“خلطة والشريش” قصة رجلان مجهولان أسسا برمجة القرآن على الوورد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تغير شكل الكرة الأرضية جذريًا عندما عرف العالم التكنولوجيا وكان جهاز الكومبيوتر أحد الدعائم الرئيسية لبلورة التطور العلمي، ومنذ أن عرف العالم فكرة التطبيقات الإلكترونية كان ولا زال لمعالم الإسلام حضور بارز في الشبكة العنكبوتية، فهناك تطبيقات ومواقع للقرآن والسنة والأدعية ونحو ذلك.
برمجة القرآن على الوورد
لم تكن عملية خدمة القرآن الكريم بالقواعد الإلكترونية لتنجح بدون الوورد فهو العنصر الأساسي لطبع المصحف الورقي بل وحتى الإلكتروني.
يوثق كتاب تاريخ الكمبيوتر الشخصي: الناس والتكنولوجيا لـ آلين روي قصة الوورد وتطوره في فصل كامل بعنوان مايكروسوفت في الثمانينيات، فذكر أنه تم العمل في فبراير 1983 على تطوير برنامج Multi-Tool Word كـ معالج للنصوص، إلى أن صدرت النسخة الأولى من الميكروسوفت وورد في 25 أكتوبر 1983 ونجح في اكتساح كل البرامج الأخرى المنافسة له مثل WordPerfect الصادر عام 1979 م.
تطور وضع الكمبيوتر مع ظهور Microsoft Word وأدى إصداره إلى تغير كل شيء، إذ اعتمد العمل بشكل رئيسي وأساسي على الوورد منذ صدوره الأول عام 1983 م، وظل القرآن الكريم بعيدًا عن ذلك الشيء الجديد المسمى بـ Word واستمر في نظام الطبع للكتابة اليدوية إلى العام 1987 م.
وُلِدَت فكرة برمجة القرآن على الوورد عام 1986 م على يد اثنين من العرب أحدهما جزائري وهو عمار خلطة، والآخر من تونس واسمه شاذلي الشريش، واستغرق عملهما في البرمجة عامًا كاملاً لـ 3 مليون حرف باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية للأحرف الهجائية فضلاً عن علامات الوقف والابتداء والتشكيل والرسم العثماني المعتمد عند المسلمين.
بحسب تصريحات صحفية نُقِلَت عن عمار خلطة وشاذلي الشريش فإن المشكلة الفنية التي واجهتهما كانت هي تعديل نظم الكتابة الغربية التي كانت لا تناسب الكتابة باللغة العربية، إلا أنهما نجحا في تحسين شكل صورة فيديو النظم بفضل تغيير البطاقات الإلكترونية وتمكنا في النهاية من نقل القرآن على الكمبيوتر بالتشكيل وعلامات الوقف.
كان الدافع وراء هذا العمل هو مساعدين دور الطبع على كسب الوقت، ففي ذلك الوقت كانت كتابة القرآن الكريم بخط اليد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر، أما بالنظام الجديد فإن الكمبيوتر سيتخصر هذا الزمن إلى وقت أقل منه بكثير، فضلاً عن أن المصحف المبرمج على العقل الإلكتروني سيتسفيد منه العلماء والباحثين وطلبة معاهد الأبحاث والجامعات الإسلامية.
وضعت البرمجة على جهاز الكمبيوتر AT&T UNIX عام وطُرِح سعر البرمجة في الأسواق بـ 16 ألف فرنك فرنسي حتى يتاح لدور الطبع ونشر المصحف الافادة منه إلى حد كبير.
كان توقع عمار خلطة وشاذلي الشريش أن أن يضم النظام الجديد في المستقبل معاني القرآن الكريم مترجمة باللغتين الألمانية والفارسية إلى جانب اللغة العربية، وقد صدق هذا التوقع الآن.
المراجع
-
Allen, Roy- Chapter 12: Microsoft in the 1980s
-
تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته – محمد سالم العوفي
-
جريدة الجمهورية المصرية – عدد 1 مايو 1987 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال