ترجمة بيان حزب الله من الشيعي للعربي
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انطلاقًا من أرضية الإيفيه التليد بتاع “بيتكملوا مسيحي”، أقدر أقول بالفُم المليان إن بيان حزب الله في نعي أمينه العام، حسن نصر الله، “مكتوب بالشيعي”.
صحيح الكلمات كلها عربي وكلها مفهومة بس فرط، أو على غرار سلطان السكري وهو بيشرح حالة عربية أبوه بعد الحادثة “كل كلمة فيها مفهومة.. بس لوحدها”، زي كده ما حصل في مسلسل الحشاشين لما كان أول مرة نسمع بشكل جماعي مصطلح “صاحب الوقت” وأغلبنا مافهمش مين المقصود.. غير بعد شرح تفصيلي في موضوع بعنوان الحاج صاحب الوقت.
وبما أن كتير مننا مش بيفهم شيعي.. قررت أترجم البيان أو الكلمات والمصطلحات المُلغِزَة اللي فيه للمصري.
بيان الحزب بلغته الأصلية
نص البيان زي ما أتنشر في وسايل الإعلام الموالية للحزب كان أقل من تلتوميت كلمة
بقراية البيان تم ضبط شوية مصطلحات شيعية يصعب على أمثلنا فهمها فيها اللي مش مفهوم خالص والمفهوم بشكل سطحي أو مفهوم غلط وفيها ألقاب بعضنا دور عن معناها وبعضنا كسل يعمل كده، فيلا بينا ندور على أصل وفصل الكلمات والمصطلحات دي ونحاول نفهمها بالمصري.
سماحة
من كام سنة نشر موقع مركز الإشعاع الإسلامي، للدراسات والبحوث الإسلامية الشيعي، مقالة للباحث ورئيس تحرير مجلة الكلمة سابقًا، زكي الميلاد، عنوانها مقولة السماحة وصاحب السماحة.. فحص وتحليل، بيتناول فيها النوع ده من الألقاب؛ من حيث المعنى والدلالة والغرض منها وزوايا تانية.
فبيوضح أهميتها الدلالية: “هذه التسميات لا تحصل غالبا بمحض الصدفة، أو بحسب مجريات العادة، وهي لا تأتي من فراغ أو من دون مناسبة، ولا تظهر فجأة من دون مقدمات، وليست هي تسميات بلا معنى أو تفتقر إلى قوة المعنى، كما أنها ليست مجرد أوصاف وألقاب شكلية“.
وبالبحث عن دلالة كلمة سماحة قال: “اعتبر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (مقاصد الشريعة الإسلامية)، أن السماحة هي أولى أوصاف الشريعة وأكبر مقاصدها، واستنادا إلى هذا الرأي فإن السماحة كذلك هي أولى أوصاف عالم الدين ومن أكبر مقاصده“.
المعنى والإصطلاح:
بعد ما فهمنا أهمية الألقاب الدينية وقيمتها الكهنوتية، وعرفنا كمان إزاي لقب “سماحة” بيخلق ضمنيا حالة تطابق بين رجل الدين والشريعة نفسها، جه الوقت نتعرف بقى على معنى الكلمة نفسها.
على مستوى اللغة فكلمة سماحة وحسب معجم المعاني هي: “الجُودُ والكرَمُ – السُّهُولةُ – اليسر”.
أما على مستوى الإصطلاح الفقهي؛ فلقب سماحة بعني: “بذل ما لا يجب بذله تفضلا”.
بناء عليه بيقول زكي الميلاد في المقال نفسه: “إن عالم الدين الحقيقي هو صاحب سماحة يعرف بها علما وتخلقا، يعرف بها بصورة دائمة ومستمرة في كل مكان وزمان وحال، ومع الناس كافة بلا فرق بينهم ولا تمايز لا من جهة العرق والقوم، ولا من جهة اللغة واللسان، ولا من جهة المذهب والطائفة، ولا من جهة الثروة والجاه“.
بعد التعريف العملي ده بيتسائل الكاتب بشكل طبيعي: “على هذا الأساس يمكن القول إن كل عالم دين يفترض فيه أن يكون صاحب سماحة، ولكن هل كل عالم دين هو صاحب سماحة فعلا!”
https://youtube.com/clip/Ugkxx2XGsN7aB03q7Oxi3GUrlf3bBc0egK1L?si=IJUnUdzTO6o3Ibu1
ملحوظة لغوية
كلمة سماحة وفضيلة دول كلام عربي، والسماحة مصدر سمح بمعنى جاد وكرم، والفضيلة هي أعلى درجات الفضل، بالتالي نقدر نفهم من أن الألقاب دي أتنحتت في عصور متأخرة نسبيا، بعد اللغة العربية في أعلى مستوياتها الرسمية تأثرت باللغات التانية.
لإن الأصل في العربي أن اللقب يكون باستخدام الأوصاف نفسها مش بالمصادر عنها، فالطبيعي إننا نقول العالم/ أحمد زويل مش عِلم/ أحمد زويل أو نقول الكريم/ حاتم الطائي مش كرم/ حاتم الطائي.
العبد الصالح
مصطلح “العبد الصالح” مصدره سورة الكهف (من 65 إلى 82)، ومقصود بيه الراجل اللي بيوافق يعلم النبي موسى؛ بس موسى لا يطيق معه صبرا وبيسأله كتير. شخصية ليها حضور كبير في المخيال الإسلامي عمومًا والشيعي والمتصوف خصوصًا.
فهو حسب شخص عادي ﴿عَبْدًۭا مِّنْ عِبَادِنَآ﴾ ماهواش حتى رسول ولا نبي، لكن بطريقة غير معلومة.. الإله أنعم عليه بشيء من رحمته وعلمه الإلهي ﴿آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾.
عِلم مش عند نبي بحجم موسى، لدرجة إن النبي يستسمحُه عشان يمشي معاه.. يمكن يتعلم منه حاجة ﴿قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾.
مش بس كده؛ ده كمان “العبد الصالح” فرض شروطه عشان يوافق ﴿قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾.
والحكاية تقولنا إن علمه واصل لمعرفة بعض الأمور الغيبية، إن كانت غيب مكاني ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾.
أو غيب زمان ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾.
أو حتى غيب ميكس “زمان ومصائر” ﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾.
وفوق ده كله، والأهم من كل حاجة، إن معاه رُخصة إلهية تسمح له يخرب أو حتى يقتل بدون ما حد يفتح بؤه، لإنه عارف حاجات ماحدش يعرفها ﴿قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾، بالتالي على أتباعهم يلتزموا بكلمة موسى ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾، اللي هو نفسه ماقدرش يلتزم بيها ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾.
شوفتوا كلمتين زي “العبد الصالح” شايلين حمولة شكلها إيه!!
ختام
للآسف المساحة مش هتكفي ترجمة وتعريف باقي الكلمات والمصطلحات، فزي ما بدأت بكلام زكي الميلاد هاختم بمقطع من مقالته؛ بيقول فيه عن الالقاب الدينية:
“مع كثرة استعمالها وشياعها الواسع، الوضع الذي عرضها على ما يبدو للرتابة، وأفقدها عنصر الدهشة، الدهشة التي فقدناها غالبا في حياتنا الفكرية، وفقدنا معها قوة الخيال، وعظمة التأمل، وبهجة الفكر، ومحبة الاستكشاف، حصل ذلك نتيجة ما أصابنا من جمود فكري، وتراجع حضاري“.
استنظروا ترجمة وشرح باقي الكلمات والمصطلحات المستغربة.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال