تمثال زوجة لوط في مصر .. إيه اللي جاب سدوم ووالهة جنب الإسكندرية

من المستحيل أن يكون تمثال زوجة لوط في مصر بالتأكيد، فالذي يشتهر على سبيل التخمين المشكوك فيه أنه بالقرب من البحر الأسود، وانضم إلى قائم المواقع الجغرافية التي التحمت مع الدين والعلم، مثل تحديد موقع سد ذو القرنين والجبل الذي يبكي يوميًا على جريمة قتل هابيل على يد أخيه قابيل.

الطريق إلى نحت تمثال زوجة لوط في مصر .. فيلم عن الأنبياء

تعد شخصية زوجة لوط مثالية لتكون ضمن سيناريو الفيلم الأمريكي الإيطالي «الكتاب المقدس: في البداية»، فهي السيدة التي شجعت اللواط في قرية سدوم وعارضت زوجها النبي لوط ووصل الأمر إلى أنها كانت جاسوسة على زوجها وأبلغت قومها عن ضيوف زوجها النبي.

هذا الزخم في شخصية زوجة لوط جعل الكاتب كريستوفر فراي يكتب سيناريو «الكتاب المقدس: في البداية»، ويجعلها الفصل الختامي للقصة الخامسة من الفيلم والذي يتناوي«بدء الخلق، آدم وحواء، قابيل وهابيل، سفينة نوح، وقصة إبراهيم وما بعده».

قرر المخرج الأمريكي جون هيوستن أن يختار الممثلة الإيطالية إليونورا روسي دراغو لتجسيد شخصية زوجة النبي لوط في قصة النبي إبراهيم إذ تزامن قصة قوم سدوم مع عهد النبي إبراهيم.

رشحت الممثلة الإيطالية إليونورا روسي دراغو الفائزة بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مار ديل بلاتا السينمائي، لأداء شخصية زوجة النبي لوط عليه السلام في فيلم «الكتاب المقدس».

ثمة أكثر من أمر يلفت النظر إزاء فيلم «الكتاب المقدس: في البداية» الذي عَرِض لأول مرة في 28 سبتمبر سنة 1966 م، أولهم أن مصر كانت ضمن الدول المرشحة لتصوير الفيلم فيما يخص قصة النبي إبراهيم والفترة التي تلته، وبدأ التصوير في نوفمبر سنة 1964 م.

ثاني تلك الأمور أن دعم الفيلم داخل مصر تم رسميًا حيث كان الناقد والمترجم الكبير إبراهيم فتحي «رئيس مجلس إدارة الانتاج المشترك في وزارة الثقافة»، مشرفًا عامًا على إنتاج الفيلم داخل مصر.

ثالث تلك الأمور ليست تغاضي الأزهر والكنيسة عن الموضوع، وإنما مشاركة المثال مصطفى متولي “وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة ضمن عناصر تحضيرات الديكور، حيث صمم تمثالاً للممثلة الإيطالية إليونورا روسي دراغو كـ زوجة لوط بعد مسخ الله لها، وصممه من مادة الجبس الأبيض حتى يبدو عند تصويره وكأنه من الملح وذلك أثناء اللقطة التي تتحول فيها زوجة لوط إلى عامود من الملح.

تشير جريدة الأهرام يوم 17 نوفمبر سنة 1964 م عدد 28466، إلى أن جون هيستون ومرافقيه من الفنيين والفنانين سافروا إلى الإسكندرية لتصوير لقطة عقاب الله لزوجة لوط، وتم المشهد في منطقة الملاحات في مريوط على مشارف الإسكندرية.

حكاية مشهد تمثال زوجة لوط في مصر

اعتمد صناع العمل على الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين في العهد القديم، وجسد الممثل بيتر أوتول شخصية الملاك الأول والثاني اللذين اتجها قرية سدوم لإخبار النبي لوط بأن يغادر وأسرته القرية لأن عذاب الله سيقع عليهم لكفرهم بدعوة إبراهيم ولأنهم يأتون الرجال شهوةً من دون النساء.

وتجمع الناس حول الضيفان لممارسة الفاحشة فيهما حتى أصيبوا بالعمى فأخبر الملاك لوطًا أن يهرول مع نجلتيه وزوجته ولا يلتفتوا إلى الخلف عندما يقع العذاب، وهو الأمر الذي خالفته الزوجة.

إقرأ أيضا

الملكة نزينجا..ملكة أنجولا التي أنقذت شعبها من العبودية

تمثال زوجة لوط في البحر الأسود .. لماذا هو مشكوك فيه ؟

شكك الدكتور أحمد ملاعبة «رئيس قسم علوم الارض والبيئة في الجامعة الهاشمية» بأن التمثال المشهور لزوجة النبي لوط.

اقرأ أيضًا
سوهاج والمسيحية .. جوانب تاريخية غير مروية عن بلد المواويل

قال الدكتور أحمد ملاعبة في تصريحٍ للصحفي الأردني الراحل جهاد جبارة «إذا قارنّا العمر الجيولوجي لصخور السرموج مع الصخور الرملية التي ينتصب عليها التمثال المزعوم فإننا سنصل الى حقيقة ان النصب الذي يعتقده الكثيرون انه لواهلة ما هو الا عبارة عن إحدى الظواهر التضاريسية الكلسية التي تشكلت طبيعيا، في العصور الجيولوجية السحيقة».