همتك نعدل الكفة
420   مشاهدة  

حبة البازلاء الجالبة للمحبة

البسلة


(كل البسلة عشان أحبك) ( نام عشان أحبك) (… عشان أحبك)، مع أول تكوين لوعينا تبدأ مساومتنا على الحب والدعم، نشتري بحبة البازلاء ( البسلة ) وقيلولة العصر وكوب اللبن قلباً يحبنا، فنكمل بقية حياتنا ونحن نظن أن الحب هو ذلك الشئ المدفوع الأجر، فنتوه ونسقط.

مع السقوط الأول تأتي الأصوات غاضبة ( مش قلتلك هتقع، هو أنت مبتفهمش؟)، وربما تصيبنا صفعة هنا أو زجرة هناك لا لشئ سوى لممارستنا حق أصيل لنا وهو حق الخطأ والوقوع، فنتعلم الدرس باكراً جداً، الحب مدفوع الثمن والبكاء وحيدون ومداواة أنفسنا خوفاً من التعنيف  نكبر أكثر ونشاهد (فوضى الكبار) قرارات خاطئة كثيرة وسقطات أكثر

ولكن كل منهم يبرر لنفسه الخطأ المحرم على غيره، ويلقي اللوم دائماً على آخرين، ككل ماتشات الكرة السيئة الفريق الخاسر يتهم الحكم بأنه ليس سوى مرتش ومتواطئ، ننمو وينمو بداخلنا الخوف من الخطأ نحاول تفادي أخطاء السابقين دون أن نتعلم كيف، فإما أن نعيش في فقاقيع من المثالية الكاذبة أو أننا نخطئ ونواري سوآتنا تجار القلوب اللذين يستغلون وحدتنا وخوفنا حتى يقتلوننا كيفما شاؤوا، نتمسك بهم في رفض متأخر ممن تركونا على قارعة الطريق، فنسقط أكثر وأكثر وقبل أن نتلاشى بشكل كلي ونثور على هؤلاء لا نجد سوى كلمات سخيفة تشبه ( مش قلتلك هتقع، أنت مبتفهمش؟).

إلى هؤلاء الأهل والأصدقاء اللذين يشكلون ضغطاً هائلاً غير عابئين سوى بصورة أنفسهم في عيون بعض المنافقين، عودة ابنتك أو ابنك أو صديق لتصحيح حياة لم تقدم له دعماً حقيقياً فيها من قبل، هو مدعاة حفاوة واحتفال، فكل اللذين عادت أجساد بناتهن جثث هامدة أو مصابات بعاهات جسمانية ونفسية فعلوا كما تفعلون الآن، ربما لم تجدوا من يحتضنكم وأنتم مخطئون يوماً فعاندتم حتى لا يُقال أنكم كنتم على خطأ حتى خارت قواكم واستسلمتم لحتمية التصحيح أو استمررتم  في حيوات مشوهة واهمين أنفسكم والآخرين أنكم تضحون بأنفسكم من أجل أهداف أسمى، وأنتم في طيات أنفسكم لستم سوى بعض الجبناء اللذين يهابون كلام الناس وسياطهم ويفضلون الزيف والتعاسة على الشعور بالتحرر والحياة والأمان.

إلى كل من اضطر لخوض الحروب وحيداً بعد أن أشاح أقرب الأقربين وجوههم عنهم مدعين أنهم لا يروهم، قفوا لأنفسكم وحينما تنتصرون لا تسمحوا لأحد خاذليكم إيهامكم بأنه كان داعم لكم كذباً حتى يسرق كأس البطولة منكم، أنتم أبطال وحدكم دونهم.

اقرأ أيضا

وتحسبهم مقربون

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان