رأس الحسين في باب الفراديس والرقة “فرضيات تاريخية مردود عليها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يواصل موقع الميزان فتح ملف تحديد مكان رأس الإمام الحسين من خلال 7 تقارير تتناول خلاف المؤرخين حول مصير الرأس وحصرها في 8 أماكن بـ 6 دُوَل هي «كربلاء، المدينة المنورة، مرو، الشام (3 أماكن)، عسقلان، القاهرة».
والتقارير السبعة هي جزء من الورقة البحثية التي استعان بها الكاتب والروائي أسامة الشاذلي خلال إخراجه لآخر أفلامه الدينية الوثائقية وهو فيلم رأس الحسين، وكنا نشرنا 3 تقارير من الملف هي :-
التقرير الأول بعنوان لماذا الآراء التي تقول أن رأس الحسين في كربلاء غير صحيحة تاريخيًا؟ اقرأه من هــنــا
التقرير الثاني بعنوان دفن رأس الحسين في المدينة المنورة “حدث تاريخي لم يحدث لهذا السبب” اقرأه من هـنـا
التقرير الثالث بعنوان رأس الحسين في مدينة مرو “أطروحة تاريخية غير منطقية” اقرأه من هـنـا
بينما يتناول التقرير الرابع دفن رأس الحسين في مكانين ببلاد الشام وهما الرقة وباب الفراديس، حيث اكتظت كتب المؤرخين بالكلام حول دفن رأس الإمام الحسين في الشام عاصمة مُلْك الدولة الأموية في زمن يزيد بن معاوية؛ وانحصرت الآراء في أن الرأس في 3 أماكن فيها ولكل مكان منها ظروف جعلت الرأس مدفونة بها والأماكن الثلاث هي:- «الرقة، باب الفراديس، دار خزائن السلاح في قصر يزيد».
أدلة ثبوت وجود رأس الحسين في الرقة
كان ابن سبط الجوزي هو من انفرد بذكر وجود رأس الإمام الحسين في مدينة الرقة بمسجدها نقلاً عن بن عمرو الوراق في كتاب المقتل وكان مفاد رأيه أن يزيد بن معاوية أرسله إلى آل أبي معيط فدفنوه في دورهم ثم دخلت الدار في المسجد الجامع للمدينة.[1]
أدلة نفي وجود رأس الإمام الحسين في الرقة
لكن هذا الرأي لا يمكن قبوله، فبعيدًا عن أنه لا يمكن للعباسيين أن يتركوا رمزًا هامًا عند بلاد الشام، إلا أن حكام الدولة الأموية لم يؤسسوا مسجدًا جامعًا في مدينة الرقة، وكان أول مسجد جامع بناه العباسيين في الرقة هو جامع الرافقة وذلك في عصر أبي جعفر المنصور.[2]
أدلة ثبوت وجود رأس الحسين في باب الفراديس
تبنى الرأي القائل بأن الرأس مدفون في دمشق عدد من المؤرخين أبرزهم «ابن فضل العمري، الذهبي، عثمان بن مدوخ»، وجميعهم قالوا بآراء مختلفة.
أما ابن فضل العمري فلما تكلم عن مقتل الكامل محمد بن غازي على يد التتار قال بأن بأن رأسه في مشهد الحسين داخل باب الفراديس وساق أبيات رثاء قيلت في حقه من الشيخ شهاب الدين أبو شامة وشبه نهايته برأس الحسين.[3]
فيما قال الذهبي بعدما أشار أن الرأس مدفون في البقيع، حكاية أخرى مفادها أن رجلاً اسمه أبو كرب هو من دفن رأس الإمام الحسين إذ كان أبي كرب من الذين نهبوا خزائن الأمويين في دمشق عقب مقتل الوليد بن يزيد بن عبدالملك سنة 126هـ /744م، ودفنه بالقرب من باب الفراديس.[4]
أدلة مناقشة عدم وجود رأس الحسين في باب الفراديس
لكن هذا الرأي ينافيه عثمان بن مدوخ إمام مسجد السلطان الحنفي في مصر، وهو من وفيات سنة 1899م وقد حكا حكاية يعود زمنها إلى عصر السلطان العثماني عبدالمجيد الأول وقال تلك الحكاية في كتابه العدل الشاهد في تحقيق المشاهد مفادها أن بعض العلماء أرادوا أن يهدموا جزءًا من باب الفراديس لبناء خزانة لحفظ الكتب فعثروا على حجر كبير مكتوب عليه ما يُفْهَم أن رأس الإمام الحسين موجود هنا، ليتم رفع الأمر للسلطان العثماني عبدالمجيد الأول ليكلف وفدًا من علماء الإسلام للتحقيق في الحفر، فاتجهوا ووجدوا فجوة خالية عن الدفن، مما يشار إلى أن الرأس لم يعد موجودًا في باب الفراديس.[5]
[1] سبط بن الجوزي، تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة، تحقيق: حسين تقي زاده، ج2، ط/2، المجمع العالمي لأهل البيت، بيروت، 1433هـ / 2011م، ص266.
[2] الحموي، معجم البلدان، ط/1، دار صادر، بيروت، 1397هـ / 1977م، ص15.
[3] ابن فضل العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق: كامل سلمان الجبوري، ج27، ط/1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2010م، ص255.
[4] الذهبي، تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر عبدالسلام تدمري، ج5، ط/1، دار الكتاب العربي، بيروت، 1410هـ / 1990م، ص20.
[5] عثمان بن مدوخ، العدل الشاهد في تحقيق المشاهد (مخطوط)، ص39.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال