حتّى البسّة .. مأساة الحيوانات في حرب غزة

لم يرحموا أحدًا في غزة .. الحيوان قبل الإنسان يعاني قصف الطيران من قِبَل قوات كيان الاحتلال الصهيوني، وكانت صورًا وفيديوهات قد انتشرت لكثير من الحيوانات التي تعاني الصدمات النفسية جرّاء القصف وصوته المرعب، كما انتشرت فيديوهات لكلاب وقطط تنوح وتبكي على قصف أبنائها، كما اشتهر فيديو لكلب يحفر في الركام محاولًا استخراج جثة إبنه .. وكذا كان انتشار تلك الفيديوهات سهمًا في قلب الإنسانية، وفي هذا التقرير مجموعة من المعلومات المترجمة عبر العديد من مواقع وصحف ودوريات منظمات الجمعيات المهتمة بحقوق الحيوانات. 

مع تصاعد أعمال العنف في قطاع غزة عقب يوم 7 أكتوبر 2023، لا تزال أعداد لا حصر لها من الحيوانات تعاني معاناة لا يمكن تصورها، ومع تجاوز عدد القتلى حتى وصل الآلاف والآلاف، فإن عدد الحيوانات التي تُحصد أرواحها كثير للغاية، وعدد الناجين الذين تركوا جرحى بلا علاج هو بالتأكيد أكثر، والحيوانات في غزة مصابة بحروق وشظايا جرّاء القصف وصدمات نفسية وعصبية وكسور في الأطراف واكتئاب .. إنهم يعانون نفس معاناة البشر في خضم حالة من الفوضى وعدم الاعتناء بهم بعد أن مزّقت الحرب قطاع غزة.

انتشال قطة من تحت الأنقاض أثر قصف جيش الكيان الصهيوني لقطاع غزة

وبينما يفر الناس من نيران قصف الطيران للنجاة بحياتهم، يتخلون عن عدد ليس بالقليل من الحيوانات المنزلية من جانب، ويتركون حيوانات الشوارع بلا طعام أو شراب، حتى أصبحت القطط والكلاب والحمير المنسية في معاناة كبيرة، وفي تلك الحرب الوحشية التي لا أفق لها لننرى نهايتها، نحن بحاجة ماسة لحصر عدد الحيوانات التي تم التخلي عنها.

 وتقوم منظمة (SAR) في غزة برعاية 400 كلبًا و130 قطة في ملجأ ودار للرعاية، وفي الوقت الحالي قُصفت المنطقة حول هذا الملجأ، وسُمَع دوي إطلاق نار وتصاعدت خيوط الدخان حول الملجأ، كما تم تهديد السكان في تلك المنطقة بالنزوح ما يجعلهم بالتأكيد سوف يتخلوا عن تلك الحيوانات، ما جعل فريقًا من المنظمة يهرع إلى المنطقة ويخلي المنطقة من الحيوانات .. وجرى إسعاف هذا العدد من الحيوانات بسبب إصابتهم بالصدمات النفسية جرّاء سماع أصوات القصف المتكرر، وبينما غزة تعاني شح الوقود والطعام والطاقة فإننا أمام حالة غير مسبوقة من الخطورة في مستقبل بقاء تلك الحيوانات على قيد الحياة من عدمه.

ولم تعش الحيوانات في غزة يومًا هنيئًا من قبل، حتى قبل الحرب كانت تلك الحيوانات تعيش في مأساة كبيرة حتى في حدائق الحيوانات الرسمية في غزة .. حيث قامت منظمات متهمة بحقوق الحيوانات في عام 2019 بإجلاء عدد 47 حيوانًا من بينها خمسة أسود وضبع والعديد من القرود والذئاب والثعالب والإيمو والنعام والسنجاب، من حديقة حيوان بجنوب رفح أطلقت عليها المنظمات “حديقة حيوان الأحزان” ، ذلك لأن تلك الحديقة عانت من الإهمال بسبب تصاعد أعمال العنف في المنطقة حولها، وتم إجلاء تلك الحيوانات ووضعهم في محميات برية أردنية، بينما تم وضع الأسود في محميات بجنوب إفريقيا ..وكانت مهمة المنظمات في إجلاء تلك الحيوانات بسبب قصف تلك المناطق.

بينما هذا الوضع في غزة، فإن منظمات صهيونية دأبت على إطعام أكثر من 900  من الحيوانات الأليفة التي يصعب إجلائها، وتم إجلاء الحيوانات الأخرى من الأماكن الخطيرة، وتتولّى فرق قليلة من جيش الكيان الصهيوني إجلاء تلك الحيوانات من الأماكن شديدة الخطورة، ويتم ترحيل تلك الحيوانات في ملاجئ في وسط إسرائيل حيث يعاني الكثير منها الحروق والصدمات النفسية والعصبية، وعدد الحيوانات من الجانب الإسرائيلي الذي رصدته البيانات البيطرية الرسمية هو 250 قطة وكلبو وغيرها من الحيوانات، والعدد معرض للزيادة طالما استمرت الحرب على نفس المنوال.

إقرأ أيضا

لماذا أعدمت معلمة أمريكية بناءً على طلب الفوهرر؟