كما أنه لن يتمكن من التخلص منه بمفرده، فهو يحتاج كل مساعدة ممكنة، وكل دعم بإمكانكم تقديمه ليتخلص من ذلك الخوف.