جودي هوليداي..الممثلة التي لعبت دور الشقراء الغبية لتهرب من اتهامات الشيوعية في هوليوود
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هوليوود الخمسينيات كانت مكان مرعب. كانت هيئة حكومية كبرى تتهم مختلف الممثلين بأنهم شيوعيون أو متعاطفون مع الشيوعية. إثبات عدم صحة هذه الاتهامات كان صعب جدًا حتى أن العديد من الممثلين لم يتمكنوا من تبرأت نفسهم. لكن جودي هوليداي برأت نفسها بطريقة مبتكرة. تقمصت جودي أشهر أدوارها وبينما نجحت في تبرئة اسمها كلفها ذلك الفعل الكثير.
أصول شيوعية
ولدت جودي هوليداي باسم جوديث توفيم في مدينة نيويورك لعائلة ذات صلة بالشيوعية. كان والدها زعيم مدني في الحزب الاشتراكي في نيويورك ووالدتها منخرطة في الحركة العمالية أثناء عملها كمعلمة بيانو. كانت عائلة جودي من أصول روسية-يهودية وجزء نشط من الحركة الاشتراكية في المدينة.
بطبيعية الحال أثر التعرض المبكر للاشتراكية على جودي. مع تقدمها في السن، قدمت نفسها على أنها امرأة ذكية للغاية وكانت لديها القوة الذهنية لدعمها. عندما يتعلق الأمر بالتمثيل، استمتعت بأدوار تتميز بالتعليق السياسي الكوميدي، وانضمت إلى فرقة كوميدية تُعرف باسم Revuers في عام ١٩٣٩. أدى العمل معهم في النهاية على ملاحظتها من قبل كشافة هوليوود. في النهاية اتخذت الخطوة لتظهر لأول مرة في هوليوود، وغيرت اسمها إلى جودي هوليداي.
لعب دور الشقراء الغبية
بالرغم من أن بدايتها قي هوليوود لم تكن مثالية٬ وجدت جودي الدور الذي غير حياتها٬ بيلي داون٬ حبيبة رجل عصابات يتم تعليميها الآداب والسلوك لتنخرط في مجتمع السياسيين المؤثرين في فيلم “ولدوا بالأمس” عام ١٩٥٠. لعبت دور سيدة سعيدة بتضاءل ذكاءها لكن مع وجود أدلة على أن ذكاءها كان موجود وكان بحاجة فقط إلى إخراجه. لقى أدائها إعجابًا كبيرة حتى أنها فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عام ١٩٥١.
لكن لم يكن كل شيء في صالح جودي. عندما بدأت لجنة مجلس الأنشطة غير الأمريكية في توجيه الاتهامات خلال حملتها الهيستيرية لمطاردة الشيوعيين خلال الخمسينيات، ظهر اسم هوليداي ضمن المتهمين. هذا الاتهام أدى إلى إدراج العديد من الممثلين في القائمة السوداء قبلها، وكان الخروج من هذا الوضع بسمعة نظيفة أمرًا شبه مستحيل. ومع ذلك، عندما وُضعت للمحاكمة أمام هيئة حكومية، تمكنت ببراعة من الإفلات من الاستجواب بإعادة تأدية دور الشقراء الغبية الذي فازت بجائزة عليه.
اللجنة لم تكن لديها فكرة عما أصابها، وصدقوا الأداء بشكل مثالي. من الأجزاء البارزة في شهادتها تضمنت سؤالها عن السبب الذي يدفع أي شخص لحضور اجتماع اللجنة عندما يمكنه ببساطة أن يكون شيوعيًا، وإعلانها أنها ستوافق فقط على قضايا “السرطان وشلل الأطفال والشلل الدماغي” من هنا فصاعدًا. اختتمت ذلك بالاعترافات بأنها أدركت أنها كانت “غير مسؤولة”. في النهاية، صدقت اللجنة حقًا بأنها كانت شقراء غبية غير قادرة على فهم العالم السياسي.
نجت من المحاكمة لكن كلفها ذلك الكثير
نجحت جودي في الهروب من اتهامات الشيوعية لكن تمثيلها كأنها شقراء غبية طاردها طوال حياتها. بالرغم من إنها كانت عبقرية وأنها حصلا غلى ١٧٢ في اختبار الذكاء رأها الناس كشقراء غبية.
منذ ذلك الحين٬ اقتصر مشوار جودي المهني على شخصيات شبيهة لشخصية بيلي داون. استمرت جودي في تمثيل هذه الشخصيات حتى وفاتهم في سن الـ٤٤ بسبب سرطان الثدي. لم تستطيع جودي تغيير فكرة الناس عنها كشقراء غبية.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال