همتك نعدل الكفة
419   مشاهدة  

حفل ذكريات هاني شنودة .. جلاكتيكوس هيئة الترفيه

هاني شنودة
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في ليلة مصرية خالصة احتفلت هيئة الترفيه السعودية الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل أطلق عليه ذكريات هاني شنودة جمع فيه نجومًا مصريين يستحيل أن تراهم على خشبة مسرح في ليلة واحدة داخل مصر.

لن أخوض في مزايدات عن سحب الريادة الفنية من مصر فالأمر انتهى منذ زمن لكن وبما أن الاحتفالية مصرية خالصة على أرض غير مصرية لكنها تركت في القلب مرارة أفضت إلى اسئلة كثيرة يجب أن نبحث لها عن إجابات.

تبدأ المرارة من عندنا هنا في مصر ففي أواخر شهر فبراير الماضي منع حفل للموسيقار هاني شنودة في إحدى الكنائس بحجة أن المحتوى الموسيقي الذي يقدمه لا يتناسب مع أعراف المسرح الكنسي، هذا الحفل ومنذ أعلن عنه ولاقى ردودًا غاضبة بحجة أن هاني شنودة المزيكاتي سوف يدنس مسرح الكنيسة، هذا كان أول القصيد.

كعادة هيئة الترفيه لا تفوت أمر المزايدة علينا وقررت أن تكرم هاني شنودة في حفل ضخم جمعت فيه أهم من تعاون معهم “منير – عدوية – عمرو دياب” مع حشد أكبر قدر من الفنانين والإعلاميين والنقاد في حفل واحد في وقت الذي فشلنا فيه في تنظيم حفل تكريم صغير يليق بقيمة هاني شنودة.

لن اعدد مناقب وإسهامات شنودة في الموسيقى المصرية فقد كتبت الكثير عنه وعن تجربته مع منير وفرقة المصريين ووصفته بقائد ثورة الأغنية المصرية الحديثة، لكن ما يجعل في القلب مرارة هي فكرة أننا لن نستطيع أن نفعل ربع ما فعلته هيئة الترفيه معه، رغم أننا صرفنا مبالغ طائلة على دار أوبرا جديدة دون أن نفكر في كيفية استغلالها بالشكل الأمثل في تكريم نجومنا الكثيرين جدًا. 

الأمر لم يتعدى مجرد حفل تكريم فـ هاني شنودة نفسه أتته معلومة عن ترشيحه لجائزة الدولة وحتى الآن لا يعرف إن كان سيحصل عليها أم لا، مع العلم أنه أدى دوره على أكمل وجه كمؤلف موسيقي حرك المياه الراكدة في الموسيقى المصرية، ولازال يعطي للدولة دون مقابل حيث يقوم بالعديد من الحفلات مع فرقته داخل دور الأيتام ورعاية المسنين دون أن يحصل على جنيه واحد من الدولة، وفي نفس الوقت الدولة متخبطة لا تعرف إن كان ستمنحه جائزتها أم لا، وبالطبع لن أتحدث عن ماكينة الميديا التي لا تظهر إلا عندما تحتاج إلى ضخ أدرينالين النوستالجيا في عروق الجمهور لتتاجر بهاني شنودة وغيره من نجوم حقبة السبعينات والثمانينات في مشهد عبثي متكرر حد الملل والقرف.

من ضمن التساؤلات الملحة جدًا هل لو تم تكريم هاني شنودة داخل مصر هل كان سيوافق كل هذا الجمع الغفير على الحضور دون أن يتقاضى ربع ما حصل عليه من هيئة الترفيه التي تنفق ببذخ مبالغ فيه، وبفرض تمت الموافقة هل سيتم تسهيل لهم الأمور اللوجستية والفنية دون أن تقف البيروقراطية المصرية العتيقة أمام تنظيم حفل يجمع هذا الكم الهائل من النجوم، أم أن الدولة لن تتحمل عواقب حفل ضخم مثل هذا من شأنه استفزاز الشعب الذي يعيش ظروف معيشية صعبة وهناك أمور أولى من ذلك.

لو حاولت الإجابة على هذا السؤال تحديدًا سوف أذكر أن وزارة الثقافة قررت تكريم الشاعر عبد الرحيم منصور في معرضًا للكتاب كان من المقرر أن يقام في مسقط رأسه في قنا وطلبت من الصديقة الصحفية مي منصور ابنة أخ الشاعر الكبير اعداد فيلمًا وثائقيًا عنه دون ان تحدد لها ميزانية من الأساس متعللة بأن الوزارة تتبع سياسة ترشيد الإنفاق، وألقت بالأمر كله في ملعبها دون أي مساعدة لا مادية ولا حتى في المحتوى، وفي النهاية المعرض الغي من الاساس لكن ما توقفني في هذه المسألة التي شاركت فيها شخصيًا بجزء بسيط أن أحد المطربين الكبار الذين شاركوا في الحفل رفض أن يعطينا كلمة لا تتعدى خمس دقائق للحديث عن عبد الرحيم منصور الذي يعتبر الأب الروحي له! انتهت المسألة. 

أما على المستوى الفني للحفل فقد خرج بصورة صادمة جدًا رغم كم النجوم الذين ظهروا على المسرح، استسهال وضعف في الأداء من منير ، مع اختيارات غريبة مثل فرقة كايروكي التي غنت أيقونة أغاني شنودة “الشوارع حواديت” وظهور ضعيف جدًا من منى عزيز الذي فقدت اللياقة اللازمة للغناء، مع الإصرار على وجود أحمد عدوية الذي كان يجب تكريمه دون أن يضطر إلى الغناء وهو على كرسي متحرك ينطق الكلمات بالعافية، وأنغام التي تحولت من مطربة كبيرة إلي شاويش مسرح! وبالطبع نجم الحفل الأهم عمرو دياب الذي ما أن يفتح فمه ويبدأ في الاستظراف يفقد ثلاث أرباع كاريزمته الفنية،ثم يغير في كلمات أغنيته الشهيرة حتى يحمي مصالحه مع شركة المياة الغازية التي يروج لها حاليًا، ثم يقف ليغني أغنية كتبها رئيس هيئة الترفيه الذي جلس منتفخًا وكأنه يخرج لسانه للجميع ويقول هذا أكبر نجم في الوطن العربي وأنا قادر على تحريكه كيفما أشاء. 

YouTube player

حفل ذكريات هاني شنودة أشبه بما فعله رئيس ريال مدريد عندما قرر أن يجمع أكبر من قدر من نجوم الكرة في فريق واحد أطلق عليه الجالاكتيكوس وفي النهاية لم يحصد النتائج المنتظرة منه، وأن كانت هيئة الترفية تملك المال والمسارح والقدرة على جمع هؤلاء النجوم إلا أنها لا تملك الأفكار التي تجعلها تصنع نهضة فنية كبرى في ظل أن أغلب الفنانين أن لم يكن كلهم يتعاملوا مع هيئة الترفيه بمنطق “السبوبة” فلا يعيروا الامر اهتمامًا فنيًا من أي نوع مثلما حدث في المسرحيات التي عرضها نجوم الكوميديا هناك ولم يسمع بها أحد أو حفل تريو نايت الرياض والذي خرج بصورة فنية بائسة رغم كم النجوم المشاركين فيه.

إقرأ أيضا
دار الفطرة

وفي النهاية يبقى سؤال أخير ماذا ستفعل الدولة في مئوية خالد الذكر سيد درويش التي توافق هذا العام، هل ستترك السعودية تنظم حفلًا تكريميًا لأول مجدد في تاريخ الموسيقى العربية كلها أم تتبع سياسة ترشيد الإنفاق لأجل الاجتماعات واللجان التي ينبثق منها لجان ثم يخرج أحد المسئولين ليحدثنا عن ريادة وأصالة الفن المصري.

سلسلة الفرق الغنائية هاني شنودة وفرقة المصريين  

الكاتب

  • هاني شنودة محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان