2٬352 مشاهدة
حكايات خالتي بمبة| أحمد راتب.. مناخيره اتكسرت وعينه اتأثرت عشان الفن
خالتي بمبة حواديتها وكواليسها في عالم الفن ما بتخلصش، والنهاردة الحكاية عن واحد من أهم الفنانين مش بس في الكوميديا، ولا عشان كان شريك أساسي في كتير من أفلام “الزعيم” عادل إمام، لكن أهميته جاية من إخلاصه لمهنته للدرجة اللي ممكن تأثر على صحته عشان يتقن الدور.
حكايتنا النهاردة يا حبايب الميزان هتوضحلكم قد إيه أهل الفن بيتعبوا -بتكلم عن المخلصين- وهحكيلكم “السحت” أو “قصب” أو “بيبرس” اللي انتم عارفينه باسم الفنان أحمد راتب ، الله يرحمه.
زي الأيام دي من سنة مات راتب، بعد سنين كتير ورحلة كان عنيد أوي فيها، وصمم أنه يوصل وميسمحش لحاجة تكعبله.
الحدوتة أولها رفض أهله للتمثيل أصل على أيامنا مكنش سهل نسمح لعيالنا إنهم يبقوا مشخصاتية، أمال مين هيبقى دكتور ولا باشمهندس ولا ظابط.
أخوه كان ضابط في الجيش، وحلم العيلة إنه يطلع حاجة كبيرة كدا، وعشان ميزعلش أبوه دخل كلية الهندسة، بس في السر قدم ورقه في معهد الفنون المسرحية.
المهم مشي راتب في الدراسة بالكلية والمعهد مع بعض! بس في الوقت اللي خد فيه شهادة الهندسة عشان يرضي باباه قاله أنا مش هشتغل غير ممثل ودي كانت أول مرة بيقولهم فيها إنه درس التمثيل.
بيقولوا إن الفنون جنون، وده كان عين الجنون وقتها إزاي يقرر ميشتغلش باشمهندس ويفضل إنه يستني حد يخبط على بابه عشان يديله دور في مسرحية ولا مسلسل ولا فيلم.
زي ما قلتلكم أحمد كان مصمم وحبه للتمثيل اللي مالوش حدود، خلاه يروح كل يوم من غير ما يمل لماسبيرو اللي على النيل ده، من الساعة 9 الصبح.
ماتفتكروش إنه كان موظف هناك ولا كان بيبقى عنده أي دور، خالص ده كان بيفضل قاعد مستني يمكن حد من المخرجين يحتاجه في دور ولا حاجة.
الموضوع استمر فترة طويلة بس كان مقتنع إن اللي يصبر أكيد هينول، وحتما ولابد هيلاقي نتيجة التزامه ده خير.
فعلًا ده اللي حصل مين، وجملة ورا التانية ودور ورا التاني بقى أحمد راتب، ومين فيكم دلوقتي ميعرفش أحمد راتب، ومش بيفتكرله شخصية واتنين وتلاتة قدمها على خشبة المسرح ولا التليفزيون ولا السينما.
في قعدة سمر مع بنته الحلوة لمياء حكت لي إن باباها اتعرض لإصابة بسبب مشهد في فيلم “بخيت وعديلة”، بسبب بوكس خده من الفنان مصطفى متولي.
البوكس ده كسر مناخيره، وراح المستشفى، وساعتها كان خايف جدًا شكله يتغير ويفقد جزء من صلته بالجمهور.
على فكرة المشهد ده هو اللي إنتم بتشوفوه فعلًا في الفيلم لما بيتعرض على التليفزيون.
المهم عادل إمام وقتها مسابش صاحبه وراح معاه المستشفى وطلب انهم يجيبوا أشهر دكتور تجميل عشان ميحصلش أي تشوهات لمناخير راتب، ويرجعوها للشكل اللي كانت عليه الأول.
صحيح مناخيره رجعت زي الأول بس لمياء قالتلي إن باباها متخلصش من أثر الإصابة لحد أخر يوم في عمره، حصلتله مشكلة في جيوبه الأنفية، فكان أول ما يشم ريحة شديدة عينه تحمر وتدمع ويعطس وبعدها يجيله صداع.
أحمد راتب كمان يا حبة عيني اتأثر بدوره في مسلسل “خيال الظل”، أيوة برافو عليكم اللي كان بيعمل فيه دور شخص كفيف، راتب اتحدى نفسه وصمم الدور ما يتعملش بطريقة تقليدية، عايز يعمله زي ما يكون حقيقي، والطريقة التي كان بيحرك بيها عينه تعبته، لأنه كمان معرفش يتخلص من الحركة دي لفترة حتى أثناء وجوده في البيت.
رغم التعب ده كان بيتمنى يقدم دور الكفيف مرة تانية، من خلال شخصية حقيقية كان بيعشقه وبيعشق يغني أغانيها ومش بيبطل يدندنها، وكل حد يسمعه يقوله أنت بتغني زيه، قصدهم الشيخ سيد مكاوي، بس للأسف حلمه ده متحققش.
أحمد راتب مناخيره اتكسرت وعينه اتأثرت واتضر بسبب مهنته بس حبه للتمثيل فضل زي ما هو ويمكن أكتر (يا عيني علينا يا أهل الفن).
بمبة بتحكي عن شنب المعلم رضا “سيد المعلمين”
الكاتب
ما هو انطباعك؟
