رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬023   مشاهدة  

حكاية فيلم الرعب الذي عاشته ناتاشا كامبوش لمدة ثمانية أعوام

فيلم الرعب
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في اليوم الأول الذي سمح لها بالذهاب إلى المدرسة وحدها، كانت ناتاشا كامبوش البالغة من العمر عشر سنوات تحلم برمي نفسها أمام سيارة. فطلاق والديها كان له أثره السيء عليها. لم تفكر حينها أن الحياة يمكن أن تزداد سوءًا حتى توقف رجل في شاحنة بيضاء بجانبها. تم اختطاف ناتاشا في تلك اللحظة. لتعيش الـ 3000 يوم التاليين في فيلم رعب كأسيرة في بيت رجل يدعى ولفجانج برينكلوبيل، تفعل ما تحتاجه لاسترضاء جنونه والبقاء على قيد الحياة.

وفي نهاية المطاف اكتسبت كامبوش ثقة أسيرها إلى حد أنه كانت تصحبه خارج المنزل حتى أنه في مرة أخذها للتزلج. لكنها لم تتوقف عن البحث عن فرصتها للهروب. عندما كانت في سن الـ18، حصلت على تلك الفرصة. هذه قصتها المروعة.

اختطاف ناتاشا كامبوش:

ولدت ناتاشا ماريا كامبوش في 17 فبراير 1988 في فيينا بالنمسا ونشأت في مشاريع الإسكان العام على ضواحي المدينة. كان حيها مليء بمدمني الكحول.  مثل والديها المطلقين. كانت ناتاشا تحلم بالهروب. تحلم بأن يكون لديها وظيفة وتبدأ حياتها الخاصة بعيدًا عن ذك المكان. والذهاب إلى المدرسة بمفردها في 2 مارس 1998 كان من المفترض أن يكون الخطوة الأولى في حلمها. لكن بدلًا من ذلك، كان بداية فيلم رعب.

في مكان ما على طول طريقها الذي يستغرق خمس دقائق من المنزل إلى المدرسة، تم اختطاف ناتاشا من الشارع من قبل فني اتصالات يدعى ولفجانج برينكلوبيل.

فيلم الرعب
ملصق يطلب معلومات عن اختفاء ناتاشا كامبوش.

على الفورنشطت غريزة ناتاشا للبقاء على قيد الحياة. لذلك بدأت تسأل مختطفها أسئلة مثل “ما مقاس الحذاء الذي يرتديه؟”. كانت الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات قد شاهدت على التلفاز أنه كان من المفترض أن”تحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مجرم لتساعد الشرطة في الإمساك به. لكن لم تحصل ناتاشا على فرصة مساعدة الشرطة غير بعد ثمان سنوات طويلة.

جلب ولفجانج ناتاشا إلى مدينة هادئة تدعى ستراسوف، تقع على بعد حوالي 25 كم شمال فيينا. لم يختطف ولفجانج الفتاة مندفعًا بل أنه قد خطط بعناية لهذه المناسبة. فقد أنشأ غرفة صغيرة بدون نوافذ وكاتمة للصوت تحت الجراج الخاص بمنزله. الغرفة السرية كانت محصنة لدرجة أن دخولها استغرق ساعة.

فيلم الرعب
البيت الذي أسرت فيه ناتاشا كامبوش.

وفي الوقت نفسه، كان البحث عن ناتاشا كامبوش قد بدأ. وكان ولفجانج مشتبه به في وقت مبكر – لأن شاهد عيان رأى قد شاهد الجريمة إلا أن الشرطة استبعدته. حيث لم يظنوا أن الرجل “معتدل الخلق” البالغ من العمر 35 عامًا يبدو وكأنه وحش.

كيف ضاعت فترة المراهقة على ناتاشا كامبوش

ناتاشا كامبوش تتذكر كيف أجبرت نفسها على التراجع النفسي للبقاء على قيد الحياة. حيث أنه في أول ليلة لها في الأسر، طلبت من ولفجانج أن يضعها في السرير ويقبلها ويتمنى لها ليلة سعيدة. وقالت أنها فعلت ذلك للحصول “أي شيء للحفاظ على وهم الحياة الطبيعية”. كان خاطفها يقرأ لها قصص ما قبل النوم ويحضر لها الهدايا والوجبات الخفيفة. في نهاية المطاف ، هذه “الهدايا” كانت مجرد أشياء مثل غسول الفم ولكن كامبوش كانت لا تزال تشعر بالامتنان. وقالت “كنت سعيدة للحصول على أي هدية”. وقالت إنها كانت تعرف أن ما كان يحدث لها كان غريبًا وخطأً لكنها كانت أيضًا قادرة على تبرير ذلك في عقلها.

قالت ناتاشا “عندما كان يحممني  كنت أتخيل نفسي في منتجع. عندما كان يعطيني شيئًا لأكله كنت أتخيله كرجل محترم يفعل كل هذا لكي يكون نبيلًا. كان ذلك أفضل من أن أفكر أنه كان من المهين جدا أن أكون في الوضع الذي كنت فيه”.

ليس كل ما كان يفعله ولفجانج بريئًا كما فضلت أن تتصوره ناتاشا. حيث كان يدعى أنه إله مصري وطلب من ناتاشا أن تدعوه “مايسترو” وسيدي. وعندما كبرت ناتاشا وبدأت تتمرد، قام بضربها – ما يصل إلى 200 مرة في الأسبوع. قالت أنه حرمها من الأكل وأجبرها على تنظيف المنزل نصف عارية وأبقاها معزولة في الظلام.

فيلم الرعب
اعتدى ولفجانج برينكلوبيل بانتظام على ناتاشا شفويًا وجسديًا وجنسيًا.

“رأيت أنه ليس لدي أي حقوق،” تقول ناتاشا. “كما أنه بدأ يراني كشخص يمكنه القيام بالكثير من الأعمال اليدوية الشاقة”.

وقد حاولت ناتاشا، في ظل اضطهاد أسيرها – لذي وصفته ناتاشا بأنه يملك “جزأين لشخصيته” أحدهما مظلم ووحشي- أن تنتحر عدة مرات. رفضت ناتاشا إلى حد كبير الحديث عن العنصر الجنسي من سوء معاملتها. لكن ذلك لم يمنع الصحف من التكهن على نطاق واسع حول ما حدث لها. لكنها أخبرت الجارديان أن اعتدائه الجنسي عليها كان “بسيط”.

كيف هربت ناتاشا كامبوش أخيرًا

كلما امتدت السنوات كل ما قل حرص ولفجانج أكثر وأكثر وشعر راحة مع ناتشا. حيث كان يحب أنها تستمع له. وعلى الرغم من أنه أجبر ناتاشا على تغيير لون شعرها وتنظيف منزله، إلا أنه شارك معها أيضًا أفكاره بشأن نظريات المؤامرة ــ وحتى ذات مرة أخذها للتزلج.

ناتاشا، في هذه الأثناء، لم تتوقف عن البحث عن فرصة للهروب من فيلم الرعب الذي كانت تعيشه. كانت لديها بعض الفرص خلال عشرات المرات التي أخرجها فيها إلى العلن — لكنها كانت دائما خائفة جدًا من أن تهرب. لكن مع اقتراب عيد ميلادها الثامن عشر، عرفت أن شيئًا ما بداخلها بدأ أن يتغير.

إقرأ أيضا
آمال فهمي وسناء منصور
فيلم الرعب
الغرفة التي حبست فيها ناتاشا لمدة ثمانية أعوام.

في 23 أغسطس 2006 ، كانت ناتشا تنظف سيارة ولفجانج عندما غادر ليرد على مكالمة هاتفية. فجأة، رأت ناتاشا فرصتها. “في السابق كان يراقبني طوال الوقت. لكن بسبب المكنسة الكهربائية التي كانت في يدي كان عليه أن يمشي بعيدًا ليسمع المتصل”. ذهبت ناتاشا إلى البوابة لتجدها مفتوحة. قالت ناتاشا “بالكاد استطعت التنفس. شعرت بالترسخ كما لو أن ذراعي وساقي مشلولين”. وبدأت بالركض لتنهي فيلم الرعب الذي عاشته لمدة ثمانية سنوات.

بعد أن هربت أسيرته، استلقى ولفجانج على الفور أمام قطار وقتل نفسه. لكن ليس قبل أن يعترف بكل شيء لصديقه المفضل حيث قال “أنا مختطف ومغتصب”.

منذ هروبها، حولت ناتاشا كامبوش معاناتها إلى ثلاثة كتب ناجحة. وصف كتاب الأول فترة أسرها والثاني تعافيها من أثار تلك التجربة. وناقش كتابها الثالث التنمر على الإنترنت، الذي أصبحت ناتاشا هدفًا له في السنوات الأخيرة.

لكن ناتاشا ترفض أن تكون ضحية. في حدث غريب ورثت منزل خاطفها الذي حبست فيه لثمانية أعوام والسبب هو أنها لا تريد أن يصبح المنزل متنزه كحال الكثير من مسارح الجرائم الشهيرة.

الكاتب

  • فيلم الرعب ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
3
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان