تغريدة حذفها خالد منتصر “الطبيب ورط نفسه بعدم معرفة حقيقة تاريخية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أراد الدكتور خالد منتصر أن يهاجم الإخوان فبدلاً من أن يكون نقده موجهًا لإرهاب الجماعة جعله بأسلوب التلقيح الساخر على الإسلام نفسه.
ما هي التغريدة المحذوفة ؟
كتب خالد منتصر في 1 يوليو على صفحته الرسمية في تويتر وفيس بوك قاصدًا الإخوان «لو كانوا بيحكموا لغاية دلوقتي يقصد الإخوان كان زمانهم لغوا الحمامات وطبقوا بدالها الإستنجاء بالحجارة»، وأردف تغريدته بقوله «الكلام دا في قصر الرياسة مش في الدوار بتاعهم».
اقرأ أيضًا
التنمر على الصعايدة في الصحافة “بدأ من 116 عام والمساء تعيد التاريخ”
يظهر نص التغريدة على جوجل مرفقًا بالصفحة الرسمية لـ خالد منتصر لكن بمجرد الدخول إليها لا نجد المنشور وذلك لأنه قام بحذف التغريدة كون أنه أراد تشبيه تخلف الإخوان بالاستنجاء في الإسلام على أساس أن المسلمين في عمومهم متخلفين في فكرة الاستنجاء ورافضين للحمامات كونها بدعة.
أشياء جهلها خالد منتصر عن الحمامات في الإسلام
يثبت التاريخ أن الحَمَّامات هي أهم المنشآت لدى المسلمين منذ أن أخذوها من الروم، وتحتل الحمامات المركز الثاني في الاهتمام الإسلامي بعد المسجد لكون اقتران التطهر بالعبادة.
اقرأ أيضًا
“الشهيد المسيحي في الإسلام” جدال كل فترة الذي تجدد مع قاعة الدكتور مايكل وجيه
يشير كتاب «قراءات في الفكر المعماري والعمراني العربي الإسلامي» أن المسلمين عرفوا الحمامات من مصر بعد أن دخلها عمرو بن العاص، إذ كانت الحمامات الرومانية تنتشر في مصر فقام المسلميين بتكييف الثقافة الرومانية على الإسلامية فأنشأوا الحمام لكن دون بناء تماثيل آلهة، وأسس عمرو بن العاص أول حمام بجانب مسجده في الفسطاط.
اقرأ أيضًا
عبدالرحيم المسماري والنبي في الآخرة “الإرهابي كذب على رسول الله مع عماد أديب”
العجيب أن أوروبا التي كانت متقدمة، تراجعت لدرجة التخلف في ظل تحكم الكنيسة، وكان من أمارات هذا التخلف النظرة للحمامات والتي كانت تختلف كثيرًا مع النظرة الإسلامية في العصور الوسطى.
ذكر ستانلي لين بول في كتابه «قصة العرب في إسبانيا» معلومات صادمة عن الحمام في أوروبا عمومًا، حيث قال «وللحمامات شأن كبير في المدن الإسلامية، لأن النظافة عند المسلمين ليست من الإيمان فحسب بل هي شرط لازم لأداء الصلوات والعبادات عامةً، ذلك في حين أن كان مسيحيو العصور الوسطى ينهون عن النظافة ويعدونها من عمل الوثنيين وكان الرهبان والراهبات يفخرون بقذارتهم حتى إن راهبة دونت ببعض مذكراتها في صلف وعجب أنها إلى سن الستين لم يمس الماء منها إلا أناملها عندما كانت تغمسها في ماء الكنيسة المقدس».
وتابع ستانلي لين بول في ص 94 من فصل حاضرة الخلافة طبعة مؤسسة هنداوي «بينما كانت القذارة من مميزات القداسة، كان المسلمون شديدي الحرص على النظافة، لا يجرؤون أن يقفوا لعبادة ربهم إلا إذا كانوا متطهرين، وحينما عادت إسبانيا إلى الحكم المسيحي أمر فيليب الثاني زوج ماري ملكة إنجلترا بهدم كل الحمامات العامة؛ لأنها من آثار المسلمين».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال