تقييم مسلسل المؤسس عثمان .. أشياء تاريخية لم ولن يذكرها العمل

خيمت خيبة الأمل على قناة ATV التركية بسبب تقييم مسلسل المؤسس عثمان على مدار 8 حلقات منذ عرض الحلقة الأولى يوم 20 نوفمبر 2019 م، حيث لم تنجح القناة في تصدر المركز الأول بالعمل الذي يعتبر امتداد لمسلسل أرطغرل الذي عُرِض على قناة TRT.

اقرأ أيضًا 
حماية الدولة العثمانية على يد أوروبا .. قصة قرون التراجع

شيء واحد جمع المؤرخين المحبين والكارهين لتاريخ الدولة العثمانية وهو الفرق بين أرطغرل وعثمان فالأخير تمتع بعبقرية سياسية كرجل دولة لا شيخ قبيلة مثل أرطغرل.

اقرأ أيضًا 
سارة وجمال .. ثنائية رسمت نهاية الدولة العثمانية بالجنس والتجسس

ونجح عثمان الأول في تحريك جيوشه على الإمبراطورية البيزنطية، دون أدنى صدام مع البلدان الإسلامية والتي استلهم منها مفاهيم نُظُم الدولة خاصةً وأنه تأثر بنظام الحكم في السلطنة السلجوقية.

لكن المسلسل حتى الآن لم يتعرض لـ 3 أشياء بالغة الحساسية في تاريخ مؤسس الإمبراطورية العثمانية وهم ثلاثي «الدين والنسب والصراع مع عمه».

أزمة الدين والنسب كما يراها مؤرخي الأتراك

في الأساس فإن أزمة الجذور الخاصة بمؤسس الدولة العثمانية نقطة مشهورة في كتب التاريخ، خاصةً بعد انتسابهم إلى قبيلة قايي إحدى قبائل الأوغوز والذين استوطنوا داخل بلاد ما وراء النهر في فترة المهدي العباسي.

خلال كتابه «في أصول التاريخ العثماني» يقول المؤرخ أحمد عبد الرحيم مصطفى «إن انتساب العثمانيين إلى قبائل الأوغوز وقصة القبائل وزعيمها إنما من اختلاق المؤرخين العثمانيين في القرن الـ15 وفي عام 1239 نشبت حركات شغب في أوساط التركمان تزعمها داعية شيعي اسمه بابا إسحق، ادعى النبوة وأطلق على نفسه اسم رسول الله، ولقيت دعوته المنحرفة قبولا لدى القبائل التركية الوثنية، خاصة جماعة أرطغرل».

بشأن ديانة العثمانيين الأوائل فالمؤرخين الأتراك المحبين للدولة العثمانية اتفقت آراءهم على أن الجذور لم تكن إسلامية، فالمؤرخ التركي أحمد آق كوندوز في كتابه «الدولة العثمانية المجهولة» قال «العثمانيين قبيلة صغيرة هربت من المغول ولم تدخل في الإسلام إلا بعد وصولها إلى الأناضول، واعتنقوا الدين بعد تأسيس دولتهم على يد الطرق الصوفية الشيعية، لذا اختلطت معتقدات الأخيرة بالسنية الحنفية وكونت مزيجا أثر في الإسلام الذي اعتنقه رعاياهم من الأتراك والتركمان الذين احتفظوا بشكل مقنع بمعتقدات أسلافهم».

أما خليل اينالجيك خلال كتابه «تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار» فأورد رأيًا أشد قوةً حيث قال «اعتنق الأمير عثمان الإسلام وتبعه الأتراك العثمانيون، بعد أن كانت عقيدتهم الوثنية الشامانية، ودخل الدين على يد الشيخ (أده بالي)، بعد أن طلب الزواج من ابنته، لكنه رفض نظرا لما كان من فوارق من الناحيتين الاجتماعية والدينية، وظل يترجاه عامين، فاشترط الشيخ دخوله الإسلام، فوافق حبا في بنت أده بالي».

إقرأ أيضا

تمويل الانتخابات الأمريكية.. “البنادق تصوت أيضًا”

بعيدًا عن تقييم مسلسل المؤسس عثمان .. قصة الصراع مع العم

رحل أرطغرل عن العالم بعُمْر 93 سنة في العام 1281 وتفجر صراع بين عثمان وعمه دوندار الذي ذكر المؤرخ التركي ابن كمال في كتابه «تواريخ آل عثمان» حيث قال «حدثت منازعات على رئاسة قوات أرطغرل بعد وفاته، فقد رأى دوندار بك شقيق أرطغرل أنه الأحق بالرئاسة تنفيذا للقاعدة التركية القديمة بأحقية الأخ الأكبر في السلطة، إلا أن عثمان ادعى أن والده أوصى له بالحكم، ونصب نفسه أميرا على ميليشيات أبيه وإقطاعياته، وأثار سخط وسخرية أفراد عشيرته المحاربة، وثارت قواته ضده وأعلنت العصيان وتنصيب دوندار أميرا».

ويستعرض بن كمال أول صدام في العائلة العثمانية قائلاً «اجتمعت العشائر وأعلنت أحقية دوندار بالإمارة من ابن أخيه، إلا أنه رفض وأعلن الحرب على عمه وأفراد العشيرة، وكعادة أبيه اشترى ولاء ميليشيات مرتزقة وطلب مساعدة الأمراء البيزنطيين ودق طبول الحرب ضد دوندار وجنود والده، ثم تمكن من عمه فقتله بنفسه برمية سهم وأمر جنده بإعدام زوجته وأولاده».