رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬661   مشاهدة  

حكاية مروحة اليد التي أوقعت العشاق وكانت السبب في احتلال الجزائر

مروحة اليد


مروحة يد صغيرة أنيقة الشكل الهدف منها تخفيف الحرارة ولكن خلف هذه العيدان المصنوعة من الخشب أو العاج حملت مروحة اليد تاريخ طويل من الأحداث، ومزيج بين الحب والفن والحرب أيضًا،  على الرغم من أن هناك الكثير من الصور التي تحاكي حياة المجتمعات الصينية قديمًا ظهرت بها النساء وهن ممسكات بمراوح اليد، إلا أن هناك عدد من النظريات ترجح تأصيل اختراع مروحة اليد على اليابانيون، وتثبت أنها ليست اختراع صيني في الأساس، إلا أنه أول ظهور لها كان في الصينيين وبالتحديد في عهد الإمبراطور هسين يوان عام  2697 قبل الميلاد، وأن أول ظهور لهذا النوع من المراوح كان عن طريق الصدفة.

مروحة اليد

أصل مروحة اليد وتاريخها

و يحكى أن ابنة الإمبراطور هسين يوان خلال وجودها في أحد الحفلات التنكرية التي كان يخفين فيها النساء وجههن، شعرت بالحر الشديد، مما دفعها لخلع القناع التي كانت تغطي به وجهها، وبدأت في تحريكه في اتجاه وجهها بسرعة حتى لا يعرف الرجال شكلها ومن هنا بدأت القصة، حيث أن النساء الموجودات في هذه الحفل قاموا بسلك نفس مسلك ابنة الإمبراطور ظنًا منهن أن هذه عادة جديدة عليهن أتباعها، ومن بعد ذلك أصبحت تهوية الفتيات بأقنعتهن في الحفلات التنكرية شكل من أشكال التعبير عن الأنوثة والدلال.

واستخدم الصينيون قديماً البامبو المجدول لصنع المراوح اليدوية، وكانت المراوح اليدوية تعتبر بمثابة تعريف لأصحابها، فقد كانت تختلف من شخص لآخر بحسب المكانة الاجتماعية، وأيضاً بحسب جنس من يمتلكها ذكر كان أم أنثى.   ومع مرور الوقت وتتطور شكل المراوح اليدوية من الشكل البدائي لها الذي كان يصنع من البامبو وأصبحت تحاك من القماش والورق، كما أصبحت جزء من زي عائلات البلاط الملكي في اليابان والصين، وكانت تكتب عليها رسائل بخط اليد كوسيلة للتعبير عن الحب بين العشاق، وأيضًا استخدمت كهدية يهديها الأشخاص لبعضهم البعض في المناسبات.   ولكن أول ظهور لـ مروحة اليد القابلة للطي، كان في اليابان وبالتحديد في القرن الثامن عشر، وكانت تصنع من الخشب والخيوط لطيها، وكان يختلف عدد الرقائق أو العيدان الخشبية الخاصة بكل مروحة بحسب المكانة الاجتماعية لحاملها.

مروحة اليد

واحتلت أيضًا مراوح اليد المطوية مكانة هامة في الحضارات الأوروبية أيضًا، وعلى الرغم من أن أول ظهور لها في أوروبا كان في القرن الثامن عشر، إلا أن انتشارها الحقيقي تزامن مع مشاركة الحملات الصليبية في الشرق الأوسط ما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر، ولكن اقتصر استخدامها في ذلك الوقت على أبناء الطبقة الارستقراطية فقط.

ومع بداية القرن الخامس عشر، استورد التجار البرتغاليين المراوح المطوية من الصين واليابان ولاقت رواج كبير جدًا بين الشعوب الأوروبية، وأصبحت جزء لا يتجزأ من ثقافتهم حتى الآن، كما تم الاستعانة بها كجزء من هوية بعض الشعوب الأوروبية في الفلكلور الخاص بهم، وخير دليل على ذلك استخدامها حتى اليوم في عروض الأوبرا الأوروبية، وكذلك رقصة الفلامنكو الإسبانية الشهيرة.

مروحة اليد

مروحة الداي حسين واحتلال الجزائر

تعتبر حادثة مروحة الداي حسين هي واحدة من أشهر القصص السياسية التي يقف عندها السياسيون حتى يومنا هذا، والتي ايضًا مازال الشعب الجزائري متاثرًا بتبعيتها حتى كتابة هذه الأحرف رغم أنها وقعت في عام 1828، حيث أنه خلال احتفال الداي حسين (حسين باشا) حاكم الجزائر التي تولى حكم البلاد في عام 1818 بعيد الفطر في يوم 29 إبريل عام 1828، قام بزيارته قناصل أو مندوبين الدول الأجنبية في بلاده كما كان متعرف عليه في ذلك الوقت لتهنئته بالعيد، قام الداي حسين بتوجيه سؤال للقنصل الفرنسي عن الديون المستحقة للشعب الجزائري لدى فرنسا على خلفية مساعدة الجزائر لهم خلال حادث حصار الدول للفرنسيين بسبب إعلان الثورة الفرنسية.

مروحة اليد

اقراء أيضًا: جورج فلويد .. صرخة جديدة في وجه عنصرية الرجل الأبيض الأمريكي  

ولكن القنصل الفرنسي رد على الداي حسين بشكل غير لائق، فما كان على حاكم الجزائر إلا أن يطرده من القصر، وهنا وقعت الحادثة الأهم في تاريخ الجزائر، حيث أن الداي حسين قام بضرب القنصل على وجهه باستخدام المروحة اليدوية، وعلى خلفية هذه الواقعة التي عرفت في التاريخ باسم (حادث مروحة الداي حسين) قام القنصل بإرسال رسالة إلى بلاده يصف لهم الإهانة التي وجهها الداي حسين للفرنسيين والتعدي عليه كقنصل للبلاد، وفي يوم أ يونيو من نفس العام بعثت فرنسا قطع من أسطولها إلى الجزائر ، وقد حمل برسالة إلى الداي حسين بأن عليه الاعتذار بشكل رسمي للقنصل عن حادثة مروحة الأيدي، ولكن قًبلت هذه الرسالة بالرفض من قبل حاكم الجزائر، وفي نفس اليوم قام الأسطول الفرنسي بمحاصرة الجزائر وبدأ احتلالها من قبل الفرنسيين الذي انتهى في عام 1962.

(مصادر)

إقرأ أيضا
أفريقيا

https://www.nationsonline.org/oneworld/History/Algeria-history.htm

https://www.soas.ac.uk/gallery/traditionsrevised/origin-of-the-folding-fan.html

 

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان