همتك نعدل الكفة
133   مشاهدة  

رحلة محمد منير في التنازل عن عرش الغناء المصري

محمد منير
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في رحلة محمد منير مراحل كثيرة جلس فيها على عرش التطوير والتجديد الموسيقي، كانت أغنياته تصنع في مطبخ خاص لا يقترب منه أحد إلا وفقًا لشروط المشروع المتفرد والمختلف، لكن ومع تغير الزمن وقلة المعروض الجيد أو قلة شغف منير نحو التجديد قرر من نفسه التنازل طواعية عن هذا العرش ودخل العامة مطبخه الخاص ليفسدوا تلك الطبخة الطازجة بأغنيات تحاكي تتماهى مع المشهد الغنائي الحالي على عكس ما كان يفعل في السابق، سنحاول المرور على المراحل التي اقتحم فيها منير مشهد الغناء بأغنية جديدة مبتكرًا كان مجددًا لا مقلدًا وكيف كانت تجربته بكر طازجة لم تكن امتداد لتجارب سابقة في الغناء وكل من حاول تقليدها أو السير على خطاها سقط سريعًا.

مرحلة سونار

تعتبر مرحلة شركة سونار أهم مرحلة في تاريخ محمد منير على الإطلاق، حيث كانت البداية التي انطلق منها لغزو المشهد الغنائي بأغنية جديدة مبتكرة، بدأت المرحلة مع الثلاثي هاني شنودة وعبد الرحيم منصور وأحمد منيب، ثم انضم إليها بعد شريطين فرقة يحيى خليل التي حلت محل هاني شنودة في التوزيع والتنفيذ الموسيقي، تميزت تلك المرحلة بالعمل الجماعي وحمل صوت منير أفكار تلك الجماعة التي أحدثت ثورة في شكل الأغنية المصرية.

صاغ عبد الرحيم منصور ورفاقه “مجدي نجيب، سيد حجاب، جمال بخيت” مع ظهور متميز لمولانا فؤاد حداد، مانيفستو مشروع منير ، تنوع في المضامين ما بين إنساني واجتماعي وعاطفي من منظور جديد، وتناول الوطن بشكل مختلف عن شكل الأغنية الوطنية، أما ألحان منيب فوجدت صيغة وسط ما بين الشكل النوبي وبين أغنية القاهرة غلفت بشكل متميز سواء من شنودة الذي وضع اللبنة الأولى في شكل أغنية البوب المصرية الحديثة او مع فرقة يحيى خليل واعضائها حيث مزجت تلك الألحان في قوالب موسيقية جديدة على الأذن المصرية.

في الشريط الأول  “علموني عنيكي” ظهرت أغنية بديعة “يا عذاب النفس” في موضوع يطرح لأول مرة في الغناء المصري عن انسان يتحدث عن عذابات نفسه، في نفس الشريط مزج عبد الرحيم منصور بين فكرة الغربة وبين العودة إلى الحبيبة والأم ليتسع المفهوم بعد ذلك ليضم الوطن نفسه،

YouTube player

أما في الشريط الثاني “بنتولد” فكان شنودة على مستوى الحدث موسيقيًا، لحن عدة أغنيات مهمة في الشريط منها “مدي إيدك” والتي كانت جديدًا في اغنية البوب المصرية مع استخدام قالب البوب بالاد في “أكلم القمر” وهي من الأغنيات البديعة جدًا في تناول العاطفة من منظور جديد والتي يمكن إسقاطها بصورة ما على الوطن.

بعد ارتباط محمد منير بفرقة يحيى خليل انفتحت الآفاق أكثر لظهور موسيقى حديثة متطورة لم تشهدها الساحة الغنائية في مصر من قبل، تمثل في موسيقيين كان لديهم خبرة لا بأس بها في التعاون مع الأشكال الموسيقية الغربية وكيف دمجها مع الألحان المصرية مثل فتحي سلامة الذي يعتبر العقل الموسيقي للفرقة مع عازف الجيتار عزيز الناصر، ظهر ذلك بوضوح في أول شريطين للفرقة “شبابيك، أتكلمي” والأول يعتبره البعض أهم شريط غنائي صدر في أخر أربعون عامًا والبعض يحب أن يبدأ تجربة منير من عنده.

محمد منير
محمد منير مع يحيى خليل

في قوالب موسيقية مختلفة ظهر شريط شبابيك ما بين التويست والجاز والبوب الشرقي والسايكديلاك روك وفيها العديد من الأغاني التاريخية في مشوار منير مثل “شبابيك، الليلة يا سمرا، شجر الليمون، ع المدينة” أما في الشريط الثاني فكان هناك تنوعًا مدهشا في اختيار مضامين الأغنيات وبين الإخراج الموسيقي لكن تظل تحفة فتحي سلامة “يا ليلة عودي تاني” أهم أغنيات الشريط على الإطلاق مع الإطلالة المميزة في قالب الريجي من الموزع عزيز الناصر في “قمر رحيلي”.

YouTube player

كان شريط “وسط الدايرة” هو أخر تعاون بين منير وبين فرقة يحيى خليل وانضم إلى الشريط نفسه فريق “لوجيك انيمال” وقائده “رومان بونكا” الذي اثري الشريط كثيرًا بإسهاماته في توزيع وتنفيذ بعض الأغنيات مثل “عشقك ندى،حتى حتى، الناس نامت” ثم الوصول إلى فكرة أن الموسيقى لغة عالمية يمكن أن يتفاعل معها أي شخص في الكوكب وهو ما كان له تأثيرًا قويًا على اخراج الشريط موسيقيًا في دمج العديد من القوالب الموسيقية في أغنية واحدة.

المرحلة الثانية “ساوند أوف أمريكا”

 انتهت المرحلة الأولى من مشوار محمد منير الغنائي “فترته الذهبية” وخرج ليواجه بنفسه مشهد الغناء المصري الذي بدأ يتغير كثيرًا عما بدا عليه وقت ظهوره،أصبح منير مطالبًا بإثبات قدرته على قيادة مشروعه الغنائي دون تدخلات فنية أو إدارية من أحد خصوصًا بعد انفصاله عن فرقة يحيى خليل وتعاقده مع شركة إنتاج جديدة.

نفض منير فكرة أنه مطرب الجماعة وأصبح مطربًا مستقلًا راكم خبرات ورؤية موسيقية جعلته يبحث وينقب عن الجديد، اتجه للتعاون مع عبد الرحمن الأبنودي لأول مرة في شريط كاسيت حيث كان التوقيت المناسب للتعاون مع شاعر أكثر تمرسًا على كتابة أغنية القاهرة العاطفية في وقت كانت الأغنية البديلة بمضامينها المتشعبة تعيش مراحلها الأخيرة.

صدر منير نفسه في شريطي “شيكولاته، اسكندرية” كتجربة فردية تريد التعبير عن نفسها وفق تغيرات العصر، لم تعد هناك فرقة تقود المشروع وتنفذه موسيقيًا بل أصبح لكل أغنية طابعًا مختلفًا دخلت التكنولوجيا لأول مرة في صلب التجربة حيث الاعتماد كلية على الكيبورد في أغاني “مش جرئ، العمارة، كل الحاجات، قمر صيفي، اسكندرية، ألف لاء” مع بعض التجريب في دمج قوالب موسيقية مختلفة في أغاني “يا طير، شمس المغيب،مزامير،اتكلموا”.

محمد منير
غلاف شريط شيكولاته

أدرك منير حس التغير الحاصل في سوق الموسيقى وأراد التقرب أكثر من جيل الأغنية الشبابية كانت مرحلة تجريب حاول فيها الموازنة بين الإخراج الموسيقي الإلكتروني مع أحد رموز الجيل الجديد “طارق مدكور” وفي نفس الوقت الحفاظ على بعض التجريب مع رومان بونكا و فرق موسيقية مثل لوجيك أنيمال و امبريو.

مع إيقاف حميد الشاعري تغيرت خريطة الموزعين الموسيقيين في مصر، خرج مدكور من تجربة منير ليجرب حظه مع عمرو دياب، وفاجأ منير الجميع بشريط حمل عنوانًا غريبًا جدًا “الطول واللون والحرية” وظهرت فيه اسماء جديدة عوض بها منير غياب رومان بونكا ومدكور مثل محمد مصطفى، أشرف محروس، عمرو أبو ذكري، احمد الناصر .

YouTube player

الإخراج الموسيقي للشريط كان متنوعًا ما بين الأغاني الإيقاعية السريعة التي وزعها له محمد مصطفى أحد الوجوه الجديدة في الوسط الغنائي مع محاولة تقديم أغنية روك مصرية “هيه هيه” من توزيع حسين الإمام والتعاون لأول مرة مع “أشرف محروس” غير المحسوب على المشهد الغنائي التجاري في ثلاثة أغنيات وتقديم عمرو أبو ذكري وأحمد الناصر كموزعين لقوالب الفيوجن “دمج أكثر من قالب موسيقي في شكل واحد”.

على نفس المنوال أصدر منير شريط أفتح قلبك حيث بدأ يضع يده على المجموعة الجديدة التي سوف تقود معه المشروع، ظهور أول للشاعر كوثر مصطفى في أغنيات “ساح يا بداح، العالي العالي” مع عودة للاستعانة بعبد الرحيم منصور في اغنيتان “عنيكي تحت القمر، افتح قلبك” العودة للتعاون مع إبراهيم رضوان الذي كتب له “قلب الوطن مجروح”، وإعطاء مساحة للتجريب مع حسين الإمام في “جنني طول البعاد” واستمرار أغنية الـ Hit  في “ياهلترى مسموح” مع مسحة فلسفية معتادة لعصام عبد الله في “لو بطلنا نحلم نموت”.

YouTube player

يمكن وضع عنوان عريض لتلك المرحلة “1989-1993” بأن منير قدم نفسه من جديد مع محاولة الحفاظ على تماسك تجربته لكن مع إطلالة مختلفة موسيقيًا حيث اقترب أكثر من جمهور الشباب وفي نفس الوقت كان يصنع الأغنية في مطبخ غنائي خاص لا يدخله أحد إلا بشروطه هو ووفق اتساقه مع التجربة كلها، مع مساحة تجريب أشكال موسيقية مختلفة ما بين البوب والروك والأر أند بي المتماسة مع مشهد الموسيقى العالمي، الاستفادة من التكنولوجيا في جودة التسجيل واستخدام الحليات الإيقاعية التي ألبسته ثوبًا جديدًا بعيدًا عن نخبوية تجربته الأولى.

مرحلة ديجيتك “المجد الثاني لمنير 95-99”

شد منير رحاله تجاه شركة “ديجيتك” الناشئة مع المنتج “عمرو محمود” الذي هو في الأصل موسيقي ايضًا، التقت الرؤي بين الثنائي منير يريد مرحلة استقرار في مشواره الفني ويبحث عن منتج يمتلك حسًا فنيًا مواكبًا للتطور الموسيقي الحاصل في العالم وفي نفس الوقت يعرف اهمية مشروع منير المختلف تمامًا عن بقية مشهد الغناء.

استقر منير على رفقاء درب المرحلة على رأسهم الشاعرة كوثر مصطفى التي تعتبر أفضل امتدادًا لجيل الشعر العامي الذي صاغ بدايات التجربة مع تواجد مجدى نجيب أحد أعمدة التجربة مع الشاعر حسن رياض بالإضافة إلى مواصلة التعاون مع الأبنودي، وعلى مستوى الموسيقى دخل الملحن وجيه عزيز ليصبح أحد اعمدة المشروع الهامة مع اعتماد على عمرو محمود كموزع مع الثنائي القوي جدًا “أشرف محروس، عمرو أبو ذكري”

ظهر إلى النور شريط “ممكن” وقياسًا على مشهد البوب الغنائي في التسعينات كان شريطًا ثوريًا من منير، ، تنوع في المضامين الغنائية تحمل بعض روح القديم ولكن بتناول عصري جدًا من أغاني فلسفية وأغاني ذاتية تعبر عن مشاكل الإنسان في العصر الاستهلاكي بالإضافة إلى استمرار أغنية الـ Hit  التي كتبها الأبنودي بمفهوم الأغنية الشبابية العصرية لكنها تحمل صفات المشروع المنيري المختلف.

الموسيقى توزعت ما بين البوب الغربي والشرقي مع ظهور لبعض القوالب المختلفة مثل الـ R&B كان الشريط طفرة من ناحية جودة الصوت والاهتمام بالكلمات والألحان وقدم منير في صورة مغني عصري يمتلك روحًا جديدًا وفي نفس الوقت محافظًا على توجهه المختلف جدا،

YouTube player

حقق الشريط نجاحًا كبيرًا في سوق الغناء وشجع المنتج عمرو محمود لإطلاق التجربة التالية في “من أول لمسة”،الذي شهد ظاهرة نادرة الحدوث في التسعينات حيث ظهر على غلافه ست موزعين موسيقيين دفعة واحدة،الشريط كان بمثابة الحد الفاصل بين مشروع منير القديم ومشروعه الجديد الذي يحاول فيه الخلط بين تجارب البوب المصري التسعيني وبين تجربته الخاصة، برزت منه أغنيات مثل “قلبك الشاطر” في قالب البوب روك، مع اغنية بدون إيقاع تقريبًا “من أول لمسة”مع بعض لمسات البوب في “قلبك على قلبي، بالحظ وبالصدف” أو الجاز الخالص في “قلب الحياة،ليلى”.

YouTube player

الألفية الجديدة والنزول إلى الشارع الغنائي

رغم أن منير حصد جماهيرية واسعة طيلة مشواره حتى بداية الألفية لكن ظلت هناك حلقة مفقودة في التواصل مع الجيل الجديد “جيل الأغنية الشبابية” حاول منير أن يبحث عنها في بعض الأغنيات مثل “مش كل كل، الفرحة، خلاص حبيبتى بقينا لبعض” لكنه لم يصل إلى عموم الجمهور، حتى ظهور شريط “في عشق البنات” الذي وضع منير في منطقة جديدة لم يطأها من قبل، ، لأول مرة يذوق منير طعم الجماهيرية الشعبية التي افتقدها بعد أن صنفت تجربته على أنها نخبوية، اكتسحت في عشق البنات الحفلات والسهرات والافراح وبدأ في استقطاب جمهور جديد حيث قدم لها الأغنية البسيطة السهلة التي تخاطب ذوقهم وفي نفس الوقت لا تخلو من مضمون قوي. تعاون منير مع موزعين ألمان وأتراك في هذا الشريط بالإضافة إلى حميد بارودي وكانت استمرار لما يعرف بالـ World Music واستمر على نفس المنوال في الشريط التالي “مساكن شعبية” والذي يمكن أن نلمح منه بعضًا من الأغنيات المختلفة مثل “مساكن شعبية، اخرج من البيبان”.

العودة إلى المشروع القديم

إقرأ أيضا
صور فوتوغرافية

انتهى تعاقد منير مع شركة فري ميوزيك التي استفاد منها على المستوى الجماهيري أكثر من المستوى الفني وتعاقد مع شركة أفريكانا،حافظ منير على أسلوب الصدمة في اختيار عناوين شرائطه واختار هذه المرة عنوانًا مثيرًا “أحمر شفايف”، دخل مطبخ أغنياته لأول مرة وجوه جديدة كانت تحقق نجاحات على مستوى البوب التجاري مثل الشاعر أمير طعيمة والملحن عمرو مصطفى وهما يمثلان تيار الألفية في الأغنية المصرية واستمر في التفتيش في الأغنيات القديمة فأعاد تقديم “أه يا أسمراني اللون” لشادية، “حبيبي لولا السهر” لنجاة، مع تنويع في المضامين ما بين عاطفي “ابكي، أحمر شفايف” والاستمرار في دمج ثنائية الوطن والحبيبة في “إقرار وحرية” أو التعبير عن المشاكل النسوية التي تتصادم مع العادات والتقاليد في أغنية”بنات” أو المضامين الانسانية المباشرة في “بحر الحياة” واستدعى من النوبة أغنيتان “حنينة، شمندورة”

قدم منير أسماء جديدة على الساحة مثل الموزع أسامة الهندي والملحن أحمد فرحات وعاد للتعاون مع الملحن مصطفى على إسماعيل في أغنية “حرية” ووضع رومان بونكا سحره على أغنيات “حنينة، أبكي” وواصل التعاون مع محمد مصطفى ثم المفاجأة كانت في إسناد توزيع “لولا السهر” إلى حميد الشاعري الذي كان يعاني من خفوت نجمه مع صعود أسماء جديدة على مستوى التوزيع الموسيقي.

YouTube player

على نفس المنوال أصدر بعده شريط “أمبارح كان عمرى عشرين” مع شركة ميراج، حيث اقتفى أثر بعض الأغنيات القديمة من شمال أفريقيا حيث قدم “أمبارح كان عمري عشرين” للجزائري الهاشمي القروابي، وأعاد تقديم رائعة عبد الرحيم منصور “حاضر يا زهر” ثم طاوع مزاجه الشعبي في تقديم مفاجأة في أغنية “صياد” للمطرب الشعبي الكبير “محمد طه” وأعاد تقديم أغنية “ويلي” ثم نوع في بقية الشريط ما بين عاطفي في “أمر الهوى، قلب فاضي، صوتك” أو المواضيع الذاتية في رباعية جاهين “إيديا في جيوبي” أو المواضيع غير المباشرة التي يسهل اسقاطها على أي مضمون “بننجرح” مع لحن نوبي صيغ بالعربية في “حكايته حكاية”

مع نهاية العقد الأول من الألفية كان المشهد الغنائي المصري قد بدأ في تغيير جلده،انطفأ نجم العديد من المطربين مع ظهور جيل جديد وبدأ منير رحلة البحث عن مشروع جديد يضمن له الاستمرارية وسط كل تلك التغييرات المتسارعة في المشهد الموسيقي المصري.

تعاون منير لأول مرة مع الشاعر نصر الدين ناجي الذي كتب له “من غير كسوف، طعم البيوت، كان فاصل” وقدم له مجدي نجيب أغنيات “معاكي،لو كان لزامًا “، وواصل التعاون مع الشاعر طارق عبد الستار في “مش محتاج أتوب” وفتش في التراث التونسي ليقدم أغنية “تحت الياسمينة” وأعاد تقديم رائعة الأخوين رحباني مع صباح “يا ابو الطاقية” ثم أعاد أغنية “سؤال” بتوزيع جديد.

YouTube player

اعتمد محمد منير على الموزع أسامة الهندي في أغلب أغنيات الألبوم حيث وضح مستواه القوي في التنوع في الأشكال الموسيقية ما بين بوب وروك وجاز وواصل التعاون مع رفيقه رومان بونكا الذي وزع لو كان لزامًا مع أغنية سؤال، وقدم أسماء جديدة في مضمار التلحين بجانب محمد رحيم مثل أحمد جنيدي،مع الاعتماد على وجيه عزيز في “معاكي، لو كان لزامًا”،حقق الألبوم نجاحًا ضخمًا جدًا حيث حمل روح تجارب منير القديمة مع لمسات التجديد المتناسبة مع أغنية الألفية الجديدة.

رغم  تراجع الإنتاج الموسيقي بعد ثورة يناير إلا أن هذا لم يمنع منير من إصدار شريط جديدًا عبر شركة “أرابيكا” لصاحبها الخفي “نبيل خلف” والذي دخل سوق الإنتاج الفني قبل ثورة يناير .

غلب على هذا الشريط النوستالجيا حيث فتش منير عن أغنيات قديمة بدأها بأغنية “عيون” للمطرب ماهر العطار وأعاد غناء رائعة شريفة فاضل “حارة السقايين” ثم أعاد توزيع أغنيته ” في عنيكي غربة وغرابة” في قالب التانجو ، وأعاد غناء “افتحوا يا حمام كراريس الرسم” ثم إعادة تتر مسلسل مارد الجبل الذي سبق وأن غناها محمد ثروت مع إضافة جملة لحنية من أغنية “أمجاد ياعرب أمجاد” ثم التفتيش في الفلكلور المصري ليغني “يا أبو الطاقية الشبيكة”.

المغني ومكافآت نهاية الخدمة

حاول محمد منير تخليد رحلته الموسيقية عبر مسلسل المغني والذي لم يعبر بصورة كبيرة عن رحلته الفنية الطويلة والعميقة جدًا، لكن الشاهد أن من بعد ثورة يناير تغير المشهد الموسيقي بالكامل دخلت تجارب غنائية أخرى كانت على الهامش لتحتله بالكامل مثل فرق الأندرجراوند مرورًا بأغاني المهرجانات وبدأ منير يظهر أكثر على المستوى التجاري تارة في أغنيات مصنوعة من داخل المشهد التجاري مثل أغاني شريطه “باب الجمال” او يصبح نجمًا للإعلانات التجارية وكأنه محاولة منه لتعويض ما فاته من نجومية وشهرة وكأنه مل من وصف مغني النخبة الذي التصق به طيلة مسيرته ليختفي منير مغني النخبة والمساكن الشعبية لصالح منير جديد يغني إعلانات تجارية لعلب السمن والتجمعات السكنية الفارهة والحقيقة أن منير دخل طواعية في هذا الطريق بعد أن شاهد نجوم جيله يتساقطون من المشهد الغنائي واحدًا تلو الأخر وظل هو يجاهد ويعافر في إيجاد مساحة له حتى ولو على حساب فنه وكأنه يبحث عن نهاية مكافأة نهاية الخدمة.

 شريط شبابيك : صك الغفران الذي محى كل خطايا محمد منير

الكاتب

  • محمد منير محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان