آخر قتلى الحرب العالمية الأولى .. قصص موت الثواني الأخيرة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نهاية الحرب هي إعلان العودة للحياة، لكن آخر قتلى الحرب العالمية الأولى كانوا أكثر حظًا من أغلب الناجين منها، فالأحياء إما في غياهب العمى بسبب الغازات السامة، أو بين جدران المصحات النفسية، وأغلبهم قضى باقي عمره في العاهة.
اقرأ أيضًا
حماية الدولة العثمانية على يد أوروبا .. قصة قرون التراجع
توقفت كتابة أسماء آخر قتلى الحرب العالمية الأولى في تمام الساعة 11 من صباح يوم 11 نوفمبر سنة 1918 م ليكون الرقم الإجمالي لمن قُتِل في 4 سنوات هو 37 مليون إنسان، غير نهاية آخر اثنين من القتلى تصدرت قائمة قصص الحزن، إذ ماتا كلهم قبل الساعة 11 صباحا بثواني.
جورج لورانس برايس .. قُتِل قبل نهاية الحرب بـ 3 ثواني
أول من تصدر قائمة آخر قتلى الحرب العالمية الأولى هو الكندي جورج لورنس برايس الذي ولد عام 1892 م، في مدينة فالماوث الأمريكية ثم رحل إلى كندا وخدم في جيش الإمبراطورية البريطانية يوم 15 أكتوبر 1917 م ضمن الكتيبة 28 شمال غرب في قوة المشاة الكندية.
اقرأ أيضًا
حيوانات شكلت التاريخ بجانب البشر
كانت مدينة فرامريس البلجيكية هي آخر ما رأته عيون جورج لورنس برايس، فقد وصل إليها ضمن كتيبته في الرابعة فجرًا ليحارب الألمان وفي تمام التاسعة صباحًا وصلته رسالة أفرحته حيث قيل له «الساعة 11 ص يوم 11 من شهر 11 ستتوقف العمليات القتالية».
كانت مهمة جورج لورنس برايس أن يبقى على قيد الحياة ويقوم بتأمين مواقعه من هجمات الفدائيين الألمان القابعين في قرية هفري، فقرر جورج برايس وصديقه القيام بدورية مكونة من خمسة رجال عبر الجسر لتفتيش المنازل.
عند الوصول إلى المنازل والتحقق منها واحدًا تلو الآخر اكتشف جورج لورنس برايس أن الجنود الألمان يركبون أسلحة رشاشة على طول جدار من الطوب، ففتح الألمان النار على الدورية بنيران المدافع الرشاشة الثقيلة لكن الكنديين كانوا محميين بجدران من الطوب في أحد المنازل، وبدأ الألمان في التراجع فلاحقهم جورج لورنس برايس.
حذرت عائلة بلجيكية في أحد المنازل جنود الكنديين من توخي الحذر لأنهم اتبعوا الألمان المنسحبين، وتقدم الجنود الخمسة الكنديين إلى ممر في قرية هفري ثم دخلوا منزلاً للاحتماء من القناصة الألمان، وأصيب جورج برايس برصاصة قاتلة في صدره في تمام الساعة 10 و57 ثانية من بندقية قناص ألماني حين كان يخرج من المنزل إلى الشارع.
هنري غانثر .. مات بسبب غروره قبل نهاية الحرب بدقيقة
قبل نهاية الحرب بـ 60 ثانية كان هنري غانثر هو آخر قتلى الحرب العالمية الأولى من أمريكيا وصاحب المركز الثاني في وفيات اللحظات الأخيرة بعد جورج لورنس برايس، لكن الأخير مات أثناء مهمته لكن غانثر الأمريكي قُتِل وهو يريد الموت.
ولد هنري نيكولاس جون غانثر يوم 6 يونيو 1895 عائلة ألمانية أمريكية في شرق بالتيمور بولاية ماريلند الأمريكية، وفي سبتمبر من العام 1917 م تم تجنيده في فوج المشاة 313 ، ضمن اللواء 157 الأكبر في فرقة المشاة 79 الأمريكية وتم منحه رتبة رقيب الإمداد حيث كان مسؤولاً عن الملابس في وحدته العسكرية.
وصل هنري غانثر إلى فرنسا في يوليو 1918 كجزء من قوات المشاة الأمريكية القادمة، وهناك كتب رسالة إلى عائلته انتقد فيها الظروف البائسة التي بها الجنود، لكن القيادة حين وصلها الخطاب تم معاقبته بتخفيض رتبته العسكرية من رقيب إلى جندي عادي مما جرح كبرياءه.
في 11 نوفمبر سنة 1918 كانت وحدة هنري غانثر وصلت إلى حاجز طريق من مدفعين رشاشين ألمانيين في قرية تشومونت ديفانت بالقرب من موس في لورين الفرنسية، ووجه الرقيب إرنست باول أوامره بالاستعداد لحفل استقبال لحظة الحرب بعد دقيقة.
اقرأ أيضًا
عبدالحميد الثاني والأرمن .. قصة الدم بعيدًا عن الهبد والهوى
يؤكد الصحفي جيمس إم كاين المراسل الحربي لصحيفة ذا صن اليومية أن هنري غانثر أراد استرداد رتبه في اللحظات الأخيرة بشيء بطولي فجازف بحياته حين واصل الذهاب وأطلق طلقة أو اثنتين على الجنود الألمان الذي حذروه بطلقات تحذيرية حتى ضربوه في المليان وقُتِل قبل نهاية الحرب بـ 60 ثانية ودُفِن في فرنسا سنة 1918 وأعيد رفاته إلى أمريكا سنة 1923 ومنحه الرتبة التي أحزنته.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال