حدّث عنها ابن عساكر والجوزي .. عن فخر النساء “شهدة البغدادية”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ساهم النساء كثيرًا في التراث المعرفي لدولة الإسلام على امتداد عصوره، ومن هؤلاء النسوة ” شهدة بنت أحمد الإبري الدينوري البغدادية” وتكنى بـ “أم محمد” ، ولقبت بـ”فخر النساء”.
ولدت ” شهدة بنت أحمد الإبري البغدادية” ، في بغداد عام 484 هـ، لكن أصولها من الدينور الكردستانية، ولم تكتفي” شهدة” بعلم الحديث لكنها كانت كاتبة وخطاطة.
تعليمها
تلقت ” شهدة البغدادية ” تعليمها على يد والدها، وكان هو الدافع الأقوى لها لحبها للحديث ثم خرجت من كنف أبيها إلى كنف معلميها الذين ساعدوها على الالتزام بالنهج الصحيح في رواية الحديث وشرحه، ومنهم حسب ما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أنها سمعت من : أبي الفوارس طراد الزينبي ، وابن طلحة النعالي ، وأبي الحسن بن أيوب ، وأبي الخطاب بن البطر ، وعبد الواحد بن علوان ، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي ، وثابت بن بندار ، ومنصور بن حيد ، وجعفر السراج ، وعدة .
كما تلقت دروس الحديث ودراسة الفروع الأخرى من المعرفة بتوجيه العلماء المشهورة مثل أبو عبد الله حسن بن أحمد النعماني وأبو بكر محمد بن أحمد كشاشي.
تلاميذها ومن سمع منها
قال ” الذهبي” حدث عنها : ابن عساكر ، والسمعاني ، وابن الجوزي ، وعبد الغني ، وعبد القادر الرهاوي ، وابن الأخضر ، والشيخ الموفق ، والشيخ العماد ، والشهاب بن راجح ، والبهاء عبد الرحمن ، والناصح ، والفخر الإربلي ، وتاج الدين عبد الله بن حمويه ، وأعز بن العليق ، وإبراهيم بن الخير ، وبهاء الدين بن الجميزي ، ومحمد بن المني ، وأبو القاسم بن قميرة ، وخلق كثير .
قال الشيخ الموفق : انتهى إليها إسناد بغداد ، وعمرت حتى ألحقت الصغار بالكبار ، وكانت تكتب خطا جيدا ، لكنه تغير لكبرها .
في فن الخط
حققت ” شهدة البغدادية ” الكمال في فن الخط، قاهرة خطاط الرئيسي وقتها أن نقدر لها. ومن هنا لقبت بلقب فخر النساء لكونها شملت على عدة صفات حميدة كفن الخط والإلمام بعلوم الحديث وحسن الخطابة.
قال ابن الجوزي قرأت عليها ، وكان لها خط حسن ، وتزوجت ببعض وكلاء الخليفة ، وخالطت الدور والعلماء ، ولها بر وخير ، وعمرت حتى قاربت المائة ، توفيت في رابع عشر المحرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، وحضرها خلق كثير وعامة العلماء .
وفاة زوجها وتعزيز نشاطها العلمي
تلقت” شهدة بنت أحمد الإبري البغدادية ” خبر وفاة زوجها بعد أربعين عامًا من زواجهما، وقد احتملت تلك الصدمة الكبيرة بشجاعة وصبر، وتشغل نفسها بالتعلم والتعليم، لذلك أمر الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله بمنح مزرعة كبيرة لها لتعزيز نشاطها العلمي.
توفيت في سنة 574 هجري عن عمر يناهز التسعين. وصلي عليها صلاة الجنازة في قصر في بغداد. ويقال أن آلاف الناس شاركوا في إجراءات الجنازة لها، بما في ذلك العلماء، والطلاب، وشخصيات الدولة.
اقرأ أيضًا : حلل بنت الشيخ أبي المكارم .. محدثة ينتهي إليها علو الإسناد
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال