حنين الشاطر .. فرصة آمال ماهر من جديد!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يمكن إغفال دور السوشيال ميديا في انتشال موهبة كبيرة كحنين الشاطر، والتي يعتبرها كثير من السَمّيعة وصنّاع المزيكا هي طوق النجاة في سحب سوق الغناء المصري الذي وصل أدنا .. سحبه من دوامة الهبوط إلى نوعًا من أنواع الأمان .. حيث جعلت من ذلك الصوت الجبّار على صِغر سن صاحبته، والواثق على قلة خبرتها، والذي يبدو عليه النجومية رغم عدم تمهيد الطريق لصاحبه بالوراثة كما هو السائد الآن .. والعميق وهو ابن الجيل الذي عانى التسطيح، وهو صوت ذكي رغم غباء سوق الغناء، وصوت رشيق رغم ثقل حركة المنتجين، والغني برغم فقر الحالة العامة للغناء في مصر .. لا يمكن إغفال دور السوشيال ميديا في ذلك كله، لكن ..
فوز حنين الشاطر ببرنامح “اكس فاكتور”
وعندما نضع كلمة (ولكن) بالفونت العريض، فإننا أمام تحذير وَجب الانتباه إليه .. ذلك لأن حجم موهبة حنين الشاطر هو ما يحركنا لضرورة دق أجراس الخطر حول المنحدر الذي يلوح في أفق مستقبل هذا الصوت .. ويمكن هذا في شقين رئيسين، أول أسباب هذا المنحدر هو عدم إدارة الموهبة بشكل محترف حيث أن صوت حنين متوفر على التيك توك بشكل كبير للغاية، بين كل فترة قصيرة والتي تليها نشاهد فيديو لها، وعلى الرغم بأن مثل هذه الفيديوهات تصنع لها صيتًا كبيرًا وتجعل اسمها متداول ومتكرر بشكل شبه يومي، فإن تلك الوفرة تحرق الموهبة، وتجعلها أرخص من ثمنها الحقيقي، والجمهور دائمًا وأبدًا لا يهرع إلا على كل ما هو نادر، وتلك الفتاة النجمة ووالدها المدير، لابد أن تٌثمّن موهبتها بحجمها الحقيقي، فصوتها يوازي أصوات الصف الأول الذين يقفون على أضخم المسارح، وتلاحقهم الصحافة في كل مكان، ويشتري جمهورهم تذاكر حفلاتهم بأغلى من قيمتها أحيانًا فقط ليشاهدون هذا النجم الذين لن يجدوه إلّا في هذا المكان .. وما تفعله حنين الشاطر، وإن كان تجني الثمار بوفرة حاليًا، فإنه سيحرق البذور فيما بعد، وربما يصيب جمهورها بنوع من الملل والفتور وقلة الشغف تجاه تلك الموهبة التي لا تحتاج الآن إلا لمدير يخترق بها هذا السوق الصعب.
الصوت المُبهر .. حنين الشاطر
والشِق الثاني في هذا المنحدر هو غياب الحماية لتلك الموهبة، والحماية هنا تكمن في رعاية المؤسسات الفنية والثقافية، الرسمي منها والخاص، و(صنفرة) تلك الموهبة وتقديمها على إنها المستقبل المصري للغناء الذي خُدش في العقد الأخير من أبناء المهنة نفسهم، وتلقى الطعنات من (بتوع) المهرجانات، وغُيّب وشُتّت من طوفان الرابرز ومُدعين الراب، وأخيرًا مسخه مخترعي الأغنية الكئيبة بلا داع، والكئيبة هي غير أغنية الشجن والحزن .. وغياب هذه الحماية المؤسسية التي نالتها آمال ماهر قبل أن يضيع مشروعها (على كَبَر) يجعل من حنين الشاطر كورقة الشجر في الخريف، يسهل طمسها ويضمر صيتها بسبب آلة الإنتاج الخاص التي تفرم الموهوبين فرمًا، وتضخّم من حجم أنصاف المطربين وأرباعهم .. فقد وهبتنا مصر فرصة أخرى لاستعادة مشروع آمال ماهر في صورة حنين الشاطر .. فلماذا لا نبدأ من جديد؟
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال