دار الضرب في القلعة “كيف كانت نواةً لعمل مصلحة سك العملة بمصر ؟”

في خمسينيات القرن الماضي كانت مصلحة سك العملة المصرية بدأت تاريخها الحديث بنسقٍ جديدٍ يختلف عن نظام دار الضرب في القلعة وهي أقدم دار للسك النقدي.

من منطقة الحسين لماذا تم نقل دار الضرب إلى القلعة

كانت أقدم دار ضرب في مصر موجودة في خط القشاشين (حارة الصناديقية)، في العَصْر الفاطمي بعدما نُقِلَت من الفسطاط، وبعد زوال حكم الفاطميين والأيوبيين تم نقلها إلى قلعة الجبل.

اقرأ أيضًا
مدينتا العسكر والقطائع .. ثنائية عواصم مصر المندثرة التي لم يبق منها سوى مسجد

كانت هناك أسباب عديدة وراء نقل دار الضرب في القلعة لهذا المكان منها الاضطرابات التي سادت عصر المماليك الجراكسة والتي يمكن تؤثر سلبًا على حركة النقد والاقتصاد بالمدينة، كذلك ساهمت فترة اضطراب خلال العصر الجركسي في نقلها لمنطقة القلعة حيث ستسهل دخول وخروج المتعاملين مع دار الضرب.

بين المماليك والعثمانيين وعصر محمد علي باشا .. كيف تأثرت دار الضرب في القلعة ؟

لم تنعزل دار الضرب في القلعة عن التغييرات التي أدخلها العثمانيون على نظام الحكم في مصر، حيث صارت دار الضرب تحت سيطرة الإنكشارية، فنقلت إلى النطاق الشمالي من القَلْعَة، ولعل موقعها كان في موقع قصور الحريم الآن بهذا النطاق، وسبب جعل الدار تحت نفوذ الإنكشارية أنه عندما حضر إبراهيم باشا الصدر الأعظم لإخماد ثورة أحمد باشا الخائن، فأدخل دار الضرب تحت سيطرة هذه الطائفة، وصارت بباب الإنكشارية.

وُضِع نظام قانون نامة مصر لتنظيم العمل بالدار سنة 1697 م ثم تم بناء دار ضرب جديدة في القلعة سنة 1709 م وظلت موجودة حتى عهد الحملة الفرنسية إلى أن جاء عام 1812 و جدد محمد علي باشا دار الضرب وأضاف لها طرازًا معماريًا سنة 1827 م.

إقرأ أيضا

مديح القوة الناعمة

اقرأ أيضًا
“خدعة البيات” لماذا لم يسكن محمد علي في القلعة إلا بعد عامين من حكمه

وتشمل إضافات دار الضرب في زمن محمد علي باشا محلات للموازين ومعرفة الذهب والشيشني ومكتب ومسجد صغير، وبلغت تكلفة هذه الإضافات 12 ألف قرش؛ وبناء دار الضرب زمن محمد علي كان شبه مستطيل إذ أن أضلاعه غير مستقيمة، ويتوسطه فناء به استطالة، تحيط به حجرات متنوعة المساحة والتسقيف، وبعض الحجرات تعلوها قبتان ضحلتان أو ستة قباب ضحلة ترتكز في وسط الحجرة على أكتاف، وبعض الحجرات مربعة الشكل يغطيها أربع قباب ترتكز في منتصف الحجرة على كتف مبني بالحجر، وبنيت القباب بالطوب وفتح بها مناور سماوية للتهوية والإضاءة وهذا الطراز لم يكن له شيوع بمصر، ويتوسط الصحن غرفة بيضاوية الشكل مبنية بالحجر.