رحلة إلى قبور المشاهير في المماليك والإمام “أقدار جمعت الأموات ببعضهم حياةً ولحدًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قبور المشاهير لا تعتبر أثرًا بالقوانين المتعارف عليها لكن وتطبيقًا لمعنى القوة الناعمة فإنها رمز هام لمصر، وتتفاوت مراتب المشاهير في الصيت فبعضهم خصص لهم متاحف وآخرون يمر الناس من عندهم دون أن يعرفوا رغم شهرة الأسماء.
كيف تعرف مقابر المشاهير ؟
للتعرف على عناوين مقابر المشاهير فيجب التفرقة بين الشخصيات الدينية المصرية والعربية الصوفية وبين الشخصيات العامة التاريخية في العصر الحديث، وحتمية التفرقة تأتي لتحديد مصدر المعلومة إن كانت صحفًا أو كتبًا أو جولة ميدانية.
اقرأ أيضًا
بالصور .. حصاد قبور الشخصيات التاريخية المهدومة في صحراء المماليك “7 حتى الآن”
من حيثية الكتب فإن أفضل كتابين للتعرف على قبور المشاهير من الصوفية هما «الكواكب السيارة: فى ترتيب الزيارة فى القرافتين الكبرى والصغرى» للإمام محمد بن الزيات من وفيات عام 1412 م، وكتاب «تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات» للإمام السخاوي وهو من وفيات عام 1497 م؛ وفي الأفضلية فإن كتاب السخاوي هو الأفضل لأنه أضاف وأزاد على كتاب بن الزيات.
اقرأ أيضًا
ما الذي يحدث في مقابر القاهرة “أشياء لا تعرفها وزارة الآثار عن المدافن المهدومة”
من حيثية مصادر التعرف على قبور المشاهير من الشخصيات العامة فهذا لن يأتي إلا عن طريق متابعة الصحف ثم عمل جولة ميدانية في العنوان الموضوع لخبر وفاة وتشييع الميت ثم الذهاب إليه، وفي أغلب الأحيان يكتشف الشخص المتجول شخصيات أخرى غير الذي يريد.
قصة 5 مقابر تاريخية داخل مستشفى خيرية في الإمام
في منتصف شارع مدافن الإمام الليث يظهر أمامك مبنى أكبر آلاف المرات من اللافتة التي عليه، ويختلط عليك الأمر كثيراً حين ترى هذا المبنى، هل هو فرن عيش مهجور، أم أنه مستودع أنابيب بُنِي على المقابر، أم أنه أطلال أثر تاريخي صار خرابة.
تدقق أكثر في هذه اللافتة لكتشف أنها مستشفى لخدمة أهالي المنطقة، ولا تتوفر الإمكانيات المعروفة في المستشفيات داخل هذه المستشفى، فبالكاد يمكن أن يوجد فيها قياس سكر، وإنجاز كبير لو توفرت إمكانيات عملية ولادة للحوامل.
تتجول في المستشفى لتكتشف إنها في الأصل وحدة صحية خيرية بناها محمد توفيق باشا نسيم، رئيس الوزراء الأسبق في عهد الملك فؤاد والمشهور بتحسين إدارة الأوقاف الأهلية وأوقاف الحرمين الشريفين، والمؤسس لوزارة التجارة والصناعة، فضلاً عن قراره بإلغاء دستور 1930 م الذي سبب أزمة سياسية في مصر وإعادته لدستور 1923 م.
تحتوي الوحدة الصحية التي أسسها نسيم باشا على رفاته حيث شُيَّد قبر مبني على طراز الأسرة العلوية الحاكمة لمصر، بالإضافة لـ 4 مقابر أخرى لأقاربه من بقية عائلته، وكانت نيته أن يقرأ الناس له الفاتحة؛ وللوصول للمكان يمكن ركوب مواصلة من منطقة السيدة عائشة لمنطقة الإمام.
قبور المشاهير في الإمام .. اختلفوا في حياتهم ثم اجتمعوا في مقابرهم
على رصيف واحد بداية من ناصية الشارع المقابل لمدفن وكيع شيخ الإمام الشافعي، دُفِنت شخصيات مصرية مشهورة في التاريخ الحديث، في مفارقة لم تحدث في حياتهم أن يتجمعوا أو يتحملوا بعضهم.
تجد مبنى قبر رئيس مجلس النظار مصطفى باشا رياض، وبجانبه مبنى لقبر الشاعر الثائر محمود سامي البارودي في آنٍ واحد، وربما القدر جمع الغريمين، فالشاعر كان من المناصرين لثورة أحمد عرابي، وتولى منصب وزارة الحربية ثم انتهى أمره بالنفي.
أما رياض باشا، فهو الذي أوصل محمود سامي البارودي لهذا المصير، فقد كانت حكومة رياض أحد الذرائع التي قامت من أجلها الثورة العرابية، ولما تولى منصب وزارة الداخلية في حكومة شريف باشا كان أول قرار يأخذه هو تغليظ العقوبة على كل من ساهم في الثورة العرابية.
الهادئون بلا صخب والصاخبون بالهدوء
علية القوم من الوزراء التاريخيين يرقدون في مدافن الإمام الليثي والمماليك وصلاح سالم، فمدافن الإمام الليث هو جزء كبير من مستودع شخصيات رسمت التاريخ الحديث لمصر.
تجد مبنى لعائلة أبو علم، وعلى رأسهم محمد صبري أبو علم، وزير العدل سنة 1942 م وصاحب فكرة قانون استقلال القضاء.
لم يكن رياض باشا هو وحده المدفون هناك باعتباره رئيساً للحكومة ووزيراً للداخلية، فعلى نفس الرصيف يقع مبنى قبر محمد محمود باشا والذي شكّل وزارته الأولى سنة 1928 م، وتقلد فيها منصب وزير الداخلية ليمارس سياسة شديدة عُرِفَت في التاريخ باسم “وزارة القبضة الحديدية”.
الهادئون بلا صخب لكن إنجازاتهم تتحدث عنهم يرقدون أيضاً في الإمام، فجعفر باشا والي أول رئيس لاتحاد كرة القدم المصري، ووزير الأوقاف سنة 1928 م في حكومة محمد محمود باشا، يرقد بجانب أهم شخصية علمية في مصر خلال القرن التاسع عشر وهو محمود باشا الفلكي.
ربما كان محمود باشا الفلكي هو الأقدم تاريخياً حيث أنه من زمن ما قبل حكم الخديوي إسماعيل، ورغم صلاته بالقصر، لكنه دخل التاريخ كرائد علم الفلك الأثري والمؤسس الأول لمعرفة الكسوف والخسوف في مصر.
وعلى الناحية المقابلة من مسجد الشرطة في طريق صلاح سالم يوجد قبر أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وإخوته، وتم هدم مقبرته بشكل جزئي من أجل محور الفردوس.
في نفس العنوان (الناحية المقابلة لمسجد الشرطة في صلاح سالم) يوجد قبر طلعت باشا حرب أحد الآباء المؤسسين للاقتصاد في مصر، ويقع قبره بجانب أكاديمية الإمام الرائد للدراسات الصوفية.
وبالسير في مقابر الغفير حيث صحراء المماليك وحتى الإمام الشافعي توجد قبور لشخصيات مشهورة أخرى التقط عدستها الدكتور مصطفى الصادق؛ أما بشأن قبور المشايخ الصوفية فسنخصص لها حلقات منفصلة في قسم زاوية قريبًا.
1 – قبر أحمد باشا عبد الوهاب أصغر وزير مالية
2 / قبر عائلة إحسان عبدالقدوس
3 / قبر عبد القادر باشا حلمي ياور الخديو اسماعيل ومنقذ القوات المصرية المحاربة بالحبشة
4 / قبر عثمان باشا مرتضي رئيس ديوان الخديو عباس حلمي الثاني
5 / مدفن اسرة أحمد عبود باشا الاقتصادي و رجل الاعمال المصري
6 / مدفن اللواء حسين شريف
7 / مدفن حسن باشا صبري رئيس وزراء مصر سنه 1940 م
8 / مدفن علي بك بهجت عالم التاريخ و الآثار المصري صاحب الفضل في استخراج آثار الفسطاط بالقاهرة
9 / مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية في عهد الملك فاروق
11 / منى محمد عبد الكريم الخطابي ابنه المجاهد المغربي محمد عبد الكريم الخطابي الشهير بأسد الريف
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال