حرب غزة .. من هو “بن جوريون” الاسم المطروح على موائد الحوار والمناقشات السياسية ؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تردد اسم ” بن جوريون” عبر وسائل الإعلام المختلفة على خلفية الانتهاكات الصارخة في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي المسلح عليها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان اسم الرجل مطروحًا بقوة عبر موائد الحوار والمناقشات، والتحليلات العسكرية والسياسية، فمن هو ” بن جوريون”؟.
يعتبر ” بن جوريون” من أوائل المتحمسين للحركة الصهيونية، إذ هاجر إلى أرض فلسطين عام 1906م، وفيها امتهن حياته السياسية و أسس حزب العمال الذي حكم إسرائيل مدة 30 عامًا بعد أن كان صحافي مغمور.
من أوروبا إلى فلسطين
نشأ ” بن جوريون” في بيت محب للصهيونية إذ كان والده زعيمًا محاميًا ورئيس حركة ” محبي الصهيونية” لذلك أحبها وتحمس لها حتى إنه خلال دراسته في الجامعة قد انضم إلى الحركة الماركسية الصهيونية، وخلال الثورة الروسية اُعتقل مرتين عام 1905م ، لذلك انتقل من بولندا التابعة للإمبراطورية الروسية وقتها إلى فلسطين، وأصبح من قادة الحركة مع إسحاق زائيفي.
عاش محب الصهيونية في فلسطين تحديدًا في مدينة يافا، وكان أحد عمال جمع الموالح هناك، وفي العام 1912 انتقل إلى إسطنبول مع ” إسحق زائيقي” لدراسة القانون، وفي عام 1918م انضم ” بن جوريون” انضم للكتيبة 38 من الفيلق اليهودي بعد وعد بلفور في نوفمبر من عام 1917، وعلى إثرها انتقل أو عاد إلى أرض فلسطين مرة أخرى.
رجل الهجرة الثانية
بعد عودة” بن جوريون” إلى فلسطين مرة ثانية قاد الصراع مع حركات الصهيونية في العالم لإقامة دولة إسرائيل حتى لو كان الثمن تقسيم الأرض والقتال، بالفعل أعلن عن قيام دولة إسرائيل وتكوين جيش إسرائيلي بعد هزيمة 1948م.
أسس” بن جوريون” اتحاد نقابات العمال العامة وكان سكرتيرها الأول ومن زعماء الاستيطان ، كما أسس حزب”عمال إسرائيل” الذي كان رئيسًا له، ومع تضامن الحركات العالمية المماثلة لهذا الحزب، أصبح الحزب الأكبر لدى دولة الاحتلال، وكان هدفه في الأصل تكوين عمالة صغيرة لاقتصاد كبير يصمد أمام معارك لصهيونية ضد العرب.
بعد أن أعلنت سلطات الانتداب البريطاني عام 1939م، عن سياسة الكتاب الأبيض، التي قيدت بموجبها هجرة اليهود من أوروبا الشرقية إلى أرض فلسطين وتجميد وضع اليهود في فلسطين ، أعلن ” بن جوريون” عن مقاومة البريطانيين عن طريق تهجير اليهود بهجرات غير شرعية إلى فلسطين وإقامة المستوطنات في الأماكن الذي حظرها القانون البريطاني، ووضع بريطانيا أمام الأمر الواقع.
استمر نشاط “بن جوريون” السياسي لإقامة دولة اليهود، فأقام حركة “التمرد العبري” إبان رئاسته حقيقية الدفاع في الوكالة اليهودية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفيها اتخذ إجراءات حاسمة كاقتناء أسلحة والاستعداد القانوني للقوات غير النظامية لعرب فلسطين والقوات العربية.
أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال
في 14 مايو 1948م قرأ ” بن جوريون ” وثيقة الاستقلال في المراسم التي أقيمت في تل أبيب لإعلان دولة إسرائيل، ومنذ ذلك الإعلان تولى ” بن جوريون ” عدة مناصب ومنها: تولى منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة، واستمر في هذه المناصب مدة 13 عامًا وهذا أكثر مدة جلس فيها رئيس وزراء إسرائيلي فيها.
اعتبر “بن جوريون” أن إقامة الجيش الإسرائيلي هو المشروع الأهم مع إقامة الدولة، وفي حكمه عمل على زيادة أعداد اليهود في إسرائيل فقد تضاعفت أعداد سكان الدولة، بفضل موجة الهجرة الكبيرة من 650,000 لتصل إلى 1.37 مليون مواطن.
رأى “بن جوريون” أهمية كبيرة لتشجيع الهجرة من أجل مضاعفة عدد سكان دولة إسرائيل. وقد طالب أيضًا بزيادة أعداد المواليد،و حدد جائزة الولادة التي تبلغ مئة ليرا للأمهات التي تلد عشرة أولاد أحياء، عبر بشكل رمزي أكثر منه مادي عن تقدير الدولة لهؤلاء الأمهات.
مؤسس الدولة
قام أول رئيس وزراء إسرائيلي باتخاذ عدة قرارات من شأنها تأسيس دلة قوية، تفرض نفسها على العالم تحت أي ظرف ومنها:
1ـ أنشأ المفاعلات النووية وعمل على تطويرها منذ اللحظة الأولى لدولة الاحتلال.
2ـ رسخ مبدأ سيادة الدولة الجديدة على أساس القومية، لذلك نقل مراكز السلطة في الدولة من هيئات حزبية وقطاعية (فئوية) إلى هيئات حكومية.
3ـ سعى إلى توحيد الشعب حول ثقافة مشتركة وفقًا لمفهوم “بلطة الانصهار”.
4ـ قرر تحويل الجيش الإسرائيلي إلى جيش الشعب الذي سيصبح مفتوحًا أمام الجميع وليس أمام وحدات خاصة.
5ـ قرار إلغاء خطة التيارات في المنظومة التعليمية وتوحيد منظومة التعليم العام تحت قانون تعليم قومي.
6ـ تأسيس حكوماته على مبدأ حكومة متكافئة لا منظمات.
هذه هي الأسس التي وضعها محب الصهيونية مغتصب الأرض لدولة إسرائيل لذلك فإن اسمه يتردد بصورة كبيرة كونه من المؤسسين الأوائل لدولة الاحتلال، ومن أهم واضعي قوانين إسرائيل التي تسير على نهجها حتى الآن.
اقرأ أيضًا: الذبابة الإلكترونية الأهم ..كيف أجادت إسرائيل رسم شخصية ” سام يوسف” عبر تويتر
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال