درس الزلزال .. لا تصدقوا الدجال

أين الزلزال؟ .. استيقظ المواطن المصري الذي يصدق كل شئ وأي شئ، والذي يفتح عينه كل صباح على هاتفه حيث إشعارات الأشخاص والمنصات التي سبق وضغط بصفحاتها زر المتابعة .. وغالبًا ما يكون هؤلاء أصحاب محتوى غامض يحوي بداخله شئ يثير الدهشة والرعب وانتظار المجهول الذي لا يأتي أبدًا .. هذا يحدثك عن البقرة التي حملت وهي في عمر الأربعة أشهر، وتلك تحدثك عن “رفعت الميهي“، وهذا الذي يرطن بالأجنبية والذي يقف أمام شاشة عملاقة ويحدثك عن إنك غدًا سوف تستيقظ على زلزال سيدمر حياتك ويهلك في طريقه الحرث والنسل .. وتستيقظ لتسأل .. أين الزلزال الذي وعدني به ؟

منذ أيام توقع (العالم) الهولندي الذي أكَّد جميع العلماء أن ما يستند إليه في تحليلاته وتوقعاته لا يمت للعلم بصله، لكن على كُل، توقع هذا الهولندي الذي يُدعى فرنك هوجربيتس حدوث زلزال في مصر، وعلى الفور هاج الناس وماجوا .. حيث أن هذا العالم لديه توقعات قد حدثت بالفعل بشأن زلزال تركيا وسوريا .. ومنذها يتعامل الناس – وبالأخص بعض المصريين- مع هذا الرجل على إن كلامه مُنزَّل لا يقبل النقاش، حتى إنهم يبحثون له عن مبررات إن توقع شئ ولم يحدث .. وهذا ما حدث فعلًا في الحالة المصرية حيث توقع هذا ( عالم الزلازل ) زلزال قوي سيضرب مصر، وما حدث كانت هزّة أرضية قال عنها صلاح محمود، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، وأستاذ ديناميكا الأرض لجريدة الشرق الأوسط : هزة غير محسوسة وهو أمر طبيعي لأنه امتداد لصدع رئيسي للنشاط الزلزالي في البحر المتوسط، كما كذَّب الدكتور –الحقيقي- ان هذا الهولندي يستند على طريقة علمية حيث لم يتوصل العلم حتى الآن لمعرفة توقيت الزلزال بالضبط.

وحاول عزيزي القارئ أن تتابع تعليقات بعض المصريين عندما نقلت الصحف ما يفيد بأن الهزة الأرضية لم تؤثر على أي شئ ولم تحقق أي خسائر في الأصول أو الأرواح .. ومنذها كأن هناك ما أحزن البعض وكأنهم في رهان مع إثبات كلام هذا الرجل الذي يتبع طرق الدجل والشعوذة، ويعتمد بشكل كبير على الإغراق وفتح الاحتمالات وهي طريقة في فن الخطابة وليس علم الزلازل، كأن أقول لك مثلا أنني أتوقع حدوث حريق في مكان من سبعة أو ثمان أماكن في الفترة ما بين 1أكتوبر حتى 30 نوفمبر، وبالتأكيد سيحدث حريق في واحد منهم وستصدق توقعاتي، وحتى وإن (رشقت) في مسألة زلزالي تركيا وسوريا فإن المنجمون كذبوا ولو صدقوا .. هو فقط جعلك تلف (حوالين) نفسك، وتضع يدك على قلبك وتزيد نسبة متابعته والتفاعل معه .. وتستيقظ لتسأل : أين الزلزال؟ – الزلزال يا عزيزي في عقلك، في استسهال تصديق المعلومة .. الزلزال في متابعة منصات لا تقدم محتوى يخاطب العقل بقدر ما يخاطب الغريزة، والجهل والدجل غريزة مسكونة تحت الجلد تنتظر إطلاق العنان من صاحبها لتشعره بالنشوة .. الزلزال الحقيقي في انتظار الزلزال !

إقرأ أيضا

أكيد راجعين، عالم كدابة .. حمزة نمرة و العودة إلى نقطة الصفر من جديد