“ما حدث في الحقيقة وعلاقة زيد بن سيحون” حسن الصباح وقتل ابنه بالحلقة 15 من الحشاشين

كان حادث حسن الصباح وقتل ابنه هو أبرز ما جرى في الحلقة 15 من مسلسل الحشاشين، حيث أظهرت الحلقة أن ابن الحسن بن الصباح قتل أحد دعاة الباطنية، فقام بن الصباح بقتله.

حسن الصباح وقتل ابنه .. ماذا حدث في التاريخ ؟

يعطي الجويني في تاريخه قصة دراماتيكية في حكاية حسن الصباح وقتل ابنه حسين، فزعيم الحشاشين كان له ولدين وبنتين، ولم يكتفي بقتل ولدٍ واحد من أولاده وإنما قتل الاثنين.

ذكر الجويني في تاريخه أنه في قلعة آلموت كان أحد الحشاشين ويدعى زيد بن حسيني يدعو لنفسه سرًا، وكان قد أوشك على وضع نهاية لأمر الحسن بن الصباح، وقد ظهرت بوادر دعوته لنفسه سرًا عندما قام أحمد الدنباوندي قائد قلعة قهستان بقتل داعي القلعة حسين القايني، فتم اتهام حسين الصباح بقتله، ليأمر الحسن الصباح بقتل نجله حسين ومعه أحمد الدنباوندي، وبعد سنة عرف بدور زيد بن حسني فقتله الحسن بن الصباح بابنه الذي قُتِل.[1]

ويحكي كاشاني في كتابه بخش فاطميان ونزاريان أن حسين قايني الذي قُتِل كان من أوائل دعاة الإسماعيلية وأرسله حسن صباح بعد توطيد السلطة في ألموت إلى مسقط رأسه في بلدة قهستان، ونجح في جعل قلعة جبل قاين بمثابة المركز الثاني للحشاشين بعد آلموت وساهمت كثيرًا في قوتهم.[2]

لم تظهر شخصية زيد بن حسيني في مسلسل الحشاشين، وربما الاحتمالية أن شخصية زيد بن سيحون التي هي من خيال المؤلف[3]، ترمز له خصوصًا مع بدء تفاقم الحزازيات والحساسية بينه وبين حسن بن الصباح مثلما ظهر في الحلقتين 14 و15 من الحشاشين.

حسن الصباح كان له ولد آخر اسمه محمد وقد قتله أبوه لتعاطيه الخمر ويعطي الجويني شكلاً من أشكال التأثير النفسي على حسن الصباح بسبب فعله، فيبدو أنه لم يتأثر نهائيًا وإنما كان يشير إلى أنه إزاء قتل ولديه الاثنين لن يتصور أحد بعد وفاته أنه كان يقوم بالدعوة من أجلهما وأن ذلك كان هدفه؛ بالتالي كان حسن الصباح قاتلاً لولديه عن قناعة؛ وبعد قتل ابنه بسنوات حوصرت قلعة آلموت زمن السلطان محمد بن ملكشاه، فقام حسن الصباح بإرسال زوجته وبنتيه إلى كردكوه[4]، وتلك قصة أخرى نحكيها في حينها إذا تطرق المسلسل لها في الحلقات القادمة.

إقرأ أيضا

تاريخ مطاريد الجبل في مصر مع الدولة “قصة صناعة الأزمة ومواجهتها”

[1]  الجويني، تاريخ فاتح العالم، ترجمة: محمد السعيد جمال الدين، تحقيق: محمد بن عبدالوهاب القزويني، ج3، ط/1، المركز القومي للترجمة، القاهرة ـ مصر، 2015م، ص188.
[2]  شیرین شادفر, حسین قائنی، استنادًا على:- عبدالله کاشانی، زبدة التواریخ (بخش فاطمیان ونزاریان)، به کوشش محمدتقی دانش‌پژوه، تهران، ۱۳۶۶ ش، ص۱۵۹.
[3]  ذكي مكاوي، أحمد عيد: زيد بن سيحون في الحشاشين من وحي خيال المؤلف والدور مخاطرة، جريدة اليوم السابع، ع4680، يوم 23 مارس 2024م، ص5.
[4]  الجويني، تاريخ فاتح العالم، ص189.