همتك نعدل الكفة
1٬250   مشاهدة  

جول جمال.. البطل السوري الذي قدم حياته ثمنًا للدفاع عن مصر

البطل


شاب مقاتل وقوي من أجله تم تغيير القوانين، ليتمكن من الاشتراك في الحرب، التي قدم فيها روحه فداء لوطن ليس وطنه في الأساس، أنه البطل السوري “جول جمال” الذي حفر اسمه في سجل بطولات الجيش المصري بأحرف من ذهب.

جول جمال

جول جمال

وُلد جول يوسف جمال في الأول من إبريل 1932م، لأسرة أرثوذكسية باللاذقية في الساحل السوري، وتخرج من كلية الآداب بتفوق كبير عام 1953م، وقد إرساله في بعثة عسكرية لمصر، ضمن عشرة طلاب سوريين متفوقين ليلتحقوا بالكلية البحرية، وتخرج منها جول بتفوق كبير للغاية في عام 1956م، حتى أنه كان الأول على دفعته، والتحق بالقوات البحرية برتبة ملازم ثانِ، وبعد التخرج بشهر واحد، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر عن تأميم شركة قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة مصرية، مما تسبب في وقوع العدوان الثلاثي العسكري على مصر، من دول فرنسا وبريطانيا وإسرائيل.

تغيير قوانين البحرية لأجل جول جمال

البطل

قبل العدوان، أمر الرئيس جمال عبدالناصر باستيراد زوارق طوربيد حديثة، وأمرت القيادة السورية أن يبقى طلاب البعثة في مصر للتدرب على تلك الزوارق، ووقع العدوان الثلاثي في ليلة الرابع من نوفمبر، قبل أن يغادر طلاب البعثة، ووقت كانت السفينة البحرية الفرنسية “جان بار” تتقدم نحو السواحل المصرية وتستعد للهجوم، وقد أمر عبدالناصر بالتصدي لها، وعدم السماح لها بالدخول إلى بورسعيد مهما تكلف الأمر، وأمر قائد البحرية آنذاك “جمال دسوقي”، بتخصيص ثلاثة زوارق طوربيد للتصدي لها، وأراد جول جمال أن يقود أحد هذه الزوارق بنفسه ويشارك في المعركة، خاصة وأنه تلقى تدريبًا جيد للغاية عليها، ولكن تم رفض طلبه لأنه سوري وليس مصري، وحاول جول أكثر من ثلاثة مرات أن يتقدم بطلب الانضمام، وبكن كان يتم رفض طلبه في كل مرة، فحزن جول على ذلك حزنًا شديدًا، وسمعه جمال دسوقي وهو يتبادل الحديث مع أحد اصدقاءه وأخبره فيها أنه يعشق مصر، وخاصة مدينة الإسكندرية التي يراها مثل اللاذقية، وأنه لا يرى أي فرق بين النصري والسوري في وقت الحرب، وتأثر جمال دسوقي بكلمات جول جمال كثيرًا، وقرر أن يتم تغيير القوانين التي تمنع غير المصريين من المشاركة في القتال، وسمح لجول بالانضمام للمعركة ومحاولة التصدي للسفينة جان بار، والتي كانت تُعد أغلى سفينة في الأسطول الحربي الفرنسي.

استشهاد جول جمال

البطل

كانت السفينة جان بار هي أول سفينة مزودة برادار في العالم، وكان طولها يبلغ المائتان وخمسون مترًا، ووزنها يصل إلى خمسون طنًا، وكان بها أكثر من مائة مدفع مختلفين، وبها حوالي تسعون ضابط، وما يقرب من ألفي جندي، وعندما كانت تشق طريقها في اتجاه بورسعيد، على بعد اثنى عشر كم من ساحل البرلس، قامت الثلاثة زوارق بالهجوم على السفينة، وأطلقوا قذائف الطوربيد باتجاهها، ولكن لم تتمكن من أذيتها بأي شكل، نظرًا لأنها كانت محصنة بشدة، مما يعني أن الأسلحة التي خرج بها المصريون لم تكن لتؤثر فيها، وفي هذه اللحظة، اختفى الزورق الذي يقل جول جمال وضابطين آخرين، واعتقد الجميع أنه إما توفى أو انسحب من المعركة، ولكنه ظهر فجأة وهو يقود زورقه تجاه السفينة الضخمة بأقصى سرعة، وكان جول جمال يضع جزء معين من السفينة نصب عينيه، كان هو الجزء الأضعف فيها، وقبل الاصطدام قفز هو وزملاؤه في البحر، واصطدم الزورق بالسفينة ونجحت الخطة، حيث انفجر ذلك الجزء الضعيف ودخلت المياه للسفينة التي غرقت في البحر المتوسط، ولكن لم ينجو جول جمال حيث أطلق الجنود النيران عليه، واستشهد فداء لوطن ليس وطنه في الأساس، ولكنه عشقه وقرر أن الروح ليست أغلى من حريته.

إقرأ أيضا
الحلقة 17 من الحشاشين

 

إقرأ أيضاً

٢٠ ٢٠ إهدار للمواهب لصالح البطل الخارق السهل دون أثر

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان