درس الحريف مصطفى فتحي
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
لم يلعب مصطفى فتحي أساسيًا مع المنتخب منذ بداية أمم إفريقيا إلى خروجنا من دور ال16 على يد الكونغو الديمقراطية (الفريق متوسط المستوى)، لعب مصطفى في الأشواط الثانية للمباريات.. أول ما نزل إلى الملعب كان بديلا للنجم محمد صلاح الذي آلمته العضلة الخلفية بشكل مفاجئ في الدقيقة النهائية من الشوط الأول في مباراة غانا (مباراتنا الثانية بدور المجموعات).. نزل مصطفى الملعب مكانه، والارتباك المؤقت الذي حدث ساعتها جعل غانا تحرز هدفها الأول بعد خروج صلاح ونزول مصطفى مباشرة، ولكن مهما قدر المختصون قيمة تواجده وقتها فإن حضوره المميز كان بداية الاستفاقة لمنتخبنا الذي لم يفعل شيئا طوال أحداث الشوط الأول، وانقلب على نفسه وبدأ يشعرنا بالأمل في الشوط الثاني (أي بعد دخول مصطفى في أجواء المباراة بمنطق الكرة).. مصطفى كان المفتاح، وليس منصفا كل من رآه حينذاك أقل خبرة من المباراة الصعبة أو أقل تأثيرا من الهالة المحيطة بصلاح، أدى دوره الهجومي التنشيطي المطلوب بامتياز، ولم يكن مفاجأة بالمرة للذين يعرفون إمكاناته الرائعة جيدا، ربما كان مفاجأة لفيتوريا نفسه، فيتوريا الذي يحبذ لاعبين معينين، ولا يحبذ آخرين أكفاء، والأسباب ليست واضحة.. (كان مصطفى موفقا وفاعلا أيضا في مباراة الرأس الأخضر، ثم في مباراة الكونغو التي وصلنا فيها إلى ضربات الجزاء الترجيحية، وفارقنا بسببها البطولة، وكان ضمن من سجلوا ضرباتهم باقتدار)
مصطفى محمد فتحي عبد الحميد، يبلغ من العمر 30 عاما الآن، مواليد 12 مايو 1994، يلعب مهاجما كجناح بنادي بيراميدز معارا من نادي التعاون السعودي، بدأ بنادي نبروه ثم انتقل إلى بلقاس في موسم 2012/2013، ثم إلى نادي الزمالك، ومنه انضم إلى المنتخب الوطني، احترف بنادي التعاون السعودي، وأعير إلى بيراميدز كما سبق.
يلعب مصطفى الكرة كما يلعبها عاشقوها من المصريين العاديين في الدورات الرمضانية بالكرة الكبيرة أو المتوسطة، وفي الشوارع والحواري بالكرة الشراب، شديد المهارة في المراوغة، وسريع، وقوي الروح، ولا تضغطه ضآلة حجمه مهما كان خصومه عمالقة، هادئ وقادر على إحراز الأهداف، ومقدار ما يبدو ملتزما بخطة المدرب (كالممثل والمخرج) مقدار ما له من التصرفات الشخصية المهيمنة ما يمنحه ثقة مضاعفة ويمنح اللاعبين بجانبه طمأنينة أكبر، هذاك مصطفى كما أراه، لكنه لولا إصابة صلاح ما ظهر في المباراة المشار إليها، ولا ما بعدها بالطبع، وما صنع، بالبداهة، شيئا مما صنعه، وقد كان صنيعه، للأمانة، بمثابة محاولة جادة لتغيير المنتخب شكلا وموضوعا.. المنتخب المهزوز المحير في التقييم الأخير!
اقرأ أيضًا
منتخب مصر لتكدير المزاج العام
قضيته، كلاعب معتبر يشارك في أوقات قليلة من المباريات غالبا، في حين أن مثله يحتاج إلى أوقات كاملة أو طويلة لترسيخ ذاته في الملعب وتأكيد إيجابيته؛ تفتح قضايا أمثاله من الذين لا يشاركون بصورة وافية، إنما بشكل عابر، وإذا ما دفعت الظروف المعقدة للمباريات إلى مشاركاتهم.. يقطع المنتخب طاقاتهم الخلاقة عن أنديتهم، ولا يستفيد هو بهم، ومن يدري ربما كان فيتوريا يرغب في أحمد سيد زيزو لا في مصطفى وقتما أبدله بصلاح، فيتوريا التائه الذي ليست لديه خطة محددة، إلا أن شيئا خفيا علينا جعله يختاره وقتها ليظهر بمظهره اللافت المثمر في أثناء الدقائق التي لمس خلالها الكرة حين أتيحت له فرصة اللعب في مباراة غانا التي صعبناها على أنفسنا كعادتنا، وما تلاها بعد ذلك، وعلى هذا كان صاحبنا درسا بليغا من دروس هذه الدورة للكأس الإفريقية، وفي عمقها، الدورة التي صرنا نعتقد أنها ستكون مليئة بالدروس المماثلة، بصرف النظر عن خروجنا منها، خروجنا المبكر المتوقع في الحقيقة؛ فنحن حتى لم نبلغ دور ال16 بجهودنا الخاصة، ولكن بالهدية التي أهدتنا إياها موزمبيق بتعادلها مع غانا في اللحظات النهائية من مباراتهما، وهكذا كانت قصتنا معيبة من سطرها الأول.
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد