حول كلام أحمد كريمة عن أنوثة المرأة المصرية والسورية “التاريخ وكلامه يردان عليه”

أطل الشيخ الدكتور أحمد كريمة ضيفًا على قناة الحدث وأعطى رؤيةً له حول أنوثة المرأة المصرية في الزواج من حيثيتين الأولى كعلاقة حميمة، والثانية كحياة زوجية.

ما قاله أحمد كريمة حول أنوثة المرأة المصرية

طُلِب من الدكتور أحمد كريمة خلال اللقاء شرح تصريحٍ قديم له قال فيه «أتمنى من المصريات أن يتعلمن الشاميات»، فأوضح أنه كان في سوريا ورأى طبيعة المجتمع السوري، إذ أنه من بعد العصر تقوم المرأة السورية بإنهاء كل شيءٍ عليها من واجبات المنزل وتتهيأ لزوجها.

وجاء شرحه في إطار رؤية له مفادها «الزواج ليس علاقة حميمة فقط، لكن أيضًا مشاعر، والمرأة العربية عمومًا والمصرية خصوصًا بعد الإنجاب الثاني تفقد أنوثتها.

تقييم كلام أحمد كريمة

ابتداءًا فإن من أشنع ما يكون أن تكون المرأة بشكل عام والعربية بالتحديد والمصرية خصوصًا، مجرد مضغة تلوكها الألسن (أي ألسن) في الكلام عن الجنس والحياة الزوجية ونحو ذلك.

ولا ندري هل نعتذر للسورية لأنها ظهرت في كلامه بمظهر المرأة المرغوبة، خاصةً بعد زوال ترند الزواج من سوريات وأوكرانيات؛ أم نعتذر للمرأة المصرية لأنها ظهرت في كلامه بمظهر المرأة المنفرة ومصدر الزهد في الحياة والنساء.

أولاً وبشكل تاريخيٍ عام فإن المرأة المصرية في أحلك ظروف مصر السياسية والاقتصادية، لقيت إعجابًا بأنوثتها، من قِبَل رجال ينتسبون إلى دول صارت نساءها حلمًا لأي راغب في الزواج.

بالرجوع إلى جاي كرستوفر هيرولد في كتابه بونابرت مصر نجده يصف حال المرأة المصرية زمن الحملة الفرنسية عبر لسان ضابط فرنسي في مذكراته وقال «الموقف في أمر النساء سيء جدًا، على أن هناك مثلاً تركيًا (عثمانيًا) يمكن الاهتداء به هو:- خذ المرأة البيضاء لعيونها والمصرية للمتعة».(1)

ثانيًا أطروحة أحمد كريمة حول مسألة أن المرأة المصرية تفقد بريقها كأنثى وكزوجة ومشاعر بعد الإنجاب الثاني ليس جديدًا، فلعل أبرزه ما طُرِح في خمسينيات القرن الماضي بعد تنامي قوة تنظيم بنت النيل وهو الشيء الذي استفز درية شفيق فكتبت « هناك كفاح من لون آخر جدير جدير بالتسجيل والتقدير وجدير بان تُحْنَى له الهامات وأن يُذْكَر بكل فخر وافتخار، ذلك الكفاح الصامت الذي تؤديه المرأة المصرية في صمت وذلك الدور الخطير الذي تضطلع به الجندية المجهولة في محيطها فتحترق كالشمعة لتضيء النور في جوانب المجتمع دون أن يدرك أحد ما تبذل من جهد وما تقدم من خدمات مشكورة، لولاها لكانت الحال غير الحال والوضع غير الوضع»(2)

وما ذكره الدكتور الفاضل ليس صحيحًا، فلا زالت المرأة في الصعيد والدلتا على نفس النسق الذي أشاد به كريمة وهو الانتهاء من واجباتها قبل العصر وتتفرغ لزوجها إن كان أصلاً موجودًا فهو إما في العمل أو خارج منزله.

وأما مسألة أن المرأة المصرية تفقد بريقها كأنثى وكمشاعر حب بعد الإنجاب الثاني، فهذا أمر غير مفهوم حقيقةً، فهناك نساء تفقد إحساسها بأنها امرأة بمجرد أن تضع المولود الأول جراء أعرض اكتئاب ما بعد الولادة، وهناك نساء تظل جميلة حتى لو أنجبت بدل المولود ثلاثة وأربعة.

لا أرى في كلام الدكتور أحمد كريمة حول أنوثة المرأة إلا تسطيحًا للحياة الزوجية، سواءًا كانت علاقة حميمة أو حياة زوجية، وليس أدل من التسطيح سوى أن الدكتور أطلق حكمًا على الغالبية بناءًا على موقف شخصي حدث معه في سوريا قبل سنوات.

رحم الله سيد حجاب حين كتب
إياك تقول(3): المرأة غرقى وضلال
أو خيبة.. أو حية بتغوى الرجال
دى الست لراجلها نعيم.. فى الحلال
بساتين محبة وفرحة طارحة الورود
والحق والحرية.. روح الوجود
ياه ع الجمال.. يا رجال.. لما يزين الكمال
شيلوا الحجاب عن عقولنا.. الجهل فاق لاحتمال
الفُجْر والكفر.. فقر.. الفقر نقص الخيال
والكفر ده فقر روح.. مش نقص مال واحتياج
ولكل ضيقة انفراج

إقرأ أيضا

كيف فعلها يوسف؟

(1) جاي كريستوفر هيرولد، بونابرت في مصر، ترجمة:- فؤاد أندراوس، طـ/1، مهرجان القراءة للجميع، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998م، ص169

(2) درية شفيق، المرأة المصرية من الفراعنة إلى اليوم، ط/1، مطبعة المعارف، القاهرة، 1955م ص273

(3) تم تعديل الكلمة عندما تحولت إلى تتر بداية لمسلسل قاسم أمين وصارت مين اللي قال المرأة غرقى وضلال