رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
600   مشاهدة  

الذبابة الإلكترونية الأهم .. كيف أجادت إسرائيل رسم شخصية “سام يوسف” عبر تويتر

سام يوسف
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انتشرت عدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لأهداف سياسية أو استخباراتية بحتة، بهدف تغيير اتجاه الرأي العام إلى فكر معين، سواء سياسي أو معتقدي، وتعرف هذه الحسابات باسم “اللجان الإلكترونية”، وبمصطلح آخر” الذباب الإلكتروني” .

وتهدف هذه الحسابات خلق حالة من الفوضى من خلال نشر الشائعات والأكاذيب وبث السموم،و ضرب القيم المجتمعية والثوابت المقدسة،  ومن بين هذه الحسابات التي تبث السم في العسل كما يقولون حساب عبر منصة إكس باسم” سام يوسف” .

خلال متابعة الأحداث الجارية في غزة، ينقل ” سام يوسف” الأخبار بين الجانبين وكأنه يقوم بدور الناقل للحقيقة المطلق، فأحيانًا تجده متعاطفًا مع غزة وأطفالها، وأحيانًا أخرى تراه متعاطفًا مع مواطنين دولة الاحتلال وكيف أن أعمال قصف حماس روعت الأمنين.

كما يحمل الحساب ازدواجية في نقل المعلومات،فتارة نراه يهاجم الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” جراء تصريحاته حول الغزو البري لغزة، ويؤكد مرارًا أنه موالي لدولة الاحتلال، في حين ينشر فيديوهات لملك السعودية ويضعه في خانة البطل القومي، والمسألة عكس ذلك تمامًا منذ بداية الصراع والتداعيات في غزة.

سام يوسف
تغريدات سام يوسف

كما نشر هذا الحساب عدد من أخبار المضللة منذ بداية حرب غزة، ولعل أهمها  نشره لفيديو ادعى فيه وصول آلاف من الجنود الجيش الإسرائيليين بالتزامن مع إعلان إسرائيل، قرب عملية الاجتياح البري لقطاع غزة، لكن حقيقة هذا الفيديو تعود إلى 28 يونيو 2022، إذ يظهر فيه إرسال أمريكا لإحدى فرقها العسكرية إلى رومانيَا لدعم حلفائها الأوربيين، وردع ما أسمته بالعدوان الروسي على أوكرانيا .

وحذرت عدد من الحسابات على موقع” إكس” من هذا الحساب المشوه الذي يدس السم في العسل من وقت لآخر، ونشر أخبار مزيفة أو مثيرة للجدل كما حدث في تغريدة “علاء مبارك”، و”إيدي كوهين”.

 

سام يوسف
تغريدة سام يوسف تعقيبًا على كوهين

الحساب ليس مشبوهًا في هذه اللحظات، بل هو أكثر من ذلك، إذ قامت منظمة” إيكاد” بالبحث وراء هذا الحساب منذ مارس الماضي، ووثقت ارتباطه بحسابات تنتمي لمنظمات صهيونية إسرائيلية.

وفق ما قامت به مؤسسة” إيكاد”  فإن هذا الحساب انتشر بشكل كثيف ومفاجئ، وتفاعل معه الآلاف، وحسب ما قال ” سام” فإنه  لا ينتمي لأي منظمة ووجوده عبر منصات التواصل الاجتماعي لنشر العلم،كما أنه يؤمن بنظريات المؤامرة.

قصة الرجل المثير من البداية

ظهر حساب “يوسف” بشكل مفاجئ قبل أشهر قليلة بعد أن كان شبه خالي منذ تأسيسه عام 2011، هذا الحساب لا يعلم عنه أحد منذ تلك اللحظة وحتى يناير وفبراير 2023، إذ ظهر بشكل كثيف وحصد خلال الشهرين 110 ألف متابعًا جديدًا بعد أن كان عدد متابعيه طوال السنوات التسعة 15.4 متابعًا، بالتالي هناك نمو غير طبيعي لهذا الحساب، ويدل على وجود لجان إلكترونية عملت على تصدير الرجل وضخ عدد من المتابعين  في وقت قصير لإضفاء المصداقية.

سام يوسف
تحليل إيكاد لعدد المتابعين

ووفق ما ذكرته “إيكاد” في تحليلاتها الخاصة بحساب ” سام يوسف”  أنه من خلال الشخصية التحضرية التي صدرها للجمهور العربي فإنه اتخذ شكل المعارض المصري المناضل ، فبات يدافع عن الإخوان المسلمين، و يهاجم النظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، كما هاجم الإمارات واتهمها بالفساد المالي، و استنكر دعمها المالي لإثيوبيا كما هاجم السعودية ووزير خارجيتها في منشورات عدة.

شهادات تبدو وهمية 

وعلى مدار أشهر حاول ” سام يوسف” رسم شخصية المعارض لنفسه جاذبًا بذلك عدد كبير من المغردين الذين يشاركونه الفكر نفسه، وإكمالًا للمرحلة التحضيرية وتحديدًا في بدايات 2022 نشر عدد من مقالات الأكاديمية، وبعد ذلك في إبريل 2022 أنشأ موقعه الخاص، ثم بعدها بيومين فقط نشر كتاب له عبر ” أمازون” .

وظهر ” سام” خلال فيديوهات قصيرة له  يزعم فيها أنه خلال ثلاث سنوات حصل على أربع شهادات دكتوراه و7 دبلومات وبكالوريوس وماجستير،  وبهذا يكون للدكتور أرشيف علمي منشور للعامة.

عقب تجهيز يوسف بدأت اللجان الإلكترونية بضخ المتابعين للحساب بشكل مكثف وزيادة التفاعل عليه من خلال رفع الإعجاب والريتويت وتفاعل حسابات مركزية معروفة مع الرجل ما أدى لظهور الحساب بشكل متكرر.

تناقض الديانة

يقول ” سام” أنه مسلم ويؤكد ذلك مرارًا وتكرارًا، بنشره لعدد من الأحاديث والآيات القرآنية بشكل مستمر مقدمًا نفسه على أنه رجل متدين، لكن الواقع يبدوا عكس ذلك فبحسب موقع المؤسسة المسيحية الأمريكية، فإن هذا الرجل مستشار مسيحي محترف يغرد حول العقيدة المسيحية ويدعوا إلى قراءة التوراة مستشهدًا بأجزاء منها.

سام يوسف
تأكيدًا على هويته الدينية

“سام” المسلم كما يقول شكك في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، واتهم الصحابة في عدد من التغريدات رصدتها” إيكاد” بالقتل والزنا والشذوذ الجنسي، كما شكك في هوية الكعبة وأكد أنها غير إسلامية، ويزعم إن قصة موسى في القرآن غير صحيحة ومحض خرافة.

الثقافة العربية ثقافة دموية ذكورية بدوية 

إقرأ أيضا
مدارس الإرساليات

سام يوسف لم يكتفي بالتشكيك في كل الثوابت والتاريخ الإسلامي لكنه استهدف عددا من رجال الدين واتهم بعضهم بغسيل الأموال والتطرف كما حاول مرار مهاجمة الثقافة العربية بوصفه إياها بأنها ثقافة ذكورية بدوية دموية تقوم على القتل والسبيل والاغتصاب والسرقة واصفا المجتمعات العربية بغير المتحضرة.

كل تناقضات “سام” كانت غريبة وغير مفسرة فكيف لرجل واحد وحساب واحد اختزال كل هذا التناقض، ومن خلال تحليل” رقمي دقيق لحسابه ” قامت به “إيكاد”  قالت إن هذا لحسب وليد لجنة إسرائيلية.

وأكدت ذلك من خلال  الآتي:

1ـ في  أوائل عام 2022 هنئ” سام”  الإسرائلية ” سايبر ليفي” بعيد مولدها، ولمن لا يعرفها فهي  المسؤولة عن حساب إسرائيل بالعربية، ومسؤولة بوزارة الخارجية الإسرائيلي، ومع تحليل الحسابين وجدت ” إيكاد” أنهم يشتركان في أكثر من 18.9 ألف متابع.

سام يوسف
تهنئة سايبر ليفي

2ـ أثناء التحليل الرقمي تبين وجود تشابه بين حساب “سام” و حساب الصحافي الإسرائيلي “إيدي كوهين” ويشترك الحسابين في  أكثر من ٣٠ ألف متابع ، كما أن الحسابين لا يتشابهان في المتابعين فحسب بل يتشابهان في توقيت الحديث عن قضايا معينة ومضمون التغريدات،ففي سبتمبر ٢٠٢٠ تحدث الحسابان عن أصل مصر الفرعوني وضرورة تأصيله بدلا من الأصل العربي كذلك هاجم بعدها بوقت واحد مشايخ الدين الإسلامي، كما كشف التحليل الرقمي  أن حسابي “سام” و”كوهين” تربطهما شبكة تفاعل واضحة في حين تربط حسابي كونين وإسرائيل بالعربية نسبة ترابك أقل .

سام يوسف
تطابق موضوعات سام وكوهين

ما سبق أكد لنا أن سام يوسف حلقة ضمن لجنة إسرائيلية تعمل على تشويه الوعي بين المغردين عير التشكيك بالتاريخ الإسلامي المقدسات ونشر مزاعم لتشويه صورة رجال الدين عن طريق هندسة شخصيات قريبة من المغردين الغرب وإضفاء المصداقية عليها.

اقرأ أيضًا: بعد نبؤته عن مصر التي يؤمن بها اليهود.. هل وجود النبي أشعياء حقيقية؟

الكاتب

  • سام يوسف مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان