رحيل الملحن شاكر الموجي احد جيل العظماء من الملحنين
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في ثمانينات القرن الماضي كانت أغنية “اللى تعبنا سنين فى هواه” هى القاسم المشترك في الأفراح والسهرات الفنية في مصر، تلك الأغنية التي غناها مئات المطربين والمطربات وصارت أشهر من مطربها الأصلي بل من كثرة من غنوها لم يعد يعرف البعض من غناها أولا.
من فرط شعبية اللحن وتعلقه في أذان الناس بالإضافة إلي الكلمات المتوغلة في صلب الحارة المصرية نسب البعض الأغنية إلى الفلكلور حتي تفرق دم هذا اللحن بين القبائل كثيرًا، رغم أن الأغنية موجودة في ألبوم المطرب محمد رؤوف “ست الحسن” الصادر عام 1987 ومزيل تحت أسم ملحنها “شاكر شعيشع”.
ولد شاكر شعيشع عبد الرسول حسن في حي القلعة بالقاهرة، وكان الابن الأخير بعد أربع بنات، انمى بداخله حب الموسيقى عن طريق شقيقته الكبري الدكتور سهام شعيشع التي كانت تعزف على البيانو وقرر أن يثقل موهبته بالدراسة فانضم إلي كلية التربية الموسيقية بالزمالك، التي شهدت بين أروقتها مولد لحن “اللي تعبنا سنين في هواه” الذي سمعه منه المطرب محمد رؤوف وكان وقتها مجند في الجيش المصري وبدأ يغنيها في الحفلات التي كانت تقيمها الشئون المعنوية.
عمل شاكر شعيشع لفترة مع فرقة الجيتس ولحن لهم أغنية “حبيبي يوم ماعرفته” من كلمات الشاعر “مرسي السيد” ولحن “العب لك شيش بيش” لأحمد عدوية، ثم انطلق إلي فرنسا في عام 1979 كي يحتك أكثر بالموسيقى الغربية و يحضر لرسالة دكتوراه في الموسيقى.
في فرنسا تقابل مع الموسيقار حسن أبو السعود الذي اقترح عليه تغيير اسمه لصعوبة نطق شعيشع على الجمهور وعرف أنه من عائلة فنية حيث خاله هو الملحن الكبير “محمد الموجي” فقرر أن يطلق عليه شاكر الموجي.
اقرأ أيضًا .
لطيفة التونسية تعيد اكتشاف نفسها في الليل ليل
كانت فرنسا نقطة تحول في مسيرة شاكر الموجي حيث التقى المطرب الشاب حينها “جورج وسوف” عندما سمعه يعيد تقديم بعض الأغنيات القديمة وقرر التعاون معه فقدم له ثلاثة أغنيات هي “بتحبيني” من كلماته وألحانه “لو يواعدني الهوى“ كلمات عزت الجندي ثم قدم له لحن “اللى تعبنا سنين في هواه” وهو الذي ساهم في انطلاق مسيرة جورج وسوف الغنائية.
بدأت رحلته مع جورج وسوف في الألبوم الثاني “روح الروح” حيث قدم له خمس ألحان دفعة واحدة، وهي المرحلة المهمة التي شكلت مسيرة جورج وسوف حيث صقل صوته أكثر وخلصه من طريقة الأداء الكلاسيكية ، وصنع شخصيته الفنية التي ميزته عن غيره.
في هذا الألبوم وضحت بصمة شاكر الموجي الموسيقية حيث الأهتمام بالجملة الموسيقية الطويلة التطريبية الموزعة بتكثيف موسيقي قوي، حيث نفذتها فرقة موسيقية كبيرة الحجم بقيادة المايسترو “محمد اللبان” في تطوير للشكل الكلاسيكي القديم ومحاولة تقديم أغنية تطريبية ولكن بصورة حداثية أكثر.
واصل شاكر الموجي نجاحاته مع جورج وسوف في الألبوم التالي ” شئ غريب” حيث قدم له أربعة ألحان حافظ فيها على بصمته الموسيقية والتنقل المدروس بين المقامات الموسيقية وقدم له التحفة الفنية “صياد الطيور” التي أصبحت واحدة من أشهر أغنيات جورج وسوف على الإطلاق.
قدم لجورج وسوف حوالي 18 لحنًا أهمها ” زمن العجايب” و”طبيب جراح”و”الحب شاطر” “غلابة في الحب” “دول مش حبايب” وساهمت ألحانه في صنع شهرة وسوف داخل مصر.
انطلقت مسيرة شاكر الموجي التلحينية حيث صار معروفًا في الأوساط الفنية في باريس والتقى العديد من المطربين وصنع لهم ألحان عديدة مثل راغب علامة، ماري سليمان وطروب والمطرب الكبير وديع الصافى ووليد توفيق الذي قدم له ألحان فيلم “وادعاً للعزوبية” ثم قدم أوبريت حكاية سنين الذى غنى فيه وديع الصافي و وائل جسار وفلة، أحمد دوغان مايز البياع.
قدم ألحانه لبعض الأصوات الشابة مثل “وائل جسار” وائل كفوري” “عاصي الحلاني”” جورج الراسي” ولحن أغنية “محتجالك” أول أغنية للمطربة نانسي عجرم وتعاون مع ومروة وأماني السويسي، سعاد توفيق، دينا حايك.
رغم شهرة أغانيه الضخمة لدى الجمهور المصري إلا أن إقامته الطويلة خارج مصر لم تمنحه الشهرة الكبيرة التي يستحقها داخلها، حيث قدم أكثر من 200 لحنًا أغلبها لمطربين غير مصريين، حتى رحل اليوم عن عالمنا بعد صراع مع المرض بعد أن اثرى المكتبة الغنائية العربية بالعديد من الألحان المهمة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال